سيبدأ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران الذي تولي منصب رئاسة حكومة المغرب أمس الأول مشاورات تشكيل الحكومة مع أحزاب الكتلة الديمقراطية، وهي حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية ومع بعض الأحزاب المكونة لما يسمي بالتحالف من أجل الديمقراطية (جي 8) باستثناء حزب الأصالة والمعاصرة، الحزب الذي خاض معه الإسلاميون معارك طاحنة ومع مؤسسه فؤاد عالي الهمة، المعروف بأنه مقرب من الملك. ومن المؤكد انه ينبغي علي الإسلاميين بالمغرب البحث عن 91 مقعدًا آخر من أجل تشكيل حكومة بحد أدني من الأغلبية، وهي 198 مقعدا، فيجد الإسلاميون المغاربة أنفسهم أمام تحالفين قويين، هما تحالف أحزاب الكتلة الديمقراطية المكون من حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية (117 مقعدًا في المجموع)، والتحالف من أجل الديمقراطية والمكون من أحزاب ثمانية فاز فيها ستة أحزاب بمجموع مقاعد بلغت 159). وحسب مصادر موثوقة من داخل الإسلاميين، فانه ستتم إضافة حزب آخر إلي تحالفهم هو حزب الحركة الشعبية (أحد مكونات التحالف من أجل الديمقراطية) من أجل الحصول علي أغلبية مريحة داخل البرلمان (256 مقعدا). وكان الائتلاف الحكومي السابق قادته أحزاب الكتلة بالإضافة إلي بعض أحزاب اليمين، وعلي رأسها حزب التجمع الوطني للأحرار، وقد وجهت إليه انتقادات واسعة من حزب العدالة والتنمية نفسه عندما كان في المعارضة. وقال رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني في: إنه من الضروري نسج تحالف قوي ومنسجم قادر علي تدبير الملفات والقضايا الوطنية مثل "مقاومة الفساد وتطوير الحكامة والحد من ظاهرة البطالة وإصلاح الإدارة والقضاء". وذكر بلاغ صدر أخيرا عن حزب التجمع الوطني للأحرار (أحد مكونات جي 8) أن الحزب"اختار بكل وعي ومسئولية الاصطفاف في المعارضة". كما أكد المعطي المنجب المؤرخ السياسي أن طبيعة المعارضة ستكون داخل البرلمان من الأحزاب الإدارية، وهي "أحزاب ليست لها دراية بمسألة المعارضة وغير مدربة عليها. واستثني المنجب حزب الأصالة والمعاصرة الذي له "أطر وحنكة سياسية وله اطلاع بدواليب السلطة بالمغرب"، ويمكن أن يشكل معارضة قوية، بالإضافة إلي أن بعض قيادييه ومناضليه كانوا في اليسار ومارسوا المعارضة لعقود طويلة.