بعد يوم من لقائه بجيمي كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق أعلن د.محمد البرادعي الرئيس السابق لوكالة الطاقة النووية أمس عن تراجعه عن الترشح لمنصب رئيس الجمهورية قائلاً: ضميري لن يسمح لي بالترشح للرئاسة أو أي منصب رسمياً آخر إلا في إطار نظام ديمقراطي حقيقي يأخذ من الديمقراطية جوهرها وليس فقط شكلها مستطردًا: إن العشوائية وسوء إدارة العملية الانتقالية يدفعان البلاد بعيدًا عن أهداف الثورة، لافتًا إلي أن النظام السابق لم يسقط بعد علي حد قوله. وأضاف البرادعي في تصريحات علي صفحته الخاصة علي موقع الفيسبوك أن أهم ما تحقق هو كسر حاجز الخوف واستعادة الشعب لإيمانه بقدرته علي التغيير وبأنه هو السيد والحاكم، مؤكدًا علي استمرار الشعب في المطالبة بحقوقه حتي يحصل عليها كاملة. ووعد البرادعي بالسعي إلي تمكين الشباب من المشاركة الفعالة في العمل السياسي قائلاً: إني علي ثقة من أن شباب مصر، ومعهم كل من يؤمن بهم وبأهدافهم سوف يقودون هذه الأمة نحو مستقبل أفضل. ووجه رسالة إلي الشعب المصري قائلاً: تقترب ثورتنا المجيدة من إتمام عامها الأول وانتهز هذه الفرصة لأقدم خالص التعازي مرة أخري لأهالي شهدائنا الأبرار وآلاف الضحايا من المصابين الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم من أجل أن ننعم وأبناؤنا بمصر حديثة قائمة علي الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية مترحمًا عليهم. ودعا البرادعي إلي ضرورة لم شمل الأمة في عملية سياسية منظمة ومتفق عليها علي أن يتم انتخاب ممثلين وقادة في إطار سياسي ودستوري يضمن انتخابات حرة عادلة وأيضًا ممثلة لكل طوائف واتجاهات الشعب. وتواكب مع هذا اتباع سياسة أمنية قمعية تتسم بالعنف والتحرش والقتل وعلي إحالة الثوار لمحاكمات عسكرية بدلاً من حمايتهم ومعاقبة من قتل زملاءهم وكل هذا في إطار حالة الطوارئ الفاقدة للمشروعية وغياب غير مفهوم للأمن وإدارة سيئة للاقتصاد بالإضافة لعدم اتخاذ خطوات حازمة لتطهير مؤسسات الدولة وخاصة القضاء والإعلام من فساد النظام السابق، أو حتي عزل رموزه ومنعهم من الاستمرار في إفساد الحياة السياسية: إن العشوائية وسوء إدارة العملية الانتقالية يدفعان البلاد بعيدًا عن أهداف الثورة مما يشعرنا جميعًا أن النظام السابق لم يسقط. وقال: لا أود أن يتطرق اليأس إلي النفوس فدروس التاريخ تعلمنا أن الثورات العظيمة كلها تمر بمثل هذه الانخفاضات والارتفاعات ولكنها في النهاية تصل لبر الأمان، مؤكدًا علي أن أهم ما تحقق خلال العام المنصرم هو كسر حاجز الخوف واستعادة الشعب لإيمانه بقدرته علي التغيير وبأنه هو السيد والحاكم، كما أن المشاركة بكثافة في العملية الانتخابية برغم عيوبها الواضحة تعزز الثقة في قدرة الشعب علي ممارسة الديمقراطية وحكم نفسه بنفسه. وأوضح البرادعي أنه استعرض أفضل السبل التي تخدم أهداف الثورة في ضوء هذا الواقع مستطردًا: لم أجد موقعًا داخل الإطار الرسمي يتيح ذلك، بما فيها موقع رئيس الجمهورية الذي يجري الإعداد لانتخابه قبل وجود دستور يضبط العلاقة بين السلطات ويحمي الحريات أو في ظل دستور تلفق مواده في أسابيع قليلة. وأضاف لقد قلت مرارًا أن هدفي هو مساعدة أهل بلدي علي إعادة بناء مصر التي ننتمي إليها ونفخر بها، وليس تحقيق مصلحة شخصية وتحملت الكثير من الإساءة والكذب والتدني الخلقي قبل قيام الثورة وبعدها. وفي رد فعل من الحركات الشبابية دعا عصام الشريف المتحدث الرسمي للجبهة الحرة للتغيير البرادعي للنزول إلي ميدان التحرير الجمعة المقبلة في مليونية «حلم الشهداء» للانضمام مع القوي السياسية للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين والمطالبة باستكمال أهداف الثورة. وناشد الشريف البرادعي بضرورة الرجوع عن قرار الانسحاب وخوض المنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة ولكن بعد فضح ما أسماه بالإدارة الفاشلة للمرحلة وكشف بقاء النظام السابق في إدارة البلاد مناشدًا باقي المرشحين لاتخاذ نفس قرار الانسحاب والانحياز لشباب الثورة حتي يتم تصحيح مسار الثورة.