أكد د. عبدالهادى القصبى، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية خلال المؤتمر الصوفى العام بمركز مؤتمرات الأزهر، وسط حشد كبير من مشايخ وأبناء الطرق الصوفية من جميع أنحاء الجمهورية، وبحضور د. على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء شيخ الطريقة الصديقية، ود. أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، على دعم الصوفية للدولة المصرية والقيادة السياسية فى مواجهة مخططات الهدم، موضحًا أن استثمار التصوف وتنقيته مما قد يصيبه من شوائب سوف ينعكس إيجابيًا فى كافة مجالات العمل والإنتاج والتقدم والحضارة. وأضاف أن التصوف كان هو رأس مال المسلمين الأوائل من التجار فى علاقاتهم الاقتصادية مع الشعوب الأخرى، ومفتاح نجاح الساسة فى علاقاتهم الدبلوماسية، وسلاح النصر للقادة فى ميادين المعارك، وكان أداة نشر الخير والفضيلة والسلم والسلام فى العالم، ومبدأ كل تقدم علمى وبناء حضارى، منوهًا بأنه لا بد وأن نتمسك بالقيم الأخلاقية ونحافظ على أوطاننا، وعلى خير أجناد الأرض درع الوطن وسيفه ولنحافظ على رجال الداخلية. وواصل علينا أن نتقى الله فى القيادة السياسية الوطنية الشريفة التى تحملت عبء المسئولية، فحققت الأمن والاستقرار والتنمية، ونعلن أننا رافضون بكل قوة أن ينال أحد أيا كان من مصر وشعبها وقيادتها وجيشها ورجال أمنها، مشيرًا إلى أهمية دور التصوف فى نشر القيم الأخلاقية ودعمها، منوهًا بأن التصوف أخلاق فمن زاد عليك خلقا زاد عليه تصوفا، فبالأخلاق تبنى وتتقدم الشعوب، وتقام الدول فى مراحل انتقال الدول وتتصارع الأفكار، وتتضارب الآراء وتتعارض المصالح، وقد تتهاوى القيم تتدهور الاخلاق، وقد تطفو على السطح الأفكار الضالة أو المنحرفة والمنحلة أو الإرهابية والفاسدة والإلحادية مما نراه فى بعض مظاهر حياتنا والتى أصبحت لا تدل علينا ولا على تراثنا ولا على ديننا ولا أخلاقنا ولا هويتنا ولا ذاتيتنا. وأوضح القصبى أنه فى هذه الآونة يجتاز العالم مرحلة دقيقة من الانتقال السريع ويشهد تغييرات مفاجئة عصيبة بفعل توظيف التقدم التكنولوجى فى غير محله، وتوظيفه فى بث الشائعات والفتن وتضليل العقول، تاركًا وراءه أزمة أخلاق تكاد تفتك بالبشرية بأسرها، فكل ما يجرى فى المجتمعات من مظاهر الإلحاد والانحلال والإباحية والقتل والجريمة والإرهاب والعنف والفوضى والانتقام والاختلاف فى الدين والسياسة أو الاجتماع فإنما مرده هو غيبة الأخلاق. وأضاف أن ما يجرى من حروب أو صراعات فى ميادين السياسة، وما يحدث من فتن وتقاطع وتباغض أو غدر أو نفاق أو خداع وشقاق بين الأفراد لن تجد له سببًا إلا غياب الاخلاق، مشيرًا إلى أن ما يحدث فى البيوت ودواوين العمل والمصانع والمواصلات والشوارع والمؤسسات والهيئات الخيرية والعلمية من سلوك غير منضبط وما يحدث من خراب الذمم والضمائر بل بيع الأوطان ومايحدث من غش وتلاعب وخداع إنما مرده إلى غيبة القيم والأخلاقى، واستكمل: أصف واقعًا محليًا وعالميًا لا ينكره منصف، ومن هنا كانت قناعتنا بمنهج التصوف باعتباره منهج القيم الأخلاقية لحل كل هذه المشكلات الفردية أو الجماعية أو المحلية أو الدولية أو الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية؛ لذلك فإنى أؤكد بكل قناعة وعلم وثقة أن التصوف منهج ربانى أصيل للإصلاح والبناء والتنمية والتقدم والرقى والحضارة. وأكد أن الأمة أصيبت فى مقتل يوم غفلت عن التصوف فى حياتها وواقعها، لأن التصوف ثفافة راسخة فى ضمير الناس، وسلوك متأصل فة حياة الجماهير، وهو يعد بحق وصدق رأس مال الأمة الذى نحن أحوج ما نكون إلى استثماره دون عناء أو جهد ليصبح فى ذات صمام أمن وأمان وأداة لتطهير المجتمعات من جماعات الإرهاب والتشدد والتعصب ومحترفى التكفير والتشريك والتبديع إلى آخر ما هنالك من المهازل التى أجهدت الأمة.