بعد النجاحات التي حققها نجوم السينما الشباب، والإيرادات الضخمة التي أصبحت تجنيها أفلامهم، فكر بعضهم في الدخول بمجال الإنتاج السينمائي والتليفزيوني لتصب كل هذه المكاسب في جيبه بدلا من ذهابها للمنتج الذي يأكل معظم الكعكة ولا يلقي إلا الفئات، لكن ثمة تساؤلات حول تأثير ذلك علي صناعة السينما، بعد أن يصبح الفنان هو المنتج وبالتالي المتحكم في كل عناصر العمل سواء اختيار الأفكار، أو الفنانين المشاركين في البطولة، ومساحة الدور الذي يشغلها باعتباره «صاحب العمل»، ومدي تدخلاته في الإخراج، وترتيب اسمه علي التتر والأفيش، وغيرها من التفاصيل الهامة التي ستتغير مع دخول الفنانين في مجال الإنتاج، فإلي أين تتجه صناعة السينما في ظل ذلك؟ الظاهرة بدأت تتضح مع الفنانة والمطربة بشري العضو المنتدب بشركة «نيو سينشري» حيث تقوم بدور المنتج المنفذ لأفلام الشركة بدءًا من فيلم «المشتبه» بطولتها هي وعمرو واكد، وتسبب ذلك في حدوث خلافات بينها وبينه إلي حد تبرؤ واكد من الفيلم ودعوة الجمهور لمقاطعته، قبل أن تتألق في فيلم «678» الذي قامت ببطولته مع نيللي كريم وماجد الكدواني وباسم السمرة وأحمد الفيشاوي، ليؤكد فريق العمل أنها لم تشعرهم أبدا بأنها المنتج، وأنها أصرت علي أن يتم وضع اسم نيللي كريم قبل اسمها، كما لم تتدخل في صورتها واسمها علي الأفيش، لتزدهر الشركة وتنتج المزيد من الأفلام الناجحة ولم تفرض بشري نفسها علي كل هذه الأفلام، فلم تشارك في بطولة «عائلة ميكي»، ولا «EUC» ولا «سامي أكسيد الكربون» وغيرها من الأفلام التي انتجتها «نيو سينشري» وكان آخرها فيلم «أسماء» بطولة هند صبري وماجد الكدواني. أما أحمد حلمي فأسس شركة «شادوز» للإنتاج السينمائي والدعاية والإعلان، وأنتج من خلالها فيلمه قبل الأخير «بلبل حيران» بتكلفة لم تتعد 2 مليون جنيه لجميع عناصر العمل وحقق الفيلم بعدها إيرادات وصلت إلي 20 مليون جنيه، ثم شاركت الشركة أيضًا في إنتاج فيلمه الأخير «اكس لارج» الذي حقق ما يقرب من 15 مليون جنيه في 10 أيام، كما انتجت الشركة برنامج «شوية عيال» الذي قدمه حلمي علي قناتي «CBC» و«MBC». وهناك أيضا أحمد مكي الذي دخل عالم الانتاج عن طريق شركة «EYE BIRD» وشارك من خلالها في إنتاج فيلم «لا تراجع ولا استلام» الذي حقق ايرادات وصلت إلي ما يقرب من 20 مليون جنيه، وكذا في فيلم «سيما علي بابا» الذي حقق ما يقرب من 8 ملايين جنيه. الظاهرة المغرية دفعت تامر حسني إلي إنشاء شركته الجديدة thproudicatioh وهي التي ستقوم بإنتاج أفلامه وأغانيه في المستقبل بعد انفصاله عن السبكي ومحسن جابر. وهناك أيضا سامح حسين الذي يتردد أنه سيتجه أيضا للانتاج بعد أن وضعه المنتج وائل عبدالله في الثلاجة ويبدو أن نجاح سامح في انتاج المسلسل الكارتوني «القبطان عزوز» فتح شهيته لانتاج أفلام سينمائية من خلال شركته. أما الأمثلة الفاشلة التي أرادت تحقيق نجاحات عن طريق انتاج الأفلام بنفسها فمنها محمد سعد الذي اتجه إلي الانتاج ولكن من الباطن وقام بإنتاج فيلمه الأخير «تك تك بوم» مع إسعاد يونس عن طريق شركة «نهضة مصر للسينما»، والتي اشترتها اسعاد من نجيب ساويرس في السنوات الأخيرة. حتي الفنانين الكبار سنا انتبهوا للظاهرة وقرروا المشاركة فيها، ليتجه الفنان محمود عبدالعزيز للانتاج عن طريق ابنه محمد الذي يعد واجهة لشركة «فنون مصر للانتاج الإعلامي» بأموال محمود عبدالعزيز وبعض الشركاء الآخرين، وكذا انضمت إلهام شاهين للقائمة بانتاج فيلم «خلطة فوزية» بنفسها وتتجه الأيام المقبلة لانتاج فيلمين عن طريق شركتها المملوكة لها وأول هذين الفيلمين هو «هابي فلانتين» و«هز وسط البلد». وعن هذه الظاهرة يقول الناقد الفني طارق الشناوي أن دخول الممثلين مجال الانتاج الفني يكون لسببين لا ثالث لهما أن هناك من ينتج في عز قوته وفي وجود منتجين كثيرين يقبلون عليه، وأفلامه تحقق ايرادات مرتفعة ويقوم بالانتاج لنفسه لتحقيق معظم الأرباح مثلما فعل أحمد حلمي أو أحمد مكي، وهناك من يدخل مجال الانتاج عندما يشعر أن المنتجين يبتعدون عنه والأدوار تنسحب من يديه فيفكر في الانتاج لنفسه حتي يستعيد قوته من جديد وهذا ما يفعله محمد سعد بعد أن أصبح غير مطلوب من الجميع الآن. أما الناقدة ماجدة خير الله فقد أيدت فكرة دخول الممثلين للإنتاج الفني سواء من الظاهر أو الباطن وتعلل ماجدة كلامها أن معظم منتجي السينما يعملون بها من منطلق السبوبة أو الترويج لسلع أخري غير السلعة الرئيسية فوجدنا أن بائعي اللحم يتجهون للإنتاج كما أن رجال السياحة اتجهوا للفن وهذا ما أدي إلي تدهور الحالة الإنتاجية في مصر، وأكملت ماجدة كلامها أن اتجاه الممثلين للإنتاج ليس ظاهرة جديدة وإنما ظاهرة قديمة أدت إلي رقي الفن في فترة من أزهي عصور السينما. أما المنتج جمال العدل فيقول: أحمد حلمي لديه شريك مميز جدًا وهو سبب نجاح حلمي بمجال الإنتاج، وهناك من لم يستطع الإنتاج رغم أنهم يريدون عمل أفلام هادفة، وهناك آخرون يريدون الدخول في الإنتاج فقط لمجرد حصولهم علي فلوس المنتج وهذا شيء غريب لأنني في النهاية مؤمن بفكرة التخصص فلابد أن يكون الممثل ممثلا والمنتج منتجا لأن السينما في النهاية صناعة كبيرة وتحتاج لهذه التخصصات.