أعلن القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوى وقف العمل بحالة الطوارئ إلا فى مواجهة جرائم البلطجة اعتبارًا من صباح اليوم. ووجه المشير طنطاوى فى كلمة له أمس بمناسبة الذكرى الأولى لثورة 25 يناير التحية لشهداء ومصابى الثورة، كما وجه التحية إلى رجال الشرطة الأوفياء وقضاة مصر، وطالب كل من اختزل دور القوات المسلحة ومجلسها الأعلى فى موقف أن يراجع مواقفه الوطنية. وأكد أن القوات المسلحة ستتفرغ لدورها فى حماية الوطن فور انتهاء المرحلة الانتقالية، وأشاد بشعب مصر ودوره فى الانتخابات، وقال إنه أدلى بصوته بحرية تامة. وفيما يلى نص كلمة المشير طنطاوى فى ذكرى ثور يناير بسم الله الرحمن الرحيم: شعب مصر العظيم: تحتفل مصر وشعبها اليوم بمرور عام على ثورة 25 يناير التى أسست لبداية عهد جديد لشعب عظيم أراد وضحى من أجل حياة كريمة ينعم فيها بالحرية والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية. إن ما تشهده مصر الآن من تغييرات جذرية هو نتاج تضحيات شعب عظيم وفى هذا اليوم نذكر بكل الفخر والإجلال أرواح شهداء ثورة يناير. تحية إجلال وإكبار لشهدائنا الأبرار ومصابى الثورة الذين ضحوا بأرواحهم وأجسادهم الطاهرة فى سبيل يوم ترتفع فيه رايات الوطن تخفق بالعزة والشرف. كما نحتفل بانتخاب أول مجلس شعب بإرادة مصرية حرة عبرت عن توجه شعب مصر العظيم.. وتطلعاته إلى الحياة الأفضل من خلال انتخابات نزيهة هى ثمرة من ثمار تلك الثورة. لقد مرت مصر خلال الفترة الماضية بظروف صعبة ودقيقة أدت إلى قيام الشعب بثورته التى أيدتها القوات المسلحة بموقفها الوطنى انطلاقًا من مكانتها لدى الشعب ولكونها جزءًا أصيلاً منه يرعى مصالح الشعب ويحافظ على مقدساته. لقد كان أمام الشعب والقوات المسلحة هدف واضح فى أن تصبح مصر دولة ديمقراطية لم نحد أبدًا عن أهداف الثورة التى تتفق مع أهدافنا ومواقفنا.. ويأتى انعقاد مجلس الشعب الجديد كأولى الخطوات المهمة على طريق التحول الديمقراطى. لقد كان شعب مصر الفيصل والحكم فى انتخابات مجلس الشعب التشريعية وأدلى بصوته بحرية كاملة ونزاهة تامة فى إقبال غير مسبوق وإليه أتوجه بالشكر والتقدير لحرصه على المشاركة الإيجابية فى هذه الانتخابات ولتحمله أعباء وصعوبات ومتطلبات هذه المرحلة من تاريخه الوطنى فأثبت أنه شعب جدير بالتقدير والاحترام. لقد حرص المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى أدائه لمهامه على التواصل والتشاور مع مختلف القوى السياسية وجميع طوائف الشعب ومع شباب الثورة وشاركتنا المسئولية ثلاث حكومات متتالية أقدم لرؤسائها ووزرائها الشكر والتقدير على ما تحملوه من مسئولية فى ظل الظروف الصعبة التى مرت بها البلاد خاصة على الصعيدين الاقتصادى والأمنى. وأشير هنا إلى أن حكومة الإنقاذ الوطنى التى تتولى المسئولية فى هذه المرحلة محملة بأعباء جسام وأوجه الشكر إلى الدكتور كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء وأعضاء الوزارة على ما قاموا به من جهد متمنيا لهم التوفيق فيما يحملونه من مهام ومسئوليات. إننى لعلى ثقة من أن مجلس الشعب سوف يكون منبرًا حرًا للديمقراطية وحصنًا دستوريًا يعبر عن إرادة الشعب وأهدافه ومصالحه العليا حتى تتواصل مسيرة العطاء والبناء والتنمية بجميع أبعادها ومجالاتها وحتى يتعزز الاصلاح الديمقراطى الذى يقيم منظومة تشريعية ودستورية حديثة تمهد الطريق أمام إصلاحات تحقق الاستفادة من القدرات البشرية الخلاقة والابداعية لشعب مصر وتؤكد إمكانات ممارسة الحقوق السياسية والوطنية لجموع الشعب دون تفرقة أو تمييز وتدعم التنمية الاقتصادية الشاملة التى تؤكد العدل الاجتماعى وترفع عن كاهل الشعب كل أسباب المعاناة وتتيح لأبنائه فرص العمل المتكافئة وتصون الحقوق والواجبات وتعلى سيادة القانون. إن مصر تعى مسئولياتها الاقليمية والدولية وتدرك ما يحيط بها من مخاطر وصعاب وتحديات ودور مصر الاقليمى والدولى تفرضه مكانتها ورسوخ مؤسساتها الوطنية والدستورية وعراقة حضارتها وثقافتها وقوة جيشها وأصالة شعبها وأؤكد لكم قدرة مصر على مواجهة هذه التحديات والصعاب والمخاطر بجيش يحميها وشعب عريق قادر على صنع التاريخ لاتفرط فى سيادتها وإستقلال إرادتها ولاتقبل شروطا أو أملاءات تنال من كرامتها وحريتها تحمى أمنها القومى وإبعاده المتعددة ولاتتهاون مع من يحاول زعزعة أمنها وإستقرارها أو يمس وحدة شعبها ويحاول الوقيعة بين أبناء الشعب. إن مصر ماضية فى تحمل مسئوليتها الاقليمية والدولية تدافع عن قضايا أمتها وتحمى أمنها القومى وتدافع عن مصالحها ملتزمون بالاهداف الوطنية العليا ومصالحنا الاستراتيجية التى تقوم على ثوابت راسخة تؤمن مصالحنا وتخدم أهدافنا من خلال علاقات إقليمية ودولية تحترم سيادتنا وتحفظ حقوقنا ومصالحنا الحيوية ونسعى لتحقيق هذه المصالح بمنظور شامل يمتد إلى قضايا منطقتنا وعلاقاتنا الدولية كما اننا ملتزمون بمعاهداتنا وإتفاقياتنا الدولية ونمد يد الصداقة والتعاون إلى جميع دول العالم نرفع علم مصر ونعلى سيادتها ونصون عزتها وكرامتها. يارجال الشرطة الأوفياء.. لقد عبرتم مرحلة حرجة وعدتهم الى مهامكم بفكر جديد يحترم القانون والمواطن .. وفقكم الله الى ما فيه خدمة الوطن. إننى أتوجه الى قضاة مصر بالشكر والتقدير على ما يتحملونه من مسئوليات ومهام تؤكد نزاهتهم وصدق ضميرهم مؤكدا أن قضاء مصر الشامخ سيظل دوما قلعة للعدل والحق. أما أنتم يا أبنائى رجال القوات المسلحة فلقد قدمتم صورة مشرفة للعسكرية المصرية حافظتم على عهدكم وضعتهم المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار حافظتم على الثورة وفرتم الحماية لاهلكم من شعب مصر تعرضتم للكثير من التحديات وهذا عهد مصر بكم وثقة الشعب فى أدائكم ومن المؤكد أن كل من اختزل دور القوات المسلحة ومجلسها الاعلى فى موقف ما فعليه أن يراجع موقفه الوطنى وفور إنتهاء المرحلة الانتقالية سوف تتفرغ القوات المسلحة لدورها فى حماية الوطن وهو الدور الذى تحملته على مر التاريخ يملؤها العزة والفخار ويحيط بها تقدير واحترام شعب مصر العظيم. إن الدماء الذكية لشهداء ومصابى الثورة ستظل مصانة فى ذاكرة هذه الامة. يا أبناء الوطن .. ضعوا مصر وشعبها فى قلوبكم وعقولكم وأفئدتكم .. وإعملوا على تحقيق آمالها وطموحاتها فى أن يسود الامن والامان ويعم العدل الاجتماعى تحت سماء هذا الوطن العزيز . حمى الله مصر ورعى شعبها ووفقنا جميعا الى مافيه خيره والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.