كتبت - منال حسين - المحافظات: مصطفى عرفة وأسامة فؤاد ومحمود هيكل وشيرين الفقى يعتبر الأمن الغذائى أحد أضلع الأمن القومى الذى تحظى باهتمام بالغ من قبل الدولة المصرية، ولذلك فقد اهتمت بتطوير وزيادة الثروة الداجنة لتغطية الاحتياجات الغذائية للشعب بأكمله، وشهدت الأسواق خلال الفترة الماضية انخفاضا حادا فى أسعار الدواجن لتتراوح ما بين 18 و19 جنيها فى المزرعة، و21 و22 جنيها للمستهلك، وهو أقل سعر لها منذ بداية العام الجاري، بعدما تراجعت الدجاجة الواحدة حوالى 5 جنيهات من المزرعة، بسبب مساعى الحكومة وضخ كميات كبيرة من اللحوم البيضاء. وبالرغم من انخفاض أسعار الدواجن واللحوم البيضاء إلا أن ارتفاع أسعار الأدوية والأعلاف ومستلزمات المزارع، أصبح صداعا يهدد أصحاب المزارع بمختلف محافظات مصر، دون معرفة السبب الحقيقى وراء ارتفاع الأسعار، مطالبين الأجهزة التنفيذية بتشديد الرقابة على أسواق البيع. وتحظى الثروة الداجنة فى محافظة كفر الشيخ، باهتمام بالغ من قبل مديرية الطب البيطرى صاحبة الإشراف المباشر على المزارع المختلفة، الأمر الذى يزيد من معدل إنتاج الدواجن ، فضلا عن أن هذه المزارع توفر العديد من فرص العمل، وذلك لأنها تحتاج إلى الكثير من العمال لمزارع الدواجن، ووضع الأعلاف والماء والأدوية لهم، ناهيك عن متابعة معدلات الحرارة التى تحتاجها كل مرحلة من مراحل تربية الدواجن داخل المزارع. ويقول أحمد سعد أحمد، صاحب مزرعة: إن تربية الدواجن تحتاج إلى معاملة خاصة منذ اليوم الأول لها، فمن بداية نزول الكتكوت إلى المزرعة يتم عمل حضان صغير لمدة 7 أيام له درجة حرارة معينة يحتاجها الكتكوت فى أيامه الأولى من عمره، وبعد انتهاء تلك المدة يتم التوسيع لهم فى العنبر شيء فشيء حتى يقوموا بتغطية المزرعة بالكامل، مؤكدا الدواجن تحتاج إلى رعاية وعناية كبيرة وتطهير جيد حتى لا يتم نقل أى عدوى لهم وتصيبهم الأمراض الخطيرة التى تكون سبب فى موتهم . وأضاف محمد سعد، أحد عمال مزارع الدواجن، أن هناك ثلاث مراحل تمر بها الدواجن أثناء تربيتهم داخل المزرعة كل مرحلة 15 يوما، المرحلة الأولى وهى مرحلة الصغر ولها نوع معين من الأعلاف ويسمى « بادى « وهذا النوع من الأعلاف له تركيبات معينة يحتوى على البروتين الذى يحتاجه الكتكوت فى المرحلة الأولى من عمره، والمرحلة الثانية مرحلة النمو، ولها نوع آخر من الأعلاف يسمى « نامى « ويحتوى على البروتين والأملاح والمعادن التى تساعد على تكبير حجم الفرخ وبناء عظامه، والمرحلة الثالث وهى المرحلة الأخيرة ولها نوع أيضا نوع من الأعلاف يسمى « ناهى «، ويحتوى على البروتين الأملاح أيضا التى تساعد الفرخ على بناء الدهون داخل جسده، وتحويل ما يأكله من الأعلاف إلى لحم فيكون ثقيل الوزن. وأوضح محمد عبدالحميد، أن أعداد الدواجن ومعدلها داخل المزرعة تختلف فى فصلى الشتاء والصيف، ففى فصل الشتاء مساحة المتر الواحد فى متر معدلها 10 من الدواجن من بداية نزولها إلى المزرعة وهي كتاكيت حتى يتم خروجها وهي دواجن، وذلك لأن برد الشتاء يجعل الدواجن تلتف حول بعضها البعض، أما فى فصل الصيف فمعدل المتر 7 دواجن فقط، لأن حرارة الجو تجعلها متفرقة، وإذا زاد عن تلك الأعداد تسبب خطورة على حياة الدواجن بالكامل . وقالت الدكتورة كاميليا عوض، مدير إدارة الدواجن بمديرية الطب البيطرى بكفرالشيخ: إن العدد الإجمالى لمزارع الدواجن الموجودة بالمحافظة 2930 مزرعة، وبعد تغير نشاط بعضهم، وتصفية البعض الآخر، وصلت أعداد المزارع بالمحافظة إلى ما يقرب من 1200 مزرعة تقوم بتربية وإنتاج الدواجن حتى الآن، مؤكدة أن متوسط إنتاج هذه المزارع سنوياً يقرب من 36 مليون طائر، موضحة أن أبرز الأسباب التى دفعت بعض المزارع إلى تغير النشاط أو التصفية، هو ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية بالإضافة إلى أجرة العمال. من جانبها قال الدكتور عبدالحكيم أبو إسماعيل وكيل وزارة الطب البيطرى بكفرالشيخ، أن الطب البيطرى يقوم بالإشراف المباشر على تربية الدواجن منذ نزول الكتاكيت فى أول يوم إلى المزرعة حتى خروجها دواجن، مؤكدا أن طبيب الوحدة البيطرية التابعة له المزرعة يقوم بعمل إجراء يسمى ب «تسكين الكتاكيت»، وهذا الإجراء يتم فى اليوم الأول من نزول الكتاكيت إلى المزرعة، كما يقوم أيضا بمتابعتها والكشف عليها باستمرار. وأضاف وكيل وزارة الطب البيطري، فى تصريحات خاصة ل « روزاليوسف « أن صاحب المزرعة يقوم بإبلاغ الطب البيطرى قبل بيع الدواجن إلى التجار، فنقوم بأخذ عينات وإرسالها لأحد المعامل مع مندوب من الطب البيطرى ويسمى علميا ب « المتسفر «، وذلك لفحص الأنفلونزا، وبعد انتهاء المعمل من التحليل يقوم بإرسال النتيجة بالفاكس على إدارة الدواجن بالمديرية، فإن كانت النتيجة سلبيا نقوم بإبلاغ الإدارة، و نقوم باستخراج تصاريح نقل دواجن برقم السيارة، وخط سيرها، وأعداد الدواجن التى تحملها السيارة من المزرعة، وإن كانت النتيجة ايجابيا يتم وضع المزرعة بالكامل تحت الحجر البيطري، ويتم التعامل معها طبقاً للتعليمات الواردة من الهيئة العامة. وقال د. أشرف توفيق مدير مديرية الطب البيطرى بمحافظة الشرقية: إن المحافظة بها 8 آلاف و800 مزرعة دواجن، مضيفا أنه يتم سحب عينات من الدواجن بصفة مستمرة خاصة قبل عمليات البيع بالإضافة لتحرير محاضر للمخالفين، منوها إلى أنه يتم تشجيع المربين لإقامة المزارع لتوفير الدواجن وبيض المائدة بأسعار مناسبة تصب فى صالح المستهلك فى المقام الأول. وأشار توفيق إلى أن إنتاج مزارع الدواجن من البيض يغطى احتياجات المحافظة ويتم طرحه بأسواق المحافظات الأخرى، كما تم بمعرفة لجان التحصين بالقرى والمدن بتحصين مليون و75 ألفا و133 طائرا ضد مرض أنفلونزا الطيور للحفاظ على الثروة الداجنة بالمحافظة من خلال لجان التحصين بالقرى والمدن بالحضانات مزارع الدواجن و 39 حضانة أو بالمنازل 13 ألفا و320 منزلا. قال حسن عواد، من قرية السماعنة مركز فاقوس: إن ارتفاع أسعار الأدوية والأعلاف تهدد صناعة الدواجن بالمحافظة، مطالبًا بضرورة تكثيف الرقابة على الأسواق وأماكن بيع المستلزمات. وتشهد مزراع الدواجن بمحافظة الدقهلية حالة من الترقب بعد أن أعلن عدد كبيرمن مربى ومنتجى الدواجن بالمحافظة التوقف عن الإنتاج بسبب الخسائر الكبيرة التى يتعرضون لها جراء ارتفاع جميع مستلزمات الصناعة من أعلاف و تحصينات بالرغم من انخفاض أسعار الدواجن بشكل ملحوظ. وقال الحاج محمد البلجيهى، أحد أكبر منتجى الدواجن بالمحافظة: إن عددا كبيرا من أصحاب المزارع قرروا التوقف عن العمل وإغلاق المزارع ، نتيجة للزيادة المستمرة لجميع مستلزمات صناع الدواجن، وقال طارق البلتاجى صاحب مزرعة بمدينة طلخا: إن أسعار الأعلاف ارتفعت بشكل جنونى خلال الآونة الأخيرة مقارنة بأسعار الدواجن. وأكد عماد الجمل أن الأسعار الحالية للدواجن هى الأسعار العادلة، مضيفا أن سبب انخفاض الأسعار يرجع لأسباب عديدة أهمها هى تدخل الدولة لحماية المواطن من جشع أصحاب المزارع وأصحاب محلات بيع الدواجن. وأعلنت محافظة بنى سويف تنفيذ خطة لزيادة إنتاجية المشروعات الداجنة ب (محطة السادات لإنتاج بيض المائدة- مزرعة تسمين الدواجن- محطة إنتاج الرومي- مصنع العلف) وأوضح الدكتور مكرم عبيد الله، مدير عام المشروعات الإنتاجية المملوكة للمحافظة، أن إنتاج المشروعات يبلغ 30 مليون بيضة ونحو « 900 ألف طائر متنوع» دجاج تسمين و دجاج بياض ورومى، مشيرا إلى تنفيذ خطة لزيادة الإنتاجية بنحو 25 % لتغطية جميع احتياجات المحافظة و المحافظات المجاورة . وكشف عبيد الله عن أن الخطة تتضمن توفير استهلاك الكهرباء بنسبة 60 ألف كيلو وات شهريا بعنابر التسمين والبيض الأربعة عن طريق تغيير لمبات الإضاءة بأخرى موفرة «لد « ما يساهم فى توفير نحو 50% من استهلاك الكهرباء بقيمة 400 ألف جنيه سنويا إضافة إلى زيادة إنتاجية محطة إنتاج البيض إلى 35 مليون بيضة سنويا وفتح منافذ لبيع المنتجات بمدينة بنى سويف والمراكز الإدارية السبعة التابعة لها، فضلا عن دراسة فتح منافذ أخرى بالقرى الأم مؤكدا أنه تم بموجب خطة التطوير زيادة البيض المنتج حيث يتم بيع 120 ألف بيضة يوميا وهو ما تسبب فى تخفيض سعر البيضة إلى 1.25 جنيه مقابل 1.5 جنيه للبيضة من خلال التجار وقال عبيد الله: إن إنتاج محطة الرومى كان يتوقف كليا لمدة خمسة أشهر من مايو حتى أكتوبر بسبب ارتفاع درجات الحرارة مشيرا إلى تركيب خلايا تبريد بعنابر الرومى بتكلفة 200 ألف جنيه ضمن خطة التطوير ما يساهم فى إنتاج 250 ألف بيضة و 110 ألف كتكوت رومى سنويا تدر ربحا 800 ألف جنيه.