لكل محافظة صناعة تميزها عن غيرها، ولمحافظة دمياط عدة صناعات تميزت بها من بينها صناعة الحلويات «الشرقية والغربية»، نظرًا لطبيعتها الجغرافية والساحلية بالإضافة إلى انتشار المراعى المنتجة للألبان، فأصبحت المحافظة تصدر الحلوى لكبرى المحلات بالقاهرة، وللخارج ايضًا، وأصبحت «الحلويات الدمياطية» ماركة مسجلة توارثتها الأجيال. تنتشر معامل الحلويات ومعارض بيعها فى جميع مراكز ومدن وقرى المحافظة، وحسب إحصائية حديثة أجرتها محافظة دمياط، بلغ عدد المعامل ومصانع الحلويات وأماكن العرض داخل المحافظة ما يقرب من 230 معملًا يقع 75 % من تلك المعامل فى مركز دمياط فقط. الدكتور على حرات، أحد صناع ومنتجى الحلويات بدمياط، قال ل»روزاليوسف» إنه ورث هذه الصناعة ابًا عن جد، وتعود بداية عمل أسرته فى هذا المجال لعام 1905 ميلادية، حيث بدأ الجد الأكبر صناعة الحلوى بمحل بسيط وبمرور الوقت توسعنا بمعمل فمعارض حلوى ثم مصنع، ونحن نعتز بذلك كثيرًا، ونحن نعمل على استمرار تميزنا بالحفاظ على الجودة، كما نحرص على تأهيل وتدريب العمالة بصورة دائمة حفاظًا على مسيرة أجدادنا مع التطوير، فصناعة «الحلوي» بدأت فى البيوت أولًا، ثم انتقلت للمعامل ومنها إلى المحال والمعارض، لافتا إلى أنه قديمًا كانت تتم صناعة الحلويات بشكل يدوي، الأمر الذى لما يمكن أحد من التصدير لقلة الكميات المنتجة، وساعد دخول الماكينات الحديثة زيادة عملية التصدير، حتى أصبحت المهنة تخدم الآلاف من أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة ايضًا، سواء فى معارض البيع، المصانع، أو فى التوزيع داخل المحافظة وخارجها، وتتميز«دمياط» بإنتاج مختلف أصناف وأنواع «الحلويات» الشرقية والغربية. ويوضح «حرات» أن الإقبال على «معارض الحلويات» فى المناسبات والمواسم والأعياد وفى آواخر أيام الأسبوع، نظرًا لتبادل الزيارات بين الأسُر وبعضها البعض، وعادة ما يكون طلبهم «علبة مشكل» تضم العديد من الأصناف، ولأن الحلويات الدمايطة تتمتع بسمعة طيبة عند الكثيرين داخل البلد وخارجه وهى تحافظ على مذاقها المميز خاصة أن زوار المدينة القادمين لشراء الأثاث لا ينسون شراء الحلويات قبل مغادرة المحافظة. ويضيف «عبده علي»، ورثنا المهنة أنا وأخوتى أبًا عن جد، وذاع صيتنا بحلاوة المولد، ففى كل عام تتسابق محلات ومعارض الحلويات على صناعة «حلاوة المولد»، للاستمتاع بأجواء المناسبة الدينية، وتتسابق المحال فى طرح العلب بأسعار تنافسية، وفى العام الحالى تبدأ أسعارها من 50 جنيها للعلب الصغيرة، حتى 400 جنيه للعلب الكبيرة والتى تستخدم فيها المكسرات مثل «الكاجو، البندق، اللوز، عين الجمل»، والفولية والسمسمية نصف كيلو 30 جنيها، والحمصية تباع 25 جنيها، ومن أشهر الأصناف الجديدة فى ذكرى المولد النبوى «المشكل» وهى عبارة عن حلويات مكونة من قمر الدين وجوز الهند والملبن، ويتم إخرجها بشكل ملون فيه بهجة، ويزيد الإقبال عليها فى ذكرى المولد النبوي، لافتًا إلى ثبات أسعار «حلاوة المولد» حيث ستشهد استقرارًا فى الأسعار عن الأعوام الماضية التى شهدت ارتفاعا فى أسعار المواد الخامة بداية من السكر والمحسنات والمكسرات والمكونات الداخلة فى تصنيع الحلوى، أما «عروسة المولد» فتبدأ أسعارها من 30 جنيها حتى 150 جنيها. الدكتور محمود طلحة مرسي، وكيل وزارة الصحة بدمياط، قال ان إدارة التفتيش الغذائى بمديرية الصحة بدمياط تقوم بالتفتيش على مصانع ومعامل الحلويات بصفة دورية للتأكد من سلامة العاملين والتأكد من جودة الخامات المستخدمة فى الإنتاج ومدى صلاحيتها ونظافة وصلاحية مكان التصنيع، وسحب عينات وإرسالها للتحليل سواء بالمعامل المركزية بالوزارة أو المعامل الإقليمية بدمياط حفاظًا على صحة المواطنين.