كتب : مصطفى أمين عامر يبدو أن مقتل الإرهابى أبو بكر البغدادى وانهيار جغرافية «خلافة»داعش المزعومة ستفرض على خليفته الدموى الجديد أبو إبراهيم القرشى تبنى استراتيجيات «هجينة» تجمع مابين أفكار سلفه التى قامت على حروب العصابات التى تستنزف الدول دون الدخول فى مواجهات مباشرة قد تستنزف من قوى التنظيم المنهارة حاليا وستدفعه إلى جمع أشلاء ما تبقى منه فى إفريقيا وآسيا. وربما يتمثل المنحى الاستراتيجى القادم لداعش فى الاستمرار فى استنزاف الجيوش وتنشيط خلاياه النائمة والسعى لبيعات جديدة خارج مناطق نفوذه التقليدية ومحاولة إعادة تخليق وجوده والانطلاق منه للتوسع الجغرافى الذى سيحوله مع الوقت إلى جيوبوليتك «خادم» لمواقع انتشار متنوعة داخل جغرافيته القديمة مضيفاً اليها جغرافيا جديدة. وتعد استراتيجية استنزاف الجيوش إمتدادا لدعوة الإرهابى المقتول أبو بكر البغدادي، والتى جاء ت فى كلمته الاخيرة والتى جاءت تحت عنوان «فى ضيافة أمير المؤمنين» ونشرته مؤسسة «الفرقان» احد الأذرع الإعلامية التابعة للتنظيم فى 29 أبريل 2019، ودعا فيها إلى تنشيط العمليات الإرهابية ضد الجيوش المتواجد داخل حدود أراضيها وهو ما استمر فيه داعش فى عهد خليفته الجديد المجهول وتعتمد هذه استراتيجية على تنويع عملياته على الأرض فى مناطق انتشاره وتواجده تقوم على تنفيذها مجموعات صغيرة يترواح أعدادها مابين 3أفراد حتى 10أفراد وتتنوع مابين مجموعات تنفيذ ورصد وإلتحام وتأمين وإحتياط . وتتنوع عمليات الاستنزاف مابين إطلاق نار وقنص ، وزرع عبوات ناسفة ومتفجرات فى مناطق مرور القوات العسكرية ، ومهاجمة واستهداف كمائن، والهجوم على مواقع ومجمعات عسكرية بهجمات انتحارية ويهدف التنظيم من عملياته تلك تحقيق أكبر قدر من الخسائر فى قوات الجيوش بداية من تخريب مصادر ووسائل إمداده وخطوط اتصال قطاعاته ، بالاضافة إلى إحداث أكبر خسائر فى معداته وقواته الراجلة والتى يستفاد منها كقوات دعم ومساندة لوجستية لعمليات مكافحة الإرهاب، ونهاية بضرب الروح المعنوية للأفراد المقاتلة لإضعاف ثقتهم فى قيادتهم السياسية والعسكرية . وبالنظر إلى هذه الاستراتيجية نجد انها ربما تحقق بعض النجاحات قصيرة المدى من خلال تكبيد القوات العسكرية بعض الخسائر المادية والبشرية ولكنها على المدى البعيد تكشف عن الملاذات الأمنة والمخابيء التى تتواجد بها هذه المجموعات الداعشية مما يسهل عملية توجيه الضربات الاستباقية لها وهو الامر الذى يحدث خسائر فادحة فى عناصر ويحول دون حدوث عمليات مستقبلية . وتأتى استراتيجية خلايا التماسيح فى المرتبة الثانية وفق أولويات التنظيم الدموى وهى عبارة عن خلايا ومفارز لداعش مازالت تتواجد فى أوربا وتحمل أفكاره وأيديولوجيته الدموية وسوف تنشط هذه الخلايا فى شكل مفارز جائلة مستعدة لتنفذ أوامره فى إطار استراتيجية محددة للثأر من دول التحالف الغربى التى عملت على إسقاط دولته.