منذ أن قامت ثورة 25 يناير وما أعقبها من أحداث وتعرض الكثير من المباني والمنشآت الأثرية للتدمير والسرقة ومنها المتحف المصري، انطلقت مطالبات نادي بها الآثاريون ومحبو الآثار بتوفير أقصي درجات التأمين لآثار مصر لأنها تمثل تاريخاً وحضارة نادرة الوجود. وعقب الحريق المدمر الذي تعرض له المجمع العلمي المصري مطلع الأسبوع الحالي زادت نبرة تلك المطالبات بتأمين المنشآت الأثرية لأقصي درجة، واقترح عدد كبير من الآثاريين في ظل الانفلات الأمني وعدم عودة الشرطة للمستوي المناسب للتأمين، تشكيل لجان شعبية ودروع بشرية أمام المنشآت والأبنية الأثرية التي تقع في نطاق الأحداث خاصة المتحف المصري لحمايته من أي محاولات اقتحام أو سرقة قد يتعرض لها، إذ إن التجربة نفذت بالفعل منذ نحو شهر مضي حيث قام عدد من الآثاريين بتكوين لجان شعبية بالتعاون مع شباب المتحف المصري لحمايته. أحمد شهاب آثاري وأمين عام ائتلاف العاملين بالآثار قال: إنهم بالفعل قاموا بعمل دروع بشرية حول المتحف وقسموا أنفسهم لمجموعات تسلم بعضها وتشارك فيها أثريات وحملوا لافتات تدعو المتظاهرين والمعتصمين لمشاركتهم في الدرع البشري. من جانبه، انتقد « د.محمد عبدالمقصود» الأمين العام السابق للمجلس الأعلي للآثار فكرة تأمين المنشآت الأثرية باللجان الشعبية والدروع البشرية وقال: يجب ألا نتعامل مع تاريخ مصر بتلك السذاجة. وأشار إلي أن اللجان الشعبية ليست مؤهلة بالقدر الكافي لحماية وتأمين المنشآت الأثرية، ولا بد من وجود جهة محددة تكون مسئولة عن تأمين تلك المنشآت ومنها المتحف المصري حتي يمكن محاسبتها وسؤالها في حال التقصير وتعرض المكان لتخريب أو أي أضرار، لافتًا إلي أن اللجان الشعبية الأنسب لها حماية المنازل والمنشآت الخاصة, وأوضح أن العنصر البشري مهم جدًا في التأمين، والقوات المسلحة هي الجهة الوحيدة القادرة علي تحمل تلك المهمة والقيام بها كما يجب خاصة أنها قامت بتأمين المواقع والمنشآت الأثرية مما حد من نزيف الخسائر والأضرار التي تعرضت لها الآثار عقب ثورة 25 يناير. وطالب عبدالمقصود بفرض حظر التجول في المنطقة المحيطة بميدان التحرير لإخلائها وتوفير الأجواء المناسبة لتأمين الآثار الموجودة فيها، لافتًا إلي أن الطريقة التي تم التعامل بها مع المجمع العلمي يؤكد أن التأمين ضعيف جدًا وأننا لا نقدر جيدًا قيمة كنوزنا التاريخية. وتساءل عن كيفية صعود البعض أعلي سطح المجمع دون أن يعترضهم أحد وقذفهم للمتظاهرين بالطوب، مما جعل الموقف يتصاعد ويؤدي لحرق المجمع، مطالبًا بالتعامل بحزم مع من يقومون بمثل هذه الأفعال ولو وصل الأمر لضرب النار لأن هؤلاء لا يمكن أبدًا أن يكونوا ثوارًا أو متظاهرين، وإذا لم نقم بذلك قد يلقي المتحف المصري مصير المجمع العلمي.