«موبينيل» هى أول شركة خاصة عملت فى مجال الاتصالات عبر أجهزة التليفون المحمول فى مصر وتم ذلك عام 1996عبر بيع امتياز خدمات التليفون المحمول من هيئة التليفونات السلكية واللاسلكية إلى شركة «أورسكوم تليكوم» مقابل 3 مليارات جنيه.. وقد حققت شركة «موبينيل» التى يمتلك القسم الأعظم من أسهمها رجل الاعمال أنسى ساويرس وابناه نجيب وسميح ساويرس أرباحا طائلة تقدر بالمليارات على مدى الخمسة عشر عاما الماضية.. ورغم دخول شركتى فودافون واتصالات إلى مجال المنافسة فى خدمات المحمول فى مصر ظلت شركة «موبينيل» تحتفظ بموقع القيادة فى تلك الخدمة بحجم عملاء ومشتركين بلغ أكثر من 20 مليوناً.. ولكن صورة الشركة وسمعتها اهتزت أمام الرأى العام فى الشهور الاخيرة بعد ما تكشف عن تورط مسئولين فيها فى تمرير مكالمات تليفونية إلى إسرائيل بشكل يمس الامن القومى لمصر.. وقد تفجر هذا الموضوع عندما قبض على المهندس الأردنى بشار أبو زيد المتهم بالتجسس لحساب إسرائيل وجرى التحقيق معه فى نيابة أمن الدولة العليا حيث كشف تقرير صادر عن الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات تورط شركة «موبينيل» فى إقامة أحد أبراج التقوية بمنطقة العوجة قرب الحدود المصرية – الإسرائيلية وبارتفاع وعدد هوائيات واتجاهات لا تتناسب مع طبيعة المنطقة الكائن بها وحجم الحركة عليها، حيث إن المنطقة صحراوية نائية ولا يوجد بها أى مبان عالية تتطلب ارتفاعا كبيرا للهوائيات أو كثافة سكانية تتطلب العدد الكبير منها ولا يوجد بالمنطقة غير طريق معبر العوجة الذى يتطلب فقط عددًا قليلا الهوائيات بارتفاعات منخفضة وبزاوية 90 درجة مع الحدود مع إسرائيل.. وأضاف التقرير أن «الهوائيات فى أعلى البرج والموجهة بزاوية 75 درجة باتجاه إسرائيل لا تخدم نهائيا المشتركين داخل الحدود المصرية وأنها تغطى عمقاً لا يقل عن 10 كم داخل حدود إسرائيل بزاوية من 75 درجة إلى 135 درجة التى يمكن استقبالها بمعدات تقليدية وفى حالة وجود برج مقابل فى إسرائيل ومواجه لبرج «موبينيل» وفى وجود مكبرات الإشارة الكهرومغناطيسية فيستطيع استقبال إشارة موبينيل بعمق لا يقل عن 25 كم داخل إسرائيل كما يمكن بعد ذلك نقل الإشارة إلى أى عمق بداخل إسرائيل».. أخطر ما فى هذه القضية هو اتهام الجاسوس بشار ابوزيد لرجل الأعمال نجيب ساويرس بمحاولة تصفيته داخل السجن عن طريق دس السم له وأنه دفع مبالغ رشاوى ضخمة لهذا الغرض .. وإذا كانت نيابة أمن الدولة العليا قد قررت إحالة أربعة موظفين فى شركة موبينيل بتهمة تمرير مكالمات هاتفية خدمت مصالح إسرائيل – ولم تقترب من المسئولين الكبار عن الشركة – إلا أن السؤال الذى يطرح نفسه: لماذا أقامت موبينيل ابراج تقوية فى تلك المنطقة الحدودية مع اسرائيل بهذه الارتفاعات وبهذه الزوايا والاتجاهات؟ وأين كانت أجهزة الامن بينما هذا العبث بالامن القومى يجرى على ارض مصر؟