كتب - علاء الدين ظاهر لا أحد ينكر أن سيجموند فرويد من أشهر علماء النفس وربما أشهرهم على الإطلاق، إلا أنه قد لا يعرف كثيرون أن فرويد كان مجنونا بالآثار المصرية. بل إنه كان يشترى» كل اللى يقدر يشتريه- وكتير منها مش أصلى»، حتى أنه استخدم الفكر المصرى القديم فى كثير من أبحاثه، ما ظهر جليا فى منزله الذى زارته وسام محمد عبدالعليم الباحثة بقسم الآثار بجامعة اوجوس بالدنمارك ونقلت لنا صورة حية للمنزل، لنكتشف الكثير من أسرار حياة فرويد. قالت وسام لنا:يقع متحف فرويد فى العاصمة الإنجليزية لندن، وهو المنزل الذى عاش به عالم النفس الأشهر ومؤسس علم التحليل النفسى «سيجموند فرويد»، وذلك حتى وفاته بنفس المنزل فى سبتمبر من عام 1939م، وقد ولد العالم النمساوى فى عام1856م وعاش أغلب حياته بمدينة فيينا، حتى سيطر النازيون على النمسا فى عام 1938م، فارتحل إلى لندن مع ابنته «أنا فرويد» رائدة علم نفس الأطفال، بعد لجوئهما السياسى إلى انجلترا. وافتتح المتحف مؤخرا معرضاً جديداً بالتعاون مع متحف بترى التابع لجامعة لندن UCL،بعنوان «بين أوديب وأبو الهول: فرويد ومصر»،ويستعرض المعرض عشق فرويد لمصر وللحضارة المصرية القديمة، وهو ما نستطيع تتبعه بسهولة سواءً من كتاباته أو من مجموعة الآثار المصرية المنتشرة بالمنزل، حيث لعبت مصر دوراً بارزاً فى كتابات فرويد، ففى كتابه الشهير عن الفنان الإيطالى» ليوناردو دا فنشى»، قام فرويد بالإسقاط على الربة المصرية «موت»، للتعبير عن الهوية المبدعة لدافنشى، وكذلك ظهر تأثره الشديد بمصر فى آخر كتبه «موسى والتوحيد». وفى الوقت الذى اجتاح علم الآثار العالم، وعلى الأخص الولع الشديد بالآثار المصرية، اتبع فرويد منهجاً خاصا به أطلق عليه «علم آثار العقل»،حيث شبه علم النفس بعلم الآثار، فهو ينقب بعقل الإنسان بتمعن ليكشف عن خبايا الماضى الدفينة ويعمل على الربط بين المكتشفات بعضها البعض فى سياق الحاضر لاستكشاف النفس البشرية، وعلى الرغم من أن فرويد كان متيماً بالآثار القديمة واستطاع أن يجمع نحو 2500 أثر، إلا أن الآثار المصرية كانت عشقه الأكبر، وهى تمثل أغلب مجموعته من الآثار. ويعتمد المعرض على حوار نادر بين «سيجموند فرويد» ومعاصره عالم الآثار الإنجليزى الشهير وأول أستاذ لعلم المصريات فى المملكة المتحدة «فلندرز بترى»، وذلك بالمقارنة بين أفكارهما حول علم الآثار وكذلك مجموعاتهما الأثرية، ويتضمن المعرض بعض المقتنيات التى تعرض لأول مرة، بالإضافة إلى اللوحة الشهيرة «أوديب يقابل أبوالهول» والتى كانت معلقة على الدوام بجانب السرير الخاص بفرويد، وإلى جانب المعرض، ينظم المتحف عددا من الفعاليات التى تضم بعض الندوات والجولات الإرشادية، كما تتضمن يوما دراسيا عن فرويد ومصر، وكذلك ندوة عن الأحلام وتفسيرها فى مصر القديمة.