وصف جان ليونيتي وزير الشئون الأوروبية الفرنسي التهديدات التى لوحت بها تركيا في حال تبني البرلمان الفرنسي مشروع قانون تجريم إنكار إبادة الارمن بأنها "جوفاء". ودعا ليونيتى -فى تصريحات صباح اليوم الخميس لراديو فرنسا الدولى- إلى حوار هادىء مع أنقرة، مشيرا إلى أنه لا يأخذ "تهديدات تركيا على محمل الجد".
وقال الوزير الفرنسى إن تركيا الموقعة على التزامات دولية داخل الاتحاد الاوروبي والمنظمة العالمية للتجارة "لا يمكنها تمييز بلد ما لاعتبارات سياسية"، معتبرا تهديدات تركيا بأنها "جوفاء"، وأعرب ليونيتي عن اعتقاده أنه ينبغي أن نعود إلى حوار أكثر رصانة لأنه لا جدوى من إثارة الكراهية من هذا الجانب أو ذاك".
كما وصف ليونيتي تصريحات وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس الاربعاء لإحدى الصحف الفرنسية بأنها "تصريحات فيها مغالاة وككل التصريحات المغالية فغنها تبدو سخيفة"؛ حيث وصف أوغلو في مقابلة مع صحيفة لوموند مقترح القانون المدعوم من الحكومة الفرنسية بأنه "هجوم على تاريخ تركيا".
وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان قد وعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالتخلي عن هذا المشروع لتجريم إنكار إبادة الأرمن.
وأعرب ليونيتي عن تعجبه قائلا "لا أفهم كيف يقول أن الرئيس وعد أيا كان بأي شيء؟"، مضيفا أنه بالنسبة لفرنسا والأمم المتحدة ودول كبرى أخرى "كان هناك تاريخيا إبادة للأرمن في تركيا".
ومن المقرر أن يصوت النواب الفرنسيون من كافة القوى السياسية فى وقت لاحق اليوم الخميس على مشروع القانون الذي يوقع عقوبة بالسجن عاما واحدا وغرامة بقيمة 45 ألف يورو على من تثبت عليه تهمة إنكار إبادة يعترف بها القانون الفرنسي ومنها إبادة الارمن في 1915.
وتعترف تركيا فقط بسقوط حوالى 500 ألف قتيل خلال السنوات الأخيرة من حكم السلطنة العثمانية، ولكنها تؤكد أنهم راحوا ضحية تجاوزات حصلت في الحرب العالمية الأولى نافية أي نية تركية في ارتكاب إبادة جماعية للأرمن.
وبعد التصويت في الجمعية العامة (البرلمان الفرنسي) يحال النص لتصويت مجلس الشيوخ، الأمر الذي قد يتطلب عدة أشهر.