حينما تأسست حركة أو منظمة (حدتو) وهى اختصار «للحركة المصرية للتحرر الوطنى» فى أوائل أربعينيات القرن الماضى ولعل تاريخ 17فبراير 1946، مشهور فى تاريخ هذه الحركة اجتمعت اللجنة العليا للطلبة والعمال فى ملاعب كلية الطب ولم تفلح محاولات جماعة الإخوان المسلمين لمنع تأسيس هذه المنظمة وتم الإعلان عن ميثاق اللجنة وكانت أهم بنوده هى: الجلاء التام للإنجليز عن مصر تعديل القضية المصرية التحرر من التبعية الاقتصادية وكان يوم 9 فبراير 1946 هو يوم (المذبحة) حيث تم فتح كوبرى الجيزة (عباس) واستقالة حكومة «النقراشى» وجىء بدلاً منه ب«إسماعيل باشا صدقى» المؤيد من الإخوان المسلمين، وكان الحادث قد انبرى عن سقوط الطلبة فى النيل ومنعهم من الوصول إلى ميدان الإسماعيلية (التحرير حالياً) – وفى يوم 21 فبراير استطاعت جحافل الشباب والعمال بل والمصريين الذين استطاعوا أن يصلوا إلى ميدان الإسماعيلية (التحرير حالياً)، وأطلقت قوات الإنجليز النيران على المتظاهرين، حيث كانت معسكراتهم فى هذه المنطقة، وسقط قتلى بين المتظاهرين وطالبت اللجنة الوطنية يوم 24 فبرابر بالإنسحاب الفورى للقوات البريطانية من كل المدن الكبرى وأعلنت يوم 4 مارس 1946 يوم حداد عام احتجاجاً على أحداث 21 فبراير الدامية، التى كان لها صدى عظيم فى كل أنحاء العالم، ولعل الشرارة التى بدأت من ميدان التحرير، وتحركت على أثرها القوات الإنجليزية إلى منطقة قناة السويس، هرباً من الكفاح المسلح الذى دعا إليه (مصطفى النحاس) زعيم الوفد والأغلبية، ولعل ميدان التحرير كان دائماً هدفاً للمتظاهرين المصريين منذ عهود قديمة، منذ نشأة الميدان حيث كان هو المكان الذى يعبر فيه المصريون عن طلباتهم وعن تحديهم للسلطة، ولعل عام 1881 حينما قام عرابى على رأس قوة من الجيش بالذهاب إلى قصر عابدين مطالبا الخديو بطلبات وطنية، وفيها زيادة عدد القوات المسلحة المصرية بضم أبناء المصريين، وقال قولته المشهورة «لقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً ولن نكون عبيداً بعد اليوم»، وكان الشعب خلف طليعة قواته وعلى رأسها «أحمد عرابى» من شارع التحرير حالياً حتى ميدان التحرير (الإسماعيلية سابقاً) وميدان عابدين حتى رضخ الخديو لطلبات القائد الشرقاوى «أحمد عرابى»، ثم كانت الخيانة التى على أثرها احتلت مصر من قوات الإنجليز عام 1882، وهذه قصة أخرى. ولقد كان ميدان التحرير، هو الميدان الذى شهد خروج الطلبة المصريين فى 17و18 فى يناير 1968، متظاهرين رافضين أحكام الطيران، التى عرفت بهذا الاسم بعد هزيمة يونيو 1967، والأحكام التى صدرت ولم ترض جموع شعب مصر، ونفس الميدان الذى استقبل ملايين المصريين وحتى منشية البكرى يوم 10،9 يونيو رافضين تنحى الرئيس «جمال عبد الناصر» عن منصبه، وتحمله المسئولية وهو نفس الميدان الذى استقبل نفس الملايين مساء يوم 28 سبتمبر لوداع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وهو نفس الميدان صاحب تاريخ 25 يناير وحتى اليوم فهو ميدان الشهداء المصريين على مر التاريخ!