مع اقتراب موعد الحسم بعد غد في الأممالمتحدة علي الدولة، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس عند وصوله إلي نيويورك إنه يتوقع أوقاتاً صعبة بعد تقديم طلب انضمام دولة فلسطينية إلي الأممالمتحدة نهاية الأسبوع الجاري. وأبلغ عباس الذي يجري سلسلة محادثات علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والأمين العام الأممي بان كي مون بأنه سيتقدم الجمعة بطلب انضمام فلسطين إلي المنظمة الدولية. وقال عباس في تصريح صحفي له: إن القيادة الفلسطينية تعرضت لضغوط كثيرة لسحب طلب العضوية الذي تعارضه الولاياتالمتحدة بشدة وتسبب في انقسام أوروبي. من جهة أخري أكد عباس أنه لا عودة إلي الانتفاضة المسلحة إطلاقاً، ولن نعود إلي العنف إطلاقاً، وكل ما سنقوم به احتجاجات سلمية فقط، وتابع: في المقابل هم «الإسرائيليون» يدربون المستوطنين ويسلحونهم. ويجري الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي محادثات مع عباس لبحث الموقف. ومن جهة ثانية جدد الأمين العام الأممي علي لسان المتحدث باسمه مارتن نيسير كي دعمه لحل يقوم علي دولتين «إسرائيلية وفلسطينية» وشدد علي رغبته في التأكد من أن يتمكن المجتمع الدولي والجانبان من إحراز تقدم لاستئناف المفاوضات في إطار شرعي ومتوازن. وفي هذا السياق تكثف الولاياتالمتحدة جهودها لإقناع تسع دول أعضاء علي الأقل وهي الضرورية من أصل 15 في مجلس الأمن لعدم تأييد الخطوة الفلسطينية كي لا تلجأ إلي استعمال حق النقض «الفيتو» وذلك بعد عام علي خطاب باراك أوباما الذي قال فيه إنه يتطلع إلي دولة فلسطينية تدخل الأممالمتحدة عام 2011 . وتعليقًا علي ذلك، أعرب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه عن أمله بتفادي اختيار قوة من بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، يمكن أن يؤدي برأيه إلي انفجار العنف في المنطقة. في غضون ذلك صرح وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بأن الفلسطينيين نجحوا حتي الآن في الحصول علي تأييد ست أو سبع دول علي الأقل في مجلس الأمن، في المقابل دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قبيل مغادرته المقررة إلي نيويورك عباس إلي لقائه في نيويورك. وأوضح بيان صادر عن مكتب نتانياهو: أدعو رئيس السلطة الفلسطينية إلي الدخول في مفاوضات مباشرة في نيويورك، علي أن تستمر بعد ذلك في القدس ورام الله. وصرح عباس لقناة «فوكس نيوز» الأمريكية بأنه مستعد للقاء نتانياهو في نيويورك كإجراء بروتوكولي وليس لإطلاق مفاوضات. وأوضح المالكي لإذاعة صوت فلسطين أن الفلسطينيين يحاولون إقناع الجابون ونيجيريا والبوسنة والهرسك، مشيراً إلي أن الجابون يبدو أنها حسمت رأيها وقررت تأييد الفلسطينيين ، فيما لا تزال البوسنة ونيجيريا مترددتين. وأضاف: إنه جري الترتيب لمظاهرة حاشدة أمام مقر الأممالمتحدة في نيويورك دعماً لعباس والطلب الفلسطيني، متوقعاً أن يشارك فيها الآلاف. إلي ذلك، أعرب محمود عباس عن شكره للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز علي توجيهاته بتحويل مئتي مليون دولار لخزينة السلطة الفلسطينية. في سياق آخر أخليت قنصلية إسرائيل في مرسيليا بجنوب شرق فرنسا أمس علي أثر إنذار بوجود قنبلة والعثور علي سيارة مشبوهة أمام المبني. وعثر عناصر الشرطة أمام مبني القنصلية في الدائرة الثامنة من مرسيليا، علي شاحنة صغيرة في داخلها قدر ضغط تخرج منها أسلاك كهربائية، وضرب طوق أمني حول القنصلية وكشف خبراء المتفجرات علي الشاحنة. وفي القاهرة قال نمر حماد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنهم أبلغوا في فلسطين بأن استخدام الولاياتالمتحدة لحق النقض «الفيتو» ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الأمن سيضاعف من شعبية الرئيس الأمريكي باراك أوباما من 6 إلي 7 مرات خاصة مع تدنيها إلي 40% قبل أيام. وأوضح حماد الذي يزور مصر حالياً لحشد الإعلام المصري تجاه الاعتراف بالدولة في تصريحات خاصة ل«روزاليوسف» أنهم أبلغوا من الجانب الأمريكي ما نصه ستكونون مسئولين عن حياة أي مواطن أمريكي في العالم العربي وغير العربي بذهابكم للأمم المتحدة لأنكم ستجعلون الجماهير تنقلب علينا. وأعرب حماد عن أسفه لموقف حماس من عدم دعم الذهاب للأمم المتحدة واصفاً إياها بالرسالة غير البريئة، مشيراً في الوقت نفسه إلي أن فتح قررت عدم الدخول في أي جدل مع حماس، كما أنها لا تشمت في حفاظ حماس علي التهدئة. ولفت المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني إلي أنه إلي الآن هناك 126 دولة تعترف بفلسطين وأضاف عليهما النرويج والدنمارك وإسبانيا واليونان، مشيراً إلي أنه يلزم 129 دولة للحصول علي الاعتراف بثلثي الأعضاء. وأعرب حماد عن ثقته في قرارات الشعوب العربية، وكاشفاً عن أنه فيما قبل ثورات الربيع العربي «عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية السابق» و«أحمد أبوالغيط وزير الخارجية الأسبق» هما كانا من يقرران المصير الفلسطيني.. الآن علي الشعوب هي أن تقرر ويكون لها دور، خاصة أنه أصبح كل نظام عربي حذر جداً من أن يفعل شيئاً يؤدي إلي ردود فعل لدي الشارع، وبدأ يعمل حساب أن هناك شعباً وليس تقطيعاً.. مش مجرد مكالمة لأحد الرؤساء أو الزعماء «متراجع عن موقفنا».. اكتشفوا أن شباب الإنترنت مش بتاع كوكاكولا وإنما برأسهم فكر. في الأثناء أكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الجيش الإسرائيلي أنشأ طاقماً عسكري إسرائيلياً فلسطينياً مشتركاً للتنسيق بين عمليات قوات الأمن الفلسطينية والإسرائيلية في حال حدوث مظاهرات في أعقاب الإعلان عن دولة فلسطينية خلال الشهر الحالي وأعد 14 كتيبة لمواجهة الاحتجاجات المحتملة.