فى كل يوم تطالعنا الأوقاف على قرارات بجزاءات يتم توقيعها بشكل سريع على كل من يخالف من أئمة المساجد دوره وعمله الدعوى الذى يقوم به مخلصا لوجه الله، فوجدنا عددا من التحقيقات والإيقاف عن العمل الدعوى لأئمة شاركوا فى الدعاية الانتخابية لمرشحين للبرلمان، كما وجدنا جزاءات على أئمة آخرين استخفوا بتعليمات وزارة الأوقاف فى تنظيم العمل الدعوى فى تلك المرحلة الحرجة التى نواجه فيها وباء كورونا. ولقد لامست بنفسى حرص الأوقاف ووزيرها د.محمد مختار جمعة على عدم السماح بأى تجاوزات داخل المساجد عندما تابعت قرارات تصدر ضد إمام لم يلتزم مسجده بالإجراءات الاحترازية، وآخر أطال خطبته لأكثر من نصف الساعة، وثالث تجاوز فى نص خطبته بألفاظ لا تليق على المنبر، ليصبح شعار «لا تجاوزات بالمساجد» لا تنازل عنه. وفى الحقيقة إن الأوقاف تواجه تحديا كبيرا فى ضبط المساجد والعمل الدعوى نتيجة ثقافة اللامبالاة حيث إنه ما زال البعض يرى أن المنبر هو حق خالص للإمام وأن المسجد يتم التعامل فيه وفق كل منطقة دون رابط، بينما تصر الأوقاف بقيادة د. محمد مختار جمعة على أن تسير المساجد وفق منظومة دعوية حقيقية، ووفق إجراءات تحافظ على مكانة المسجد، وتحافظ على استمرار فتحها فى ظل تصاعد أرقام الإصابة بكورونا مرة أخرى. إننا بحاجة إلى أن ننشر فيما بيننا الوعى بأهمية الالتزام بما يعلن فى المساجد من ضوابط حتى يستمر فتحها، ونسعد جميعا بالطاعة فى بيوت الله لأن استمرار اللا مبالاة التى نراها من كثير من الناس عند الذهاب للمسجد فى تلك الأيام ينذر بأن احتمالات إغلاق المساجد قد يتكرر مع ارتفاع الإصابات بكورونا. إن الطاعة وإن كانت من أهم أسباب رفع البلاء إلا أن الأخذ بالأسباب من الواجبات لعدم ايقاع الضرر لأنفسنا أو لغيرنا، وعلماؤنا الأجلاء قالوا إن دفع الضرر عن النفس للحفاظ عليها مقدم على الطاعة إن تعارضا، وهو بالفعل ما نراه من حكم الشارع الكريم من إيقاف الصوم عن المريض، كما يجوز عدم الصلاة فى جماعة إن تحقق الضرر، وهو الأمر الذى نحذر منه. وكلمة حق.. إن وزارة الأوقاف تعمل وفق منهجية ملخصها الحفاظ على بيوت الله، وعلى عمارة تلك البيوت من خلال ضوابط حكيمة يتم تنفيذها بلا تهاون فى المساجد بمختلف محافظات الجمهورية، وعلينا ألا نغضب عندما نرى العقاب يقع على إمام أو مسجد بسبب تجاوز لأن فى هذا تحقيقا لمقصد حفظ المساجد والدعوة إلى الله. وعلينا أن نكمل طاعتنا بالالتزام بما تعلنه الدولة من إجراءات وقائية ضد انتشار كوفيد 19 «كورونا» حتى نستطيع أن نكون نموذجا للعالم فى مقاومة الآفات، ونؤكد أن ديننا هو دين علم، يحترم العقل، ويحرص على الحفاظ على النفس.
