أسدل الستار على فعاليات معرض الكتاب فى دورته ال 51 بعد نجاحه للعام الثانى على التوالى منذ نقله إلى التجمع الخامس، ليحمل بين طياته الكثير من النجاحات الملحوظة الى جوار عدد من الإخفاقات أيضا.. وهنا نرصد فى روزاليوسف عددا من آراء المثقفين والكتاب حول دورته بعد انتهاء فعالياته. الشاعر والروائى أحمد فضل شبلول: معرض جماهيرى بكل ما تعنيه الكلمة أشعر أن معرض هذا العام يختلف عن المعارض السابقة، سواء من ناحية الإقبال عليه وخاصة من قبل الشباب، أو من ناحية الالتزام الفعلى بتوفير وسائل مواصلات كثيرة ومتعددة ومن مناطق مختلفة، وهو الأمر الذى لمسته بنفسى عندما أتيت من الإسكندرية، وركبت أتوبيسا مكيفا من ميدان عبدالمنعم رياض إلى المعرض مباشرة. أيضا كانت الفعاليات الثقافية والأمسيات الشعرية كثيرة ومتعددة ومهمة، وفى الأمسية التى شاركتُ فيها شاعرا، وكانت ثانى أيام المعرض، حضر الجمهور وغاب الشعراء، حيث كنا عشرة شعراء مشاركين فحضر منهم أربعة فقط، من بينهم شاعران من تونس والكويت. وعندما ذكرت ذلك على صفحتى بالفيسبوك رد عليّ بعض أصدقائى الشعراء الذين تغيبوا عن الحضور، وأبدى كل منهم اعتذارا، لكن فى حقيقة الأمر لمست ثمة أسف منهم أن كانت هناك تفرقة بين شعراء وشعراء، فشاعر تقام له أمسية منفردة «لوحده» وشاعر آخر لا يقل قيمة وأهمية يشارك مع عشرة شعراء آخرين فى أمسية أخرى. لكن بصفة عامة، أستطيع أن أقول إن معرض هذا العام كان معرضا جماهيريا بكل ما تعنيه الكلمة، وقد كثرت فيه حفلات التوقيع سواء فى قاعة مخصصة لذلك، أو فى أجنحة دور النشر نفسها. وعلى حين كانت هذه الحفلات مبهجة ومفرحة لكل صاحب كتاب إلا أنها فى الوقت نفسه، كانت تحمل مؤشرات أخرى تنحو ناحية مصداقية الكاتب والكتاب والأصدقاء الحاضرين هل هم فعلا قراء أم يأتون للمجاملة؟ وفى المقابل ثمة كتب مهمة صدرت لا أجدى لها أصداء أو حفلات توقيع «فكل واحد وشطارته». الكاتبة ضحى عاصى: منظم ويتسم بالنظافة الشديدة ويعيبه ضيق المساحة معرض الكتاب منظم ويتسم بالنظافة الشديدة ولكن ما يعيبه هو ضيق مساحة المعرض فالمساحة المتاحة حاليا لا تستوعب الأعداد الضخمة من الزوار فالناس ما زالت تبحث عن أماكن دور النشر والبعض يعانى من صعوبة المواصلات ويصاب بالكسل. الناقد أحمد عزيز: اكتسب طابعًا عائليًّا المعرض بكل المقاييس اكتسب طابعًا عائليًّا خاصًّا ولم يعد ذلك مقتصرًا على زيارات المطاعم والأماكن المخصصة للعب الأطفال، بل صار تجمعًا عائليًّا مصريًّا هدفه الأول الكتاب والثقافة والمعرفة، ثم بقية الأمور. معرض هذا العام من بين كل السنوات السابقة سيسجل الأعلى إقبالًا، وسيوجد فيه الطفل وعائلته والشاب وأصدقاؤه بصورة رائعة وملهمة، والجميع يستعدصوب للمعرض وسنرى الطوابير والزحام الذى لم أرَ مثيله منذ 10 أعوام متصلة، وخاصة ال5 الأخيرة فيما بعد الثورة. ازدحام المعرض مؤشر فعلى لأجيال جديدة تهتم بالمعرفة وتقدر الكتاب وتبحث عنه، ثانيًا الشباب المصرى الذكى يبحث عن عمل ويبحث عن فرص للعمل الجزئي، فمثلًا هناك شباب يساعدون رواد المعرض فى حمل الكتب بأجر رمزي، ثالثًا أسعار دور النشر فى مصر لا تقارن بأسعار الناشرين العرب الذين أعتقد أنهم يعتبرون الدولار يساوى جنيهين فى مصر!» إن هذا العام أفضل كثيرًا من العام الماضى والأهم من وجهة نظرى هو بزوغ شرائح جديدة من القراء الشباب، من أعمار وثقافات ومستويات تعليمية مختلفة، هؤلاء الشباب مقبلون على القراءة بجنون وشغف، وهذا أمر رائع. المعرض يحتاج إلى لمسة حضارية، والمزيد من التنظيم للقضاء على العشوائية والارتجالية، فالزحام الشديد يمنع الناس من حضور الفعاليات، إضافة إلى الطريق غير الممهد، وعشوائية المخيمات، وعدم توفير دورات المياه الكافية للزوار، وكلها مشكلات حيوية لابد من حلها، لكن ذلك لا يطعن فى قيمة المعرض أو ضرورة استمراره. الروائية أسماء علاء الدين: دورة موفقة أنتظر الصرح الثقافى كل عام وأتهلل بقدومه كعيد حتى من قبل أن ينشر لى أعمال، أقابل هناك أصدقائى الكتاب وأحبابى القراء وأقتنى الكتب التى أحبها وأتعرف على مزيد من الكتب والمؤلفين فكيف لى أن أتجاهل حدث عظيم مثل هذا؟ وأعتقد أن هذه الدورة 51 موفقة وشاركت فيه بفاعلية رسمية وهى ندوة لمناقشة روايتى الخامسة «سيناريو وحوار» الصادرة عن دار الوطن للنشر والتوزيع وهذا شىء يشرفنى وأشكر القائمين على تنظيم الحفلات وإدارة المعرض وشكر خاص لمدير المعرض أستاذ إسلام بيومى على مجهوداته الملحوظة، وبالفعل تقوم كل الحضارات على المعرفة، ولذلك فالتنظيم السليم لحدث مهم مثل هذا سيكون شيئًا عظيم، وأتمنى أن يكون هناك إقبال متزايد عن الدورات السابقة، وأحب أن أقول أخيرًا القراءة غذاء العقل. الأستاذ الجامعى عصام محمود: يعانى من تخمة فى الإنتاج يعانى النشر الروائى فى مصر من تخمة فى الإنتاج وعدم انتقائية فى الجودة وللأسف يظن كثير من المثقفين أنهم كتاب بارعون فتجد عشرات الكتب والمؤلفات فى المعرض دون المستوى وهذه النوعية من المثقفين من أهم أسباب أزمة النشر الروائية إذ يدفعون لدور النشر تكلفة أعمالهم التى لا تعرض على أى لجنة لقراءتها وإجازتها، لقد خسرت ثلاث ساعات فى قراءة رواية ومبلغ 40 جنيها ثمنا لرواية اقل ما توصف بأنها عمل ممل سخيف وخسر مؤلف آخر كان يمكن أن أشترى عمله واستمتع به، الإبداع موهبة فى الأساس وهناك كتاب يحصدون الدر وآخرون يجمعون الحصى ظنا منهم أنه الدر فإن كنت لا تملك هذه الموهبة فلا ترجمنا بالحصى.