تستعد مدينة سرت الليبية لاحتضان جلسة مجلس النواب المقررة بالأيام المقبلة، لمنح الثقة للحكومة الجديدة، وعقد المبعوث الأممى إلى ليبيا، يان كوبيش، اجتماعًا مع أعضاء لجنة (5+5) التابعة للقيادة العامة بالجيش الوطني، لمناقشة ما يجب أن يتخد من ترتيبات لانعقاد جلسة مجلس النواب بمدينة سرت، بحسب بيان للجيش. من جانبه، قال المتحدث باسم بلدية سرت محمد الأميل: إن مجلس النواب حجز فندقًا بالمدينة من السبت إلى الخميس المقبل لاستقبال أعضاء المجلس، وأكد أن أسباب اختيار مدينة سرت لعقد جلسة منح الثقة للحكومة، أنها تتوسط البلاد وتحتضن لجنة ال(5+5) العسكرية، إضافة إلى أنها لا تشكل أى خطر على أعضاء مجلس النواب. فيما وصل نائب رئيس المجلس الرئاسى أحمد معيتيق، إلى مطار الأبرق فى مدينة البيضاء، شرقى ليبيا، للمشاركة فى إقرار ميزانية موحدة. وقال معيتيق، فى تغريدة عبر حسابه الرسمى بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر»: إنه وصل رفقة وزير المالية فى حكومة «الوفاق» فرج بومطاري، لإقرار ميزانية موحدة لليبيا، ولقاء رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح. وذكرت تقارير صحفية ليبية، أن اللجنة المالية المشتركة المنبثقة عن اجتماع البريقة الشهر الماضى بين وزارتى المالية فى طرابلسوبنغازي، انتهت من إعداد الميزانية الموحدة لعام 2021. وشهدت مدينة البريقة، التى تمثل جزءًا من المنطقة الساحلية المعروفة باسم الهلال النفطي، الشهر الماضي، اجتماعًا بين وزيرى المالية بالحكومتين شرقًا وغربًا، مع محافظ المصرف المركزى فى بنغازى وممثل عن البنك المركزى فى طرابلس وممثل عن وزارة التخطيط وعدد من المسئولين فى الحكومتين لمناقشة سبل توحيد الميزانية العامة للدولة. وأعلنت البعثة الأممية فى ليبيا، اتفاق الأطراف الليبية على ميزانية وطنية موحدة لشهرين، للمرة الأولى منذ 2014 التى يكون لدى ليبيا ميزانية وطنية موحدة واحدة، وعلى العمل على معالجة الأزمة المصرفية. وأكدت البعثة الأممية أن توحيد الميزانية جاء فى أعقاب قرار مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزى فى 1 فبراير الجارى بتخصيص قرض حسن للمصارف التجارية الليبية من أجل تقليل تراكم الصكوك غير المحصلة. بالإضافة إلى التوحيد الأخير لسعر صرف العملة الوطنية وإعادة تفعيل مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزى والتقدم المحرز فى المراجعة المالية لمصرف ليبيا المركزى والمؤسسة الليبية للاستثمار، عناصر حيوية للإصلاحات اللازمة لتنظيم إدارة عائدات النفط الليبي. ويشكل توحيد ميزانية الدولة خطوة مهمة فى توحيد المسار الاقتصادى بين الفرقاء الليبيين، ويأمل المواطن الليبى أن يرى انعكاساتها قريبًا على وضعه المعيشى والاقتصادى المتردي. كما يعد توحيد وترشيد الميزانية الوطنية أمرًا بالغ الأهمية لإرساء ترتيبات اقتصادية أكثر ديمومةً وأكثر إنصافًا مما يلبى احتياجات كل الليبيين بما فى ذلك تحسين الخدمات الأساسية ويلبى الحاجة الملحة لإصلاح البنية التحتية المتدهورة فى البلاد، لاسيما شبكة الكهرباء، إضافة لتضييق الخناق على الفساد الإدارى وإيقاف الاعتمادات الوهمية. وفى سياق متصل، يواصل رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة العمل على تشكيل حكومته، مؤكدا عبر حسابه الرسمى بموقع تويتر، أنه لن يقبل أى مرشح للحكومة لا يستطيع العمل فى جميع أنحاء ليبيا. والتقى الدبيبة رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، لمناقشة الاستحقاقات السياسية القادمة، وعملية تشكيل الحكومة، مؤكدًا أنه سيسعى «للتواصل بشكل دائم مع أهلنا فى كل ربوع ليبيا». وشدد الدبيبة على أن اختياراته ستكون وفق معايير الكفاءة مع مراعاة التنوع والمشاركة الواسعة، مضيفا: «لن نخيب الآمال المعقودة علينا بإذن الله، فالشعب الليبى يستحق الأفضل دائما». ووفق مخرجات الملتقى السياسى الليبى الذى اختتم أعماله فى جنيف، فإن أمام الدبيبة 21 يوما بدأت فى 5 فبراير الجاري، لتقديم حكومته إلى مجلس النواب الليبى من أجل منحها الثقة، وفى حال تعذر ذلك يتم تقديمها لملتقى الحوار السياسي. على صعيد متصل، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن تقرير للأمم المتحدة أن إريك برنس، رئيس شركة «بلاك ووتر» السابق، وأحد كبار مؤيدى الرئيس السابق دونالد ترامب، انتهك حظر الأسلحة فى ليبيا. وقالت الصحيفة: إن برنس عرض توريد أسلحة وطائرات دون طيار ومرتزقة لقائد ميليشيا ليبى يسعى للإطاحة بالحكومة المعترف بها دوليا، وفقا لمحققى الأممالمتحدة. وكشف التقرير السرى الذى سلمه المحققون إلى مجلس الأمن كيف نشر برنس قوة من المرتزقة الأجانب، مسلحة بطائرات هجومية وزوارق حربية فى شرق ليبيا فى ذروة معركة كبرى فى عام 2019. وكجزء من العملية التى قال التقرير, إنها تكلفت 80 مليون دولار، خطط المرتزقة أيضًا لتشكيل فريق تدخل يمكنه تعقب بعض القادة الليبيين وقتلهم. يذكر أنه تحت إدارة ترامب، كان برنس مانحًا سخيًا وحليفًا قويًا للرئيس السابق، كما سخّر جهوده لتقويض الانتقادات الموجهة إلى ترامب. وكانت وسائل إعلام نشرت فى 2019 وثائق رسمية تؤكد أن برنس نفذ عمليات جديدة فى العراق. وتحظى شركة «بلاك ووتر» العسكرية الخاصة بسمعة سيئة لتورط عناصرها فى جرائم حرب.