دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلي ما سماه ب«الاحترام المتبادل للآراء» بين بلاده وتركيا. حيث قال في العاصمة التشيكية براغ إنه يحترم آراء أصدقاء بلاده الأتراك، ولكن عليهم أن يحترموا آراء فرنسا، ووصف تركيا بأنها بلد عظيم وحضارة كبيرة. وقللت فرنسا علي لسان وزير الشئون الأوروبية جان ليونيتي من أهمية تهديدات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فرنسا بارتكاب «إبادة جماعية» بالجزائر، داعية إلي حوار هادئ مع أنقرة. وقال ليونيتي «أعتقد أنه ينبغي أن نعود إلي حوار أكثر رصانة، لأنه لا جدوي من إثارة الكراهية». وجاء ذلك علي خلفية قانون أقره البرلمان الفرنسي يقضي بتجريم إنكار إبادة الأرمن في تركيا العثمانية خلال الحرب العالمية الأولي. وسبق أن تبنت الجمعية الوطنية الفرنسية عام 2006 قانوناً مماثلاً إلا أنه أسقط من التداول قبل وصوله إلي مجلس الشيوخ. واعترفت فرنسا في 29 يناير 2001 بالإبادة الأرمينية التي وقعت عام 1915، والتي يقول الأرمن إنه راح ضحيتها أكثر من مليون أرمني علي يد الجيش العثماني. وتتفق الطبقة السياسية بفرنسا علي ضرورة تبني مشروع القانون الذي يجرم إنكار الإبادة الجماعية للأرمن، بل إن أصواتا من داخل الحكومة طالبت بالتعجيل في تطبيقه. بيد أن الصحافة الفرنسية كشفت أن هناك سياسيين يعارضون هذه الخطوة، وبينهم وزير الخارجية آلان جوبيه الذي يخشي من انعكاسها علي العلاقات الثنائية بين فرنسا وتركيا، وأشارت الصحف إلي أن جوبيه ربما يكون قد أبلغ ساركوزي بهذه المخاوف. يذكر بهذا الصدد أن تلك الأزمة هي الأحدث التي تصيب العلاقات الفرنسية التركية، والتي توترت بالفعل بسبب معارضة ساركوزي الشديدة لانضمام تركيا إلي الاتحاد الأوروبي. يشار أيضا إلي أن فرنسا هي خامس أكبر سوق للصادرات التركية وسادس الدول المستوردة للبضائع والخدمات منها.