يُعد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء المصري، أحد مراكز الفكر الرائدة فى مجال دعم متخذ القرار، فلم يعد يقتصر دوره على توفير البيانات والمعلومات والمشاركة فى التطوير التكنولوجى لمؤسسات الدولة فقط، بل اتسع نطاق ومجالات عمله ليصبح أكثر تخصصًا فى مجال دعم متخذ القرار، وذلك من خلال القيام بمجموعة من الأدوار والمهام، لذلك شهد المركز، عدة تحولات جذرية خلال السنوات الماضية، لمواكبة التغيرات التكنولوجية ورقمنة الدولة وذلك لتقديم خدمة مميزة للمواطنين، خاصة فى ظل توجيهات د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والذى يعمل دائما على تقديم كل الدعم والمساندة للمركز، ولذلك يسعى أسامة الجوهرى مساعد رئيس الوزراء والقائم بأعمال رئيس مركز المعلومات، لوضع وتنفيذ الخطة الدقيقة لخدمة المواطنين والتوسع فى الخدمات التى يتم تقديمها للمواطنين بالمحافظات. «روزاليوسف» قامت بجولة بمركز استطلاعات وبحوث الرأي، بحضور الدكتورة سحر عمار المشرفة على المركز ومستشار رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، وهايدى محمود مدير الإدارة العامة لاستطلاعات وبحوث الرأى وخلال الجولة، وجدنا خلية نحل تعمل على مدار الساعة من جميع العاملين على ورديتين لإنجاز المطلوب منهم، وعمل الاستطلاعات المطلوبة والتواصل مع المواطنين بخبرات جعلت منهم عناصر مدربة ولديها خبرات متراكمة . وتمثل استطلاعات الرأى العام إحدى أهم الأدوات التى تعتمد عليها الأنظمة الديموقراطية فى التعرف على توجهات الرأى العام، بل الإسهام فى التنبؤ بالتغيرات المتوقع حدوثها مستقبلاً فى ردود أفعال وسلوكيات أفراد المجتمع تجاه مختلف القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وأصبح عمق وحيادية استطلاعات الرأى مؤشراً من مؤشرات كفاءة النظم الديمقراطية، حيث أن تدعيم الديمقراطية يعتبر أحد وظائف استطلاعات الرأى العام. ومن هذا المنطلق تم افتتاح مركز استطلاعات وبحوث الرأى العام بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء فى شهر يوليو عام 2003، كأول جهة مصرية حكومية متخصصة فى قياسات الرأى العام باستخدام الأساليب الحديثة فى جمع البيانات من خلال الهاتف الأرضى والمحمول والإنترنت لاستطلاع آراء المواطنين حول مختلف القضايا والأحداث الجارية، وقياس اتجاهاتهم نحو القرارات والسياسات والقوانين المختلفة بحيادية ووفقاً للمعايير الدولية المحكمة. ويعتمد المركز على أحدث الأساليب العلمية والأسس المنهجية فى جميع مراحل التخطيط والتصميم وإجراءات المعاينة والتنفيذ والتحليل وعرض النتائج، وذلك لتحقيق متطلبات الجودة وضمانات الثقة والمصداقية، مع الالتزام بأخلاقيات الممارسة المهنية والأمانة العلمية والحفاظ على سرية البيانات الخاصة بالمواطنين الذين يتم استطلاع آرائهم، وشروط التعاقد بين المركز والجهات الطالبة للاستطلاعات. وقد تمثلت رؤية المركز منذ نشأته فى الريادة والتميُّز فى مجال قياسات الرأى العام على المستويين المحلى والإقليمى لخدمة كل من المواطن وصانع القرار، وذلك عن طريق دعم عمليات صنع القرار والتخطيط ووضع السياسات العامة، ليس فقط لرئاسة مجلس الوزراء بل امتد دورها الى العديد من الجهات الحكومية والخاصة داخل المجتمع المصري. ويستهدف المركز بالأساس التركيز على القياس الدقيق والسريع لاتجاهات الرأى العام، وتفعيل دور استطلاعات الرأى العام فى دعم متخذى القرار، وتحقيق التنمية الشاملة، وهو ما يعد محوراً رئيسياً فى تفعيل المشاركة المجتمعية لجميع أفراد المجتمع فى عملية صنع القرار وتحقيق منظومة فعالة تأخذ فى اعتبارها رأى المواطنين وتوجهاتهم تجاه القضايا المختلفة وأمورهم المعيشية. وقد تم بناء الهيكل التنظيمى لمركز استطلاع الرأى بشكل نموذجى يسهم فى تحقيق أكبر مستويات من الكفاءة والفاعلية فى تنفيذ الاستطلاعات فى وقت قياسي، وفى نفس الوقت التأكيد على مستوى الجودة والحيادية وتطبيق الأساليب العلمية، ويعتمد المركز فى موارده البشرية على أكثر من 60 باحث/باحثة جميعهم من الشباب المؤهلين تعليميا وعلميا، بالإضافة إلى عدد من الخبرات العلمية والعملية التى تمتلك خبرة طويلة وممتدة فى مجال استطلاعات وبحوث الرأى العام، كما يتم الاستعانة بعدد من الخبراء فى مجالات الإحصاء والإعلام والرأى العام، ويحرص المركز على تنمية المهارات البحثية والاتصالية لفريق الباحثين من خلال تنظيم سلسلة من الدورات التدريبية والحلقات النقاشية، وورش العمل والمحاضرات، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لشباب الباحثين المتميزين للسفر للخارج للتدريب، والمشاركة فى بعض المؤتمرات وزيارة عدد من المراكز العالمية المتخصصة للاطلاع على كل ما هو جديد فى مجال قياسات الرأى العام. كما يقوم المركز بدور مهم فى تتبع ورصد وتحليل الاستطلاعات والمسوح التى تقوم بها مراكز الابحاث والاستطلاعات العالمية عن مصر، وكذلك الأوضاع الاقتصادية والعالمية التى تؤثر على مصر. وتتمثل الأهداف الرئيسية للمركز فى تفعيل الممارسة الديمقراطية والمشاركة الشعبية، وتحقيق التواصل والتفاعل بين المواطنين ومؤسسات الدولة وأجهزتها المختلفة، مما يؤدى الى تحقيق قدر أكبر من التوافق بين توجهات المجتمع وسياسات وقرارات الحكومة على نحو يؤدى إلى سياسات عامة أكثر فاعليًة، بالإضافة الى إتاحة معلومات واقعية يمكن الاعتماد عليها والاسترشاد بها فى عمليات اتخاذ القرارات، ووضع السياسات، وتخطيط ومتابعة كفاءة الأداء، كما أن استطلاعات الرأى العام تسهم فى نشر الثقافة المجتمعية التى تدعم عمليات استطلاع الرأي، وتدرك أهميتها، وتحفز على حرية التعبير عن الرأى والمشاركة الجماهيرية.
الحكومة والاستطلاعات
ونظرا لتبعية مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار لرئاسة مجلس الوزراء وإيمانا من رئاسة المجلس بأهمية رأى المواطن واستطلاعات الرأى العام التى تمثل حلقة الوصل بين متخذى القرار والمواطن فقد اعتمدت بعض قرارته على نتائج استطلاعات الرأى التى أجراها المركز، بل أصبح المركز يُكلف بإجراء استطلاعات بعينها للاستعانة بها فى عملية صنع القرار لكثير من القضايا والقرارات التى تم إصدارها وكان أول استطلاع قام به المركز عام 2003 هو التعرف على رأى أولياء أمور الطلبة والمدرسيين فى الحلول المقترحة لعودة الصف السادس الابتدائى والذى كان أحد نتائجه هو ما تم تطبيقه بالفعل مما أدى الى رضا معظم الأطراف فى ذلك الحين عن القرارات التى تم اتخاذها فى هذا الشأن ، كذلك استطلاع العمل نصف الوقت مقابل نصف الأجر فقد تم استطلاع رأى العاملين بالدولة والأخذ بمقترحاتهم، وتطبيق ما انتهى إليه رأى معظم العينة من العاملين، كما تم استطلاع رأى المواطنين فى قانون الضريبة العقارية والأخذ بمقترحاتهم. بالنسبة للاستطلاعات الهاتفية: منذ نشأة المركز تمّ الاعتماد على الهاتف الأرضى كوسيلة أساسية لجمع البيانات جنباً إلى جنب مع الطريقة التقليدية من مسوح ميدانية، نظراً لما تتمتع به هذه الوسيلة من السرعة فى الأداء، وانخفاض التكلفة المادية، وكذلك سهولة الإشراف على عملية جمع البيانات، ومراقبة جودتها مركزياً، ونظراً لانخفاض مستخدمى الهاتف الأرضى تم إدراج الهاتف المحمول كوسيلة إضافية لجمع البيانات إلى جانب الهاتف الأرضى عام 2014، وذلك بهدف تحقيق تمثيل أفضل للمجتمع فى ظل تناقص أعداد خطوط الهاتف الأرضي. أما بالنسبة للمسوح الميدانية: يتم استخدام المسوح الميدانية بالاعتماد على عينية رئيسية مكونة من 100 ألف أسرة مصرية موزعة على مختلف محافظات الجمهورية، فيما عدا المحافظات الحدودية، حيث يتم سحب عينة طبقية من الجمهورية بعد تقسيمها إلى ثلاث مناطق جغرافية (المحافظات الحضرية، الوجه البحري، الوجه القبلي)، ويتم استخدام أسلوب العينة العشوائية المنتظمة الاحتمالية عند اختيار المحافظات، وتوزيع العينة فى كل منطقة على المحافظات حسب وزنها النسبى فى المنطقة.
إعداد النظام الإلكترونى
ولتسهيل العمل وسرعة الإنجاز والحصول على أعلى دقة فى الأداء تم لأول مرة فى مصر إعداد نظام مميكن باللغة العربية عام 2006 لتنفيذ استطلاعات الرأي، ومع التطورات الإيجابية والحِراك الفعال التى شهدتها الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة على مختلف المجالات، فقد ظهرت الحاجة إلى وجود معايير علمية واضحة ومحددة تُوضع من قِبل متخصصين فى استطلاعات الرأى العام لضمان تحقيق نزاهة وحيادية ورصانة نتائج الاستطلاعات، والعمل على توافقها مع المعايير الدولية ومع القيم الأخلاقية بدون تحيز، وهو ما يتطلب أن يكون هناك إطار مؤسسى ذاتى التنظيم لمراكز استطلاع الرأى العام فى مصر يسهم فى بناء القدرات، وكذلك وضع الأسس المطلوبة وتصويب الأخطاء العلمية والمنهجية، بالإضافة إلى الحماية من العشوائية وتصحيح الخروج عن المسار. وانطلاقا مما سبق جاء تطور العمل فى مركز استطلاع الرأى العام، حيث قام المركز ببناء نظام إلكترونى لاستطلاع الرأى العام (CATI) يقوم بميكنة دورة العمل به كاملة، مراعياً كل النظريات العلمية المطبقة إحصائياً، والبعد المنهجى فى تناول كل جوانب دورة عمل استطلاع الرأى العام. ويعد هذا النظام هو أول نظام لقياسات الرأى العام باللغة العربية، وهو أحد البرامج الرائدة والمتخصصة فى الشرق الأوسط فى مجال إدارة استطلاعات الرأى العام إلكترونيا، وذلك من خلال ما يتيحه للعاملين بمراكز استطلاعات الرأى العام من تقنيات تغطى كل مراحل دورة العمل، بدءًا من سحب العينة مرورا بإجراء الاستطلاع ومتابعة الباحثين والنتائج لحظيا وانتهاءً بأرشفة كل ما يتعلق بالاستطلاع.
الوحدات الرئيسية بالمركز
■ فريق الإعداد والتخطيط: حيث إن الإعداد والتخطيط الجيد لأى عمل يضمن سلامة سير العمل وجودته. ■ فريق قواعد البيانات: والذى يقوم بتجهيز وتنقيح قواعد البيانات وسحب العينات، كما يقوم بالتنسيق مع الجهات المختلفة لتحديث قواعد البيانات للفئات المختلفة. ■ فريق إجراء الاستطلاع: ومهمته جمع بيانات الاستطلاعات بالوسائل المختلفة وفقاً لنوع الاستطلاع والهدف منه، كما يضم أيضا عملية الإشراف على جمع البيانات. ■ فريق مراقبة الجودة: ويقوم بمتابعة الأداء الفنى للباحثين بالوحدات المختلفة، وتقييم الأداء وفقا للمعايير الدولية. ■ فريق المسوح الميدانية: والذى يقوم بإعداد المسوح الميدانية وتدريب الباحثين الميدانيين، وتنقيح البيانات المجمعة وتدقيقها ومراجعتها. ■ فريق التحليل الإحصائي: ومهمته تحليل بيانات الاستطلاعات، حيث يقوم بتنقيحها ومعالجتها وإصدارها فى شكل جداول إحصائية يسهل فهمها حتى لغير المتخصصين. ■ فريق إعداد التقارير: ودوره اعداد التقارير النهائية التى تعرض نتائج استطلاعات الرأى العام بالشكل الذى يسهم فى عرض آراء المواطنين تجاه مختلف القضايا فى صورة مُبسطة. ■ فريق النشر: والذى يقوم بمتابعة استطلاعات الرأى والمسوح التى تقوم بها مراكز استطلاعات الرأى المحلية والعالمية، بصورة دورية للاطلاع عليها وتحليلها والاستفادة منها، بالإضافة الى اعداد نشرات دورية شهرية ونصف شهرية. ■ وحدة البحث والتطوير: وهى معنية بمتابعة كل ما هو جديد فى المنهجيات والتطبيقات وأساليب العمل المختلفة بالمراكز البحثية العالمية، بهدف تطوير المنهجيات المتبعة بالمركز ونقل الخبرات والتجارب الرائدة بالمراكز البحثية المتميزة، فضلا عن اعداد الأوراق البحثية التى تهدف الى تطوير العمل وتحديث اساليبه، والمشاركة بتلك الأوراق فى مؤتمرات علمية عالمية فى مجال بحوث الراى العام. الخطط المستقبلية - تدرس الإدارة حاليا إدماج أساليب الذكاء الاصطناعى فى تطوير أسلوب العمل، كذلك تدرس كيفية الاستفادة من سلاسل البيانات الكبيرة المتوفرة لديها. - تعتزم الإدارة إعداد مؤتمر القاهرة الدولى الثالث حول الرأى العام: «استطلاعات الرأى لمستقبل أفضل» والذى من المقترح أن يكون افتراضيا وخلال العام الحالى 2021. 3065 3069 3070