• احك لليبيين حكايتنا نحن الذين زرعنا البلاد بهجة من قبلهم.. وطربنا.. و ضربنا الأرض بأرجلنا فطرنا للسماء بعيداً.. فوق.. حركنا السحاب بعيداً عن سمائنا.. وسحبنا الشمس خيوطا ذهبية وضوءاً أبيض فوق البلاد.. البلاد التي كان يسيجها الغول.. وقلنا للغول: ارحل!! وأنزلنا من الغيوم مطراً مدراراًَ.. غسلنا به وجوهنا.. ووجوه قاتلينا.. وسارقينا.. ولم لا؟ لقد قلنا للغول: ارحل! • وهذه ليست كل حكايتنا احكوا لليبيين حكايتنا: حكاية العجوز التي أنجبت بدراً.. هي لم ترضعه بعد.. لم تضمه بين ذراعيها وفوق القلب المفطور عليه.. خطفته الأيادي من بين يديها دون حتي أن تهدهده أو تسمع بكاءه العذب. المرأة العجوز التي ولدت بدراً كانت تجلس علي العتب وتحكي للصغار حكايات الجدود البعيدة أخبرتهم مرة عن الملك الذي سوف يأتي ويقتل الأطفال.. ولم تقل لهم أن يلقوه في البحر ليعود إليها بعد حين. وحين سحبوه من ذراعيها سكتت.. مأخوذة كانت كالسكاري.. لم تفعل شيئاً.. تركت الصغير ممزقا بين مئات الأيادي.. وهي التي حكت لصغار الحي من قبل عن إيزيس التي تجمع الأشلاء وتعود بها جسدا حياً.. العجوز التي ولدت بدراً وقالت مع القائلين للغول ارحل.. لم تكن تعلم أن الخرابات القريبة يسكنها غيلان كثر انتظروا دهورا نبوءة عن غلام صغير- قد- يشعل في الأنحاء ثورة. • وهذه ليست كل حكايتنا احكوا إذن لليبيين حكايتنا.. وقولوا لهم عن دموعي التي انهمرت حين تراقصوا طربا وزرعوا الأرض بهجة وقفزوا للسماء ليسحبوا قرص الشمس علي وجوههم العذبة.. قولوا لهم إني أخاف عليهم من ليالي بكاء طويلة وأيام شتاء حزينة.. أن يجلسوا مثلي وقد خطفت غيلانهم الصغير من بين أيديهم وأمام أعينهم وبكامل وعيهم وإدراكهم وانصاتهم وعقلهم.. قولوا لهم: ابنكم لكم هو ابنكم أنتم.. ووحدكم لا شريك لكم فيه.. فقط انهوا حكاية قديمة واقتلوا كل الغيلان.