فى الوقت الذى تلوح فى الأفق نذر مواجهة جديدة بالأمم المتحدة مع روسيا بشأن سوريا، غادر نحو 30 مراقبا من الدول الأعضاء فى مجلس التعاون الخليجى دمشق، بعد أن استدعتهم حكوماتهم احتجاجا على عدم وقف الحكومة السورية إراقة الدماء طيلة أحد عشر شهرًا. ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر مقرب من المراقبين العرب إن الفريق غادر فندقاً فى دمشق إلى المطار وسط حراسة أمنية مشددة، مضيفاً أن عدد المراقبين أصبح الآن مئة وعشرين شخصا. من جانبه، استبعد السفير السعودى لدى الأردن فهد بن عبد المحسن الزيد وجود أى أهداف غير معلنة فى قرار سحب فريق المراقبين السعوديين من البعثة، مؤكداً أنه لم يكن هناك التزام سورى كامل بالبروتوكول الموقع بين الجامعة وسوريا، وعليه ارتأت السعودية سحب فريقها. فى غضون ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية أن مجلس الأمن الدولى قد يصوت الاسبوع المقبل على مشروع قرار ترعاه الدول الغربية والعربية يؤيد مبادرة الجامعة الخاصة بدعوة الاسد إلى نقل السلطة لنائبه، مما يمهد السبيل إلى مواجهة مع روسيا حليفة دمشق. وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية: «يجب أن يدعم مجلس الامن الدولى القرارات الجريئة للجامعة العربية التى تسعى لانهاء القمع والعنف فى سوريا». ويحل مشروع القرار الجديد محل مشروع روسى قال دبلوماسيون غربيون انه ضعيف للغاية. وقال دبلوماسيون: إن مسودة القرار الجديد، الذى يعكف على صياغته مندوبون من بريطانيا وفرنسا بالتشاور مع مبعوثى قطر والمغرب والولايات المتحدة، تدعم خطة الجامعة العربية التى تتضمن تنحى الاسد عن السلطة وافساح المجال لتشكيل حكومة وحدة وطنية من أجل وقف إراقة الدماء. من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف ان بلاده تؤيد جهود الجامعة العربية ، الرامية لايجاد سبل لإنهاء الازمة السورية.. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف أجرى اتصالا هاتفيا بأمين عام الجامعة العريية نبيل العربى استعرضا خلاله قرارات مجلس الجامعة الأخيرة، ومن جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الجامعة تتفق مع روسيا فى وجهة نظرها حول ضرورة التسوية السلمية فى سوريا وعدم جواز التدخل العسكرى الخارجى. فيما كشف السفير الروسى فى الأردن الكسندر كالوجين عن رفض بلاده طلبا أمريكا بدعم الجهود الدولية الرامية لإسقاط الأسد. وقال الكسندر كالوجين إن مساعد وزير الخارجية الأمريكية وليام بيرنز قام بزيارة إلى موسكو قبل اسبوع طلبا للعون فى الجهود الدولية الساعية إلى إسقاط الأسد، مشيرا إلى أن بلاده ردت بالسلب على الطلب الأمريكى. ونفى السفير الروسى فى عمان بشكل قاطع أن يكون هناك تنسيقفى المواقف بين بلاده وإيران فيما يخص سوريا. ميدانياً، تتعرض مدينة حماة لحملة عسكرية ضارية مما أسفر عن سقوط قتلى وهدم بعض المنازل ، وأكدت لجان التنسيق المحلية ان الجيش السورى يقصف المدينة بالأسلحة الثقيلة، مؤكدة وصول تعزيزات إلى محيط مسجد السرجاوى وتحوله إلى شبه ثكنة عسكرية وأضافت ان هناك انباء عن تهدم عدة أبنية وسقوط جرحى وشهداء»، مؤكدا ان «الاهالى لم يتمكنوا من الوصول اليهم نتيجة القصف العشوائى المستمر» مشيرا الى «انتشار حوالى 4000 جندى داخل المدينة. من جانب آخر، ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن عدد قتلى أمس الأول فى مختلف أنحاء سوريا ارتفع إلى 26 بينهم طفل وسيدتان فى قصف من الجيش السورى لمناطق مختلفة فى البلاد. وسط استمرار القصف على بلدات فى ريف دمشق ومعظم أحياء حماة. وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بتجدد القصف المدفعى من الدبابات المتمركزة على بلدة رنكوس فى ريف دمشق، وأضافت أن بلدتى عربين وجسرين بريف دمشق أيضا تتعرضان للقصف ولإطلاق نار كثيف من الرشاشات. كما أعلنت منظمة «الهلال الأحمر العربية السورية» مصرع مدير فرعها فى محافظة ادلب شمال سوريا رمياً بالرصاص. وقالت بياتريس ميجفان روجو رئيسة عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر للشرقين الأدنى والأوسط فى تصريح صحفى: إن جبيرو فى طريقه بالسيارة من دمشق الى إدلب وقتل رميا بالرصاص. فى غضون ذلك قتل الأب باسيليوس نصار الكاهن فى مطرانية حماة للروم الأرثوذكس فى بلدة كفربهم بمحافظة حماة أثناء محاولته إسعاف أحد المصابين فى حى الجراجمة بالمدينة. وقد اتهمت لجان التنسيق المحلية قوات الأمن بقتل الضحيتين، لكن أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إن من سمتهم «جماعة إرهابية» هى المسئولة عن مقتلهما.