بدأت دار الأوبرا فى إعادة الوهج إلى مسرحها الكبير باستضافة عدد لا بأس به من الفرق الأجنبية المتطورة فى صناعة فن الباليه وبرغم ما أصاب الأوبرا من كساد فى فترة ما إلا أنها استطاعت العودة من جديد وبقوة خاصة فيما يتعلق باستضافة فرق كبرى فى الباليه والمسرح الغنائى والرقص المعاصر، منذ أيام جاء إلى مصر عدد من راقصى الباليه الروس من خلفيات وفرق مختلفة مثل «مسرح البولشوى موسكو»، «مسرح مارينسكى القومى»، «باليه الكرملين القومى»، «مسرح ستانيسلافسكى موسكو»، قدم هؤلاء رقصات متنوعة لأكثر من عمل لأشهر الباليهات العالمية تنوعت بين صولو وثنائيات مثل «بحيرة البجع»، «كسارة البندق»، «القرصان»، «دون كيشوت»، «كارمن»، «لى ميليو دا ارليكان»، «البجعة المحتضرة»، «روميو وجوليت»، «الجمال النائم»، «لى سيلفيد»، و«رقصة روسية». يهتم فن الباليه عادة بالانتصار إلى قيم جمالية وفنية أكثر من الاهتمام بسرد دراما تحمل عمقا كبيرا فقد تعتمد أعماله على قصص وأساطير بسيطة أقرب لروايات الأطفال منها إلى قصة درامية ذات عمق ومغزى مثل «كسارة البندق»، «بحيرة البجع» وغيرهما من كلاسيكيات الباليه العالمى وتعتمد هذه الباليهات على جماليات التصميم الحركى وصنع صورة مسرحية وتشكيلية بديعة بحركة البلارينات أو تشكيلهم على المسرح وكذلك بالملابس والإضاءة والديكور، وبالتالى تنصب أهمية وثقل العرض الكلاسيكى الراقص على صناعة تشكيل مسرحى ممتع ومبهر للجمهور بينما فى حفل «الجالا للباليه» الذى قدم من خلاله مجموعات متنوعة من باليهات مختلفة لم يهتم صناع العرض بتقديم تشكيل مسرحى بل لعب الراقصون فى الفراغ التام! أخلى المخرج المسرح من أى ديكور يذكر وبالتالى اصبحت لديه مساحة واسعة للحركة برغم أنه لا يمتلك فى كل مشهد سوى حركة ثنائية بين راقص وراقصة أو حركة فردية لراقص بمفرده فبدا المسرح كبيرا وواسعا للغاية على الراقصين وبدوا وكأنهم يسيرون حائرين بين مساحته الشاسعة وحاولوا قدر المستطاع ملء هذا الفراغ أو التغلب عليه بحركات سريعة منضبطة إلى حد كبير للاستحواذ على انتباه الحضور فبذلوا جهدا مضاعفا لإمتاع الجمهور وملء فراغ المسرح الكبير؛ لكن كان يظل هناك شىء ناقص فمع الاهتمام بجودة الحركة وانضباطها خاصة فى البلارينات النساء اللاتى تميزن بالسرعة والرشاقة والانضباط الشديد حيث تبارت كل منهن فى إظهار مهاراتها بينما لم تدار كل هذه المميزات أزمة إخلاء المسرح من الديكورات أو على الأقل ولو قطع صغيرة تغلق هذه المساحة الكبرى وتحدد رؤية المتفرج التى تاهت بين المسرح لملاحقة الراقصين أثناء تأدية هذه المشاهد السريعة الخاطفة، كما أن فراغ خشبة المسرح واعتمادها فقط على دخول وخروج الراقصين بشكل متوال وسريع لم تساهم فى معايشة الجمهور للمشهد المقدم ولم تحدد بشكل دقيق من أى مقطع أو زواية يتناول المخرج باليه «بحيرة البجع» أو «كارمن» على سبيل المثال فهل تناول منتصف حياة كارمن أو بداية علاقة حبها بالضباط أم بداية علاقتها بمصارع الثيران لم نتواصل جيدا مع مشاهد العمل التى قدمت بسرعة شديدة وكأن الراقصين يكتفون فقط باستعراض مهاراتهم الأدائية لنيل الاحتفاء والتصفيق بدلا من تقديم حالة فنية تهدف إلى المتعة والمعايشة، فإن استعان المخرج بديكورات ولو بسيطة قد تساهم فى ترجمة المشهد المقدم بجانب عمل صورة تشكيلية مع حركة الراقصين الانسيابية. بالفعل تمتع الراقصون جميعا برشاقة ومهارات بدنية فائقة واستمتع الجمهور بهذه الرقصات السريعة لكنها كانت متعة ناقصة أو متعة مؤقتة زالت فور خروجهما واستبدالهما بمشهد جديد من باليه آخر لذلك نقص العرض التحديد والتدقيق وصناعة جماليات الصورة والتشكيل بالإضافة إلى أزمة إنارة بعض المشاهد كانت الإضاءة ضعيفة وخرجت بعض الرقصات مظلمة بالكاد استطعنا رؤية الراقصين خاصة فى رقصة «كارمن» كان المشهد مظلما للغاية وأضاع مصمم الإضاءة جزءا كبيرا من متعة التواصل مع جمال الحركة ووضوحها مما تسبب فى ازعاج شديد أثناء الرؤية وتكررت هذه الأزمة فى مشاهد تالية، لكن فى المقابل بالطبع لم تفقد كل هذه المشاكل الحفل متعته نظرا لتمكن ومهارة الراقصين المشاركين بالعرض من مسارح متنوعة بروسيا فكانت أشبه باستعراض خبرات ومهارات مختلفة فى الحركة وفن التصميم بجانب لعب أكثر من رقصة فى المشهد الواحد لنفس الباليه. شارك فى بطولة هذا العمل «إكسندر فولتشكوف» الراقص بباليه البولشوى، و«يفيجينى إيفانشينكوف» الذى تم منحه لقب فنان روسيا عام2010 تخرج فى أكاديمية فاجانوفا للباليه والتحق بفريق مارينسكى للباليه، «اوكسانا سكوريك» تخرجت فى مدرسة ولاية بيرم للرقص والتحقت بنفس الفريق، «ايكاترينا بيرفوشينا» فازت بجميع المسابقات الدولية والروسية التحقت بفريق الكرملين للباليه والتى كانت جزءا من مسرح قصر الكرملين، «ايفان سيتنيكوف» تخرج فى اكاديمية فاجانوفا للباليه ثم التحق بفريق مارينسكى للباليه وأصبح الراقص لهذا الفريق حتى 2015، «كيريل سافين» تخرج فى أكاديمية موسكو للرقص بمرتبة الشرف ثم عمل قائدا للكورس بمسرح مارينسكى ثم أصبح صوليست بمسرح اكاديمية الموسيقى، «الكسندر سافيليف» عضو بمسرح مارينسكى ودرس بأكاديمية فاجانوفا للباليه، «ارينا فارينسيفا» حازت على جائزة مسابقة رقص الباليه الدولية فى دورتها العاشرة بسول عام 2018 درست بنفس الأكاديمية وأصبحت عضوا بمسرح مارينسكي، «ميخائيل بوخوف» صوليست بمسرح ستانيسلافسكى بموسكو قام بأداء عدة أدوار هامة حول العالم فى «بحيرة البجع»، «الجمال النائم»، «دون كيشوت»، «القرصان»، وغيرهم.