قال الدكتور قدري حفني أستاذ علم النفس : إن الشعب المصري لم يقل كلمته بعد تجاه ما يحدث، وأن حل المشاكل التي نمر بها سواء كانت اجتماعية أو سياسية يحتاج لأن تكون الإرادة السياسية هي إرادة الشعب. وأكد حفني في حواره لروزاليوسف أن طريق الاستقرار يبدأ بإجراء الانتخابات، وأن بطء الحكومة الحالية في اتخاذ قراراتها يرجع لكونها حكومة تسيير أعمال وأن القرارات بعيدة المدي يجب أن تصدر عن الحكومة التي يختارها الشعب.. فإلي نص الحوار: في ظل الظروف التي تمر بها البلاد... مصر إلي أين؟ - مصر مقبلة علي مرحلة الانتخابات وبالتالي تتجه إلي ما هو أفضل من الوضع الراهن ومن الوضع السابق أيضًا. لكن قانون الانتخابات اعترض عليه العديد من القوي السياسية؟ - إذا كانت القوي السياسية قد رفضت قانون الانتخابات إذن فمن الذي سيتولي العملية الانتخابية فالسؤال يحمل إجابته وأتصور أننا في حاجة إلي رؤي جديدة للانتخابات ولا أعرف ما العائق الذي يحول دون أن تكون الانتخابات بنظام القائمة إذا كانت القوي السياسية تريد ذلك ما الخطأ في ذلك ومعوقات تطبيقه، لا أعرف؟! هل مشكلات مصر سياسية أم اجتماعية؟ - لا نستطيع أن نفصل بين ما هو اجتماعي وما هو سياسي لكن حل المشاكل الاجتماعية والسياسية يحتاج إلي إرادة سياسية وهذه الإرادة السياسية ينبغي أن تكون إرادة الشعب، والشعب لم يقل كلمته بعد ولكي يقول الشعب كلمته، فالوسيلة الوحيدة هي إجراء الانتخابات. كيف تري الاحتجاجات الفئوية؟ - كانت قرارات الحكومة تصدر يوم الخميس يعقبها مليونية يوم الجمعة لتعديلها وهذه المظاهرات أنجزت أشياء لكن استمرارها شيء خطير لكن الخطر الأكبر والأكثر إلحاحًا هو الاحتجاجات الاقتصادية والإضرابات وليس المليونيات. ألا تمثل هذه الإضرابات نوعًا من «لي ذراع الحكومة»؟ - لا أتصور أن تكون الحكومة في جانب والشعب في جانب آخر فنحن تجاوزنا العصر البائد والاحتلال يفترض أن تكون الحكومة هي حكومة الشعب ومن غير المتصور أن يقوم الشعب ب«لي ذراع نفسه». أري أن الطريقة المثلي للتعامل مع المتظاهرين الاستماع لمطالبهم ومناقشتهم علي غرار: أنتم تريدون كذا وإمكانياتنا كذا، اقترحوا علينا من أين نأتي بالتمويل وهذا ما يحدث في جميع أنحاء العالم خصوصًا حينما يكون الاعتصام في مواجهة الحكومة، أما إذا كانت الاعتصامات في مواجهة الرأسمالية في القطاع الخاص فالحكومة يمكن أن تكون وسيطًا. هناك من يري أن الحكومة بطيئة في قراراتها لأنها حكومة مؤقتة ما رأيك؟ - هذه الحكومة هي حكومة تسيير أعمال ويفترض أن الحكومة التي تضع المشروعات بعيدة المدي أن تكون الحكومة التي يختارها الشعب بعد إجراء الانتخابات، لذلك ينبغي أن تؤجل القرارات بعيدة المدي إلي أن يستقر الوضع السياسي بقيام حكومة منتخبة وبرلمان منتخب. كيف تفسر اختفاء أخلاقيات «الميدان» من الشارع المصري؟ - لا أري ذلك علي الإطلاق فما حدث في يناير هو قيام الثوار برفع مطالبهم حتي رحل رأس النظام وبعد أن تحقق هذا الهدف أصبحنا نواجهة بمتطلبات جديدة وفي مقدمتها: كيف نبني مصر؟ ومن الطبيعي أن نختلف في وجهات النظر فنحن جميعًا نحب مصر، فأنا مثلاً أحب مصر إسلامية، وأنت تحبها علمانية، وآخر يحبها رأسمالية، فكل منا يريد أن يدفع بها إلي طريق يراه هو الأفضل ولن يتحقق ذلك إلا إذا قالت غالبية الشعب كلمتها في الانتخابات القادمة. كيف تري الحساب الختامي لعصر مبارك؟ - لن يستطيع أحد أن يقيم فترة حكم مبارك إلا بعد أن تمر فترة طويلة هكذا علمنا التاريخ ولا يستطيع أحد أن ينكر أن عصره كان يخلو من الإنجازات سواء علي مستوي البنية التحتية أو علي المستوي السياسي بحيث لا يستطيع أحد أن ينكر أنه في عصر مبارك وجزء من عصر السادات أن مصر كانت تزهو علي العالم العربي بارتفاع سقف المعارضة ولا أحد ينكر ذلك وهذا لم يكن تفضلاً من مبارك ولكن كان استجابة إلي الضغوط الشعبية إلي جانب هذه الانجازات هناك الخطيئة الكبري وهي الحكم الديكتاتوري والاعتماد علي أجهزة الأمن والفساد السياسي. لكن هذه الحرية كانت علي طريقة «خليهم يتسلوا»؟ - هذا صحيح ولكن إذا نظرنا إلي العالم العربي من حولنا سنجد أن هذا الكلام كان محظوراً أيضاً وفكرة دعهم يتكلمون لأن الكلام ليست له قيمة أظن أنه ثبت خطأ هذا التصور. كيف تحلل خطابات مبارك قبل التنحي؟ - أتصور أن رد فعل مبارك كان بطيئاً للغاية بمعني أنه لو قال الخطاب الثالث بدلاً من الخطاب الأول ربما تغيرت الأمور وردود الفعل البطيئة ترتب عليها أن الحركة كانت تسبقها. لماذا تأخر مبارك في تقديم إصلاحات؟ - لأنه كان يسيطر عليه تصور خاطئ مؤداه أنه كان يحكم قبضته علي الشعب بحيث يعجز عن الحركة وكان من جانب آخر يتوهم أن الشعب راض عما يفعله وكلاهما خطأ. هناك من يطالب بحذف فترة حكم مبارك من المناهج الدراسية.. ما رأيك؟ - أرفض ذلك علي الإطلاق لأنه إذا كان مبارك قد حذف اسم الفريق الشاذلي من انجازات حرب أكتوبر، ونأخذ علي ثورة يوليو أنها حذفت الملك فاروق وصورته فلا ينبغي أن نصنع نفس الشيء الآن لأن مبارك كان مسئولاً عن سلاح الطيران وأدي المهمة الموكلة إليه. كيف نجنب مصر الحكم العسكري «الديني والشمولي»؟ - لا أحد يستطيع أن يجنب شيئاً وكل ما تستطيعه هو الاستماع إلي رأي الشعب في صندوق الانتخابات لأننا مختلفون وكل منا يري أنه يعبر عن رأي الأغلبية. ما رأيك فيما أثير مؤخراً حول زيارة المشير إلي منطقة وسط البلد؟ - هذه المسألة أخذت أكبر من حجمها بكثير وقد قرأت أن الذي التقط الصور زميل صحفي ناصري وإذا احتكمنا إلي العقل فلو أراد المشير أن يظهر في صورة معينة فهل يلجأ إلي صحفي ناصري في المعارضة ثم أنه عاد وارتدي الزي العسكري مرة أخري. من ترشحه لرئاسة مصر؟ - لم تعلن شروط الترشيح لرئاسة الجمهورية بعد فكيف اختار الآن؟.