الرومي.. طاووس الدواجن الذي ظل لسنوات طويلة مقتصرا علي الأغنياء، بدأت العديد من الأسر اللجوء إليه كبديل للحوم الحمراء التي ارتفعت اسعارها بشكل كبير خاصة قبل عيد الأضحي بسبب زيادة الطلب، لتتجه الأسر من الطبقة المتوسطة ومحدودي الدخل إلي شراء الدواجن وعلي رأسها الرومي الذي يعد ∩ضاني اللحوم البيضاء∪، فأسعاره مقارنةً باللحوم الحمراء في متناول متوسطي ومحدودي الدخل، حيث يتراوح سعر كيلو الرومي الكامل 46 إلي 49 جنيها وكيلو »الأوراك∪ 45 جنيها والتي تعد الأكثر طلباً وكيلو الصدور من 80 إلي 85 جنيها والأجنحة والرقاب من 20 إلي 30 جنيها، في حين ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء في محال الجزارة بشكل كبير حيث يتراوح سعر الكندوز من 140 إلي 150 جنيها والبتلو من180 إلي 200 جنيه والضأن من 150 إلي 160 جنيها. رغم أهمية إنتاج الرومي كبديل غذائي واقتصادي، بات محل إقبال من العديد من الأسر، إلا ان العاملين في هذا المجال يواجهون العديد من المشاكل والأزمات بسبب اعتبار زالروميس سلعة استفزازية تستهدف الأغنياء فقط، وتركز اهتمامها ودعمها علي إنتاج الدواجن، ولكن أصحاب مزارع الرومي يؤكدون أن دعم انتاج الرومي سيخفض الأسعار بشكل كبير في الأسواق ويوفر بديلا غذائيا ذو قيمة للأسر المصرية.. ∩الأخبار∪ قامت بجولة علي مزارع الرومي لاكتشاف المشاكل والأزمات التي تواجه أصحاب المهنة، واستطلعت آراء تجار التجزئة والمواطنين حول أهمية دعم إنتاج الرومي ودوره كبديل للحوم الحمراء وخفض الأسعار. إنتاج الرومي رحلة ∩الأخبار∪ بدأت من كفر غطاطي بالجيزة التي تشتهر بمزارع الرومي، فبمجرد مرورك أمام المنطقة تجد البائعات يجلسن علي الطريق وأمامهن الأواني مليئة بقطع الرومي يتوقف عندهن المواطنون والسيارات، إلا ان البعض يفضل الدخول إلي المزرعة لشراء الرومي من المصدر نفسه، استقبلنا محمد نبيل عبد ربه صاحب مزرعة لتربية زالروميس والذي أكد أن انتاج دواجن⊇ الرومي في مصر مظلوم بسبب اعتباره سلعة استفزازية ولذلك لا تقوم الدولة بدعمه من خلال منح أصحاب المزارع تسهيلات وتوفير مناخ مناسب لزيادة الإنتاج، رغم انه علي أرض الواقع يعد الرومي سلعة هامة وبديلة للحوم الحمراء والدليل علي ذلك اقبال المواطنين علي شرائه قبل عيد الأضحي وفي الاعياد والمناسبات، فسعره مناسب لمعظم الأسر علي عكس اللحوم الحمراء ويحتوي علي قيمة غذائية عالية.ويضيف ان دعم إنتاج الرومي في مصر سيخفض الأسعار وخاصة اللحوم وسيوفر بديلا ذا قيمة للمواطنين وبسعر مناسب، ويشير إلي ان الرومي لا يقتصر بيعه فقط بالطريقة المباشرة بل يدخل في العديد من الصناعات الغذائية التي تعتمد عليه لذلك فهو منتج هام اقتصادياً ويؤثر بشكل كبير في السوق ،خاصة أن الرومي من الدواجن التي تنتج لحما بكميات كبيرة حيث يتراوح وزن الديك من 15 إلي 20 كيلو والانثي من 7 إلي 10 كيلو، لذلك يمكن بيعها للمواطنين بشكل مباشر أو إقامة صناعات غذائية عليها. مساندة الدولة ويوضح ان هناك العديد من المشاكل التي تواجه منتجي الرومي في مصر أبرزها ان الإنتاج معتمد بشكل كلي علي الإستيراد بدءا من الكتاكيت وحتي الأعلاف والأدوية، وهو ما أثر علي ارتفاع سعر الرومي 110% بعد التعويم، بالاضافة لعدم توفير العملة الأجنبية للاستيراد أو السماح لأصحاب المزارع بتوسيع النشاط، كما لايوجد محطات لتفريخ الرومي وعدم وجود أمهات وهو ما يجبرنا علي استيراد كتاكيت التسمين من الخارج.ويطالب أجهزة الدولة بالاهتمام بإنتاج الرومي في مصر واعتبارة سلعة استراتيجية وليست استفزازية يمكن أن توفر بدائل للحوم بأسعار مناسبة وتدخل في العديد من الصناعات الغذائية، والتي ستلقي ظلالها علي الأسواق وستخفض الأسعار، وذلك من خلال توفير الأعلاف محلياً ∩ذرة وصويا∪ بدلاً من الاستيراد وفتح المجال لإقامة محطات لتفريخ ووجود أمهات الرومي لدعم الإنتاج، تسهيلات في الحصول علي العملة من البنوك والسماح لأصحاب المزارع بتوسيع النشاط. وتؤكد داليا نبيل مدير إدارة الجودة بإحدي مزارع تربية الرومي انهم يستوردون كتكوت الرومي الأبيض من إحدي الشركات الألمانية حيث وصل سعر الكتكوت الواحد الي 21 يورو تقريباً، كما يوجد عدد من المصادر الأخري مثل فرنسا وهولندا، وتشير إلي ان تكلفة استيراد الكتكوت ∩عمر يوم∪ حتي يصل مصر تتراوح من 68 إلي 70 جنيها، وتقسم إلي ذكور وإناث ويتم رعايته في المزرعة لمدة 7 شهور حتي يباع، حيث يصل وزن الذكر إلي 20 كيلو ويباع مجزأ ومقطعا كما يدخل في خطوط إنتاج الصناعات الغذائية أما الإناث فيصل وزنها إلي 10 كيلو وتابع كاملة. وتضيف أن تكلفة تربية الديك الرومي الواحد تصل الي 500 إلي 600 جنيه تقريباً من أدوية وأعلاف ورعاية والإناث من 400 إلي 500 جنيه وسعر البيع في السوق يزيد علي التكلفة من 70 إلي 80 جنيها.. وتوضح أن جميع الأدوية والأعلاف مستوردة لذلك اختلاف سعر الصرف يؤثر بشكل مباشر علي سعر الرومي في مصر. الأدوية والأعلاف ويوضح د.خالد علي مسئول الرعاية البيطرية بإحدي مزارع الرومي بمنطقة كفر غطاطي أن الإقبال علي شراء الرومي كبير علي عكس ما يتوقعه البعض وينفي الاعتقاد السائد بأنه يوضع علي موائد الأغنياء فقط.. ويؤكد أن تربية الرومي تواجه العديد من الأزمات والتي يعاني بسببها المنتجون بسبب ارتفاع تكلفة الانتاج خاصة بعد عملية تعويم الجنيه فأسعار الرومي الموجودة حاليا في المزارع والأسواق تضاعفت وذلك انعكس علي سعره بالنسبة للمستهلك ولكن في النهاية مازالت الأسعار في متناول المواطنين. ويضيف أنه بسبب عدم وجود محطات تفريخ في مصر فإن رحلة الكتكوت الرومي أصبحت مكلفة جدا للمنتج، بداية من استيراد الكتكوت حتي مرحلة البيع، مروراً بمرحلة استيراد الأعلاف التي لا تتوفر محلياً وبالتالي يتم استيرادها من الخارج رغم ارتفاع الأسعار، ويشيرا إلي أن الأدوية أيضاً⊇يتم استيرادها لتصبح العمالة فقط هي العنصر المحلي الوحيد الذي يدخل في مراحل إنتاج الرومي في مصر، ورغم مطالبتنا كثيرا بضرورة دعم الدولة سواء بانشاء محطات تفريخ او توفير الاعلاف محلياً إلا أننا لم نتلق أي استجابة، ولا يجب التعامل مع الرومي كسلعة استفزازية، وأوضح ان المزارع لا تعتمد بشكل كلي علي البيع للمستهلك، بل من خلال توريد الإنتاج للمصانع و الفنادق الكبري والهايبر ماركت. موسم الأضحي خرجنا من مزارع الرومي لنقوم بجولة علي محال الدواجن بالأسواق لرصد مدي إقبال المواطنين علي شراء الرومي خاصة قبل عيد الأضحي مع ارتفاع اسعار اللحوم الحمراء.. فيقول أسامة محمد ∩صاحب محل∪ إن حركة البيع⊇ في سوق الدواجن مستقرة ولا تتأثر بارتفاع الأسعار الذي يحدث في الأسواق، ففي معظم الاحوال يظل الإقبال علي الدواجن بمختلف أنواعها مستمراً لان أسعارها مقارنة باللحوم الحمراء أقل بكثير، وهذا ما جعل العديد من الأسر تلجأ إلي الرومي كبديل للحوم الحمراء خاصة في المناسبات والأعياد حيث نقوم ببيع الرومي بالطلب، كما يقبل الأهالي الفراخ فكيلو البلدي وصل سعره 45 جنيها والبيضاء 40 جنيها. ويؤكد محمد عبد ربه ∩صاحب محل∪ انه خلال السنوات الماضية و بسبب ما يشهده سوق اللحوم الحمراء من ارتفاع شديد في الأسعار تجد العديد من الأسر متوسطة الدخل تأتي لشراء الدواجن بمختلف أنواعها كبديل للحوم لتصبح الأسابيع السابقة لعيد الأضحي المبارك كأنها موسم لدينا، فيتضاعف نسب السحب علي الفراخ والبط، وخلال الأعياد يزيد الطلب علي شراء الرومي لأن الأسر تعتبره بديلا قيماً للحوم الحمراء علي عكس الدواجن التي يمكن شراؤها في أي وقت من العام.ويضيف علاء خليل ∩صاحب محل∪ ان سعر كيلو الرومي يتراوح ما بين⊇ 55 إلي 60 جنيها وورغم عدم توافره في المحل بشكل دائم إلا أننا قبل الأعياد تأتي إلينا العديد من الطلبات من زبائننا لشرائه، فسعره يعد في متناول أيديهم في الوقت الذي وصل فيه كيلو اللحم الأحمر إلي 180 جنيها في بعض المناطق فالأسر الآن تبحث عن البديل الأوفر بالاضافة ان يكون له قيمة خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي يعانيها رب كل أسرة الآن بسبب ارتفاع الأسعار،الأمر الذي يجعل شراء اللحوم يحتاج إلي ميزانية خاصة.. كما أكد عدد من المواطنين اتجاههم لشراء اللحوم البيضاء بديلاً عن الحمراء بعد ارتفاع الأسعار بشكل كبير.. فيقول مصطفي علي ∩موظف∪ انه منذ عدة سنوات وبسبب ارتفاع أسعار اللحوم قرر توفير البديل لأسرته وفقاً لميزانية المنزل المحدودة التي لا تسمح بشراء اللحوم الحمراء خاصة أن أسرته مكونة من 5 أفرد واستهلاكه في الوجبة الواحدة يتعدي 2 كيلو وميزانيته لا تتحمل تلك التكلفة، لذلك أصبح يركز في شرائه علي الدواجن بمختلف أنواعها وخاصة الرومي خلال الأعياد والمناسبات لانه يتميز بمذاق خاص وقيمة غذائية، وفي نفس الوقت سعره مناسب بالمقارنه باللحوم الحمراء وقال∪ لو في ضيوف الرومي شكله يشرف∪.. ويؤيد إبراهيم محمد هذه الفكرة ويؤكد انه أصبح يستبدل اللحوم الحمراء بشراء الرومي خاصة خلال المناسبات والأعياد والدواجن طوال العام، فأسعار اللحوم الحمراء أصبحت مبالغا فيها للغاية وليس في استطاعة كل الأسر شراؤها.. مشيراً إلي انه لا يعني ذلك الاستغناء عن اللحوم الحمراء ولكن أصبح هناك ضرورة للتقليل منها وشراء البديل حتي يتم توفير نفقات للأسرة. بينما تري أميرة عبدالعزيز ربة منزل أن تناول اللحوم الحمراء خلال عيد الأضحي تقليد لا يمكن تغييره مهما حدث، ولكن يمكن التنويع علي مدار العام بتناول مختلف أنواع اللحوم البيضاء والحمراء، ولكن عيد الأضحي بالنسبة لأسرتها يعني تناول اللحم الأحمر حتي ولو اضطرت للاستغناء عن بعض بنود مصروفات المنزل من أجل شراء اللحمة للأسرة في العيد، ولكن خلال العام يمكن شراء الرومي او الدواجن كبديل للتقليل من شراء اللحوم الحمراء التي اصبحت اسعارها جنونية. أهمية استراتيجية ومن جانبه أكد د. عبد العزيز السيد،رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، ان الرومي يعد بديلاً تلجأ إليه الكثير من الأسر عن اللحوم الحمراء بسبب ارتفاع أسعارها خاصة مع موسم عيد الأضحي، ورغم أهميته الاستراتيجية فإن حجم⊇ إنتاجه في مصر لا يتعدي 1.5 مليون طائر رومي وهو انتاج ضئيل جداً، وأرجع قلة الإنتاج بسبب استيراد ⊇كتاكيت الرومي من الخارج لعدم وجود سلالات داجنة في مصر.وكشف رئيس شعبة الدواجن أنه لا يوجد ∩أمهات للرومي∪ في مصر، والتي تعد ضرورية لاستمرار انتاج الرومي، وتقليل الاعتماد علي استيراد الكتاكيت.. ويشير إلي أن زيادة الطاقة الإنتاجية للرومي تخفف من الإقبال الشديد علي اللحوم الحمراء، وبالتالي تخفض من أسعارها المتزايدة، خاصة أن لحم الرومي يضاهي ∩الضأن∪ في المذاق والفائدة الغذائية.⊇ ويضيف أن المنتجين يعانون العديد من المشاكل، أبرزها عدم دعم الدولة للانتاج الرومي أو منحهم تسهيلات لتخصيص الأراضي لإقامة مزارع عليها وعدم توفير المرافق لها، بالاضافة الي وجود مشكلة في توفير العملة الأجنبية من أجل استيراد الكتاكيت، كما ان الأعلاف ∩ذرة وصويا∪ والأدوية البيطرية غير متوافرة محلياً ويتم استيرادها من الخارج. ⊇⊇