اغتصاب وتحرش واستغلال جنسى وتجارة بالدين، قائمة من جرائم العار لطخت عباءة الخليفة المزعوم، رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا الذى يحلم بخلافة المسلمين، بينما شُوهِت فى عهده تعاليم الإسلام، وترك رجال الدين المنابر وتحولوا لمراهقين تسوقهم شهواتهم، وكان الأطفال ضحية انحرافهم وهوسهم الجنسى، لتصبح تلك الجرائم وصمة عار فى تاريخ أردوغان، الذى غض الطرف عن أكثر الجرائم المخزية، من الناحية القانونية والأخلاقية، وجعل جّل همه الاستيلاء على مدارس جولن واعطائها لجماعاته المتأسلمة المتطرفة، لتأوى أطفال تركيا ليكونوا تحت رحمة أئمة الضلال. «اغتصاب الأطفال لم يعد جريمة فى بلدنا»، تحت هذا العنوان تقول صحيفة «يورت» التركية عن جرائم شيوخ ودعاة الحزب الحاكم «العدالة والتنمية» أصبحت أمرا معتاداً، بعد أن سُجِل هذا العام 70 حالة اغتصاب من قبل شيوخ أردوغان، والذين لاحقتهم فى الآونة الأخيرة تهم اغتصاب الأطفال داخل المؤسسات الدينية ودورات المياه، ومنهم شيوخ وائمة مؤسسة ديانت التركية الرسمية، وكذلك لاحقت التهم ذاتها شيوخ من مؤسسة أنصار الدينية، وأساتذة بمدارس الإمام الخطيب، وجميعها تابعة للحزب الحاكم وتربطهم علاقة وثيقة بأردوغان وأصدقائه. وقد حصدت جماعة الطريقة الصوفية فى الآونة الأخيرة، النصيب الأكبر من فضائح الاستغلال الجنسى وانتهاك عرض الفتيات والأطفال فى تركيا، خاصة بعد فضيحة «فاتح نور الله» قائد جماعة الصوفية بتركيا، والذى ألقى القبض عليه بتهمة اغتصاب فتاة تبلغ من العمر 12 عاماً، والتى قالت فى التحقيقات أنه سبق وتحرش بها فى كل موعد للدرس الدينى، وحتى لا تشكو لوالدتها أعطاها 100 ليرة، ووعدها بأن يعطيها مثلها فى كل مرة تأتى له. وكانت هذه الحادثه سبباً فى تسليط الضوء على الدعم الحكومى الذى تلقاه الشيخ المتهم لتطوير فروع جماعته، والتى أصبحت تمتلك فى عهد أردوغان، 159 فرعاً منها، و32 دار للفتيات، و14 دارا للبنين، وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 3 ملايين طفل سنوياً يحضرون دورات صيفية فى فروعهم ودورهم، إذ يجبرون الطلاب على الذهاب إلى مدارس الإمام الخطيب، التى افتتحها أردوغان وبتوسع فيها كل عام، فقد افتتح منذ قدومه إلى منصب رئاسة تركيا أكثر من 10 آلاف دار تابعة لمؤسساته الدينية المتطرفة. وليست فضائح الاستغلال الجنسى لشيوخ أردوغان بحديثة العهد، ولكنها استشرت فى تركيا منذ أربعة أعوام، وازدادت ضحايا الأطفال، ففى عام2016، قام أحد تجار الدين المنحرفين البالغ من العمر 54 عامًا، والأستاذ بمدرسة الإمام الخطيب، باغتصاب 10 صبيان لم يتجاوزوا 9 سنوات من عمرهم بدورة المياه فى أحد فروع مؤسسة أنصار. وفى العام الماضى، وبعد ثلاثة أعوام من التحقيق فى تلك القضية التى حُظِر النشر فيها، كشفت الصحف التركية أن الرقم الحقيقى للأطفال المغتصبين هو 45 طفلاً وليس 10 فقط، وقد استغل المتهم هؤلاء الأطفال جنسياً لمدة 4 أعوام، فكان المشرف عليهم أثناء إقامتهم بأحد الديار الخيرية لمؤسسة أنصار. وذكرت صحيفة «سول» التركية، أن سلسلة الاعتداءات الجنسية امتدت لجماعة «طريقة الفاروقى»، بعد القبض على سليمان إيشيك 65 عامًا أحد شيوخ تلك الجماعة بمدينة قونيا بتهمة الاعتداء الجنسى على 7 صبيان، وصدرت ضده دعوى قضائية للمطالبة بحبسه من 49 إلى 70 عامًا، وفى التحقيقات قال الصبيان بأن الشيخ المنحرف استغل مشاعرهم الدينية وطالبهم بطاعته وإلا سيصيبهم غضبه ويتعرضون للعديد من المساوئ فى حياتهم، ومنهم شابين أغراهم برفع رتبتهم الدينية إذا لبوا رغباته. وفى دار «كيرفان ساراي» التابعة لطائفة الصوفية بمدينة دنيزلى، قام أحد أساتذة الدين باغتصاب طفل يبلغ من العمر 12 عامًا عدة مرات، وقد عثرت الشرطة على رسالة انتحار للطفل الذى قرر أن يتخلص مما يتعرض له من استغلال جنسى بالموت، ورغم محاولات «العدالة والتنمية» لاستمرار فتح الدار والتستر على الأمر، أغلقته الشرطة بموجب حكم قضائى. وفى دار «خيرونيسا جولباشى» بملاطية التابعة لجماعة الطريقة الصوفية، اغتصب طفلين يبلغان من العمر 10 و 11 عامًا، بعد أن أجبرهم مدير الدار على مشاهدة أفلام إباحية، ثم اعتدى عليهم. «مهاجع الطوائف أصبحت أماكن أصبح فيها الانحراف الجنسى أمرًا روتينيًا»، هذا ما قاله باريش يركاداش النائب بحزب الشعب الجمهورى فى اسطنبول، مشمئزاً من كفاح العدالة والتنمية لغسيل سمعة طوائف تركيا والمؤسسات التابعة لأردوغان، والتى كانت آخر محاولاتهم، تمرير مشروع قانون الزواج من المغتصب، والذى أثير بعد واقعة اغتصاب شيخ متصوف لفتاتين فى2016، ومن أجل إضفاء شرعية على الحادث، محاولين تخليص الشيخ المقرب منهم من العقاب، مخالفين قانون تحريم زواج القاصرات دون 18 عاماً، إلا أن الشيخ عقد قرانه على طفلة ذو 12 عاماً وهرب من العقوبة. ودعا عددا من الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية والإنسانية، بضرورة توقف الأمهات عن إرسال أطفالهن إلى تلك الدور، مطالبين بضرورة إغلاق دور رعاية الطفل التابعة للمؤسسات التى وجهت إليها اتهامات بالاستغلال الجنسى، مثل أنصار والطريقة الصوفية. وتحت حكم حزب العدالة والتنمية لمدة تزيد عن 20 عامًا، وصلت تركيا للمرتبة الخامسة على مستوى العالم فى الاعتداء الجنسى على الأطفال، والذى ارتفعت نسبته لتبلغ 434%، وازدادت الدعارة بنسبة790% ، والتحرش الجنسى بنسبة449% ، وإدمان المخدرات بنسبة 678%، وحوادث العنف ضد المرأة وقتلها بنسبة 1400%، وفقاً لصحيفة «جمهورييت» التركية. ووفقاً لإحصائيات وزارة العدل التركية، فقد ارتفعت نسبة الاعتداء الجنسى على الأطفال إلى 22 ألفا و689 حالة، فقط منذ العام الماضى إلى الآن، مسجلة زيادة بنسبة 55% مقارنة بعام 2012 حيث بلغت حالات الاعتداء حينها 17 ألفا و589 حالة رُفِع بشأنها دعوة قضائية. وذكر بيان وزارة العدل أنه خلال العام الماضى أصدرت محاكم تركيا أحكام قضائية بإدانة المتهمين فى 15 ألفا و651 قضية، بينما أصدرت أحكام بالبراءة فى 6 آلاف و 420 قضية.