الحلم بات واقعا على الأرض يتحقق بفضل سواعد الرجال وإرادة دولة تتجه إلى البناء والتعمير ذاك ما كشفته اجتماعات الاستعدادات النهائية للوقوف على مراحل اختيار الموظفين ونقلهم إلى العاصمة الجديدة. إذ عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس اجتماعاً؛ للوقوف على مُستجدات الموقف التنفيذيّ للأعمال الإنشائية الخاصة بكافة المبانى الحكومية وغير الحكومية؛ تمهيداً للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بحضور الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والمهندس كامل الوزير، وزير النقل، واللواء أحمد زكى عابدين، رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية، والدكتور صالح الشيخ، رئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، واللواء إيهاب الفار، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، واللواء ياسر أبومندور، مدير إدارة النُظم بالقوات المسلحة، وعددٍ من مسئولى الجهات المختصة. فى بداية الاجتماع، أكد رئيس الوزراء أن هناك اجتماعات للمتابعة دورية وكذا زيارات ميدانية لمواقع العمل بكافة مشروعات العاصمة الإدارية؛ بهدف متابعة الموقف التنفيذى، والالتزام بالبرامج الزمنية. من جانبها، استعرضت وزيرة التخطيط مراحل تقييم موظفى دواوين الوزارات والهيئات المقترح نقلها للعاصمة، موضحة أنه تم الانتهاء من المرحلة التمهيدية والتنظيمية وإعداد الجداول بنهاية شهر إبريل الماضى، ومشيرة كذلك إلى أن وزارة التخطيط تقوم حاليا، بالتعاون مع مراكز تقييم مختلفة، بتقييم المرشحين من الوزارات على مهارات استخدام الحاسب الآلي، واللغات، والجدارات السلوكية، فيما تقوم كل وزارة بنفسها بعملية التقييم التخصصى للموظفين، على أن يتم انتقاء أفضل العناصر فى نهاية الأمر. ونوهت الدكتورة هالة السعيد إلى أنه تم إجراء الاختبارات اللازمة للموظفين فى عددٍ من الوزارات خلال الأشهر الماضية، ويتم حاليا استكمال الاختبارات للوزارات المتبقية، على أن يتم الانتهاء من كافة هذه الاختبارات خلال شهر سبتمبر المقبل. وأشارت الوزيرة إلى أن وزارة التخطيط قامت بوضع دليل استرشادى للانتقال إلى العاصمة الإدارية والخطة التنفيذية لها، مؤكدة أن هذا الدليل يُعد وثيقة تُحدد دور ومسئولية كل جهة مشاركة فى عملية الانتقال، لافتة أيضاً إلى أنه يتم التفاوض حالياً مع عددٍ من البنوك بشأن منح تيسيرات للوحدات السكنية المخصصة للموظفين الذين سيتم نقلهم للعاصمة، وذلك بفترات سداد ممتدة لأطول فترة ممكنة. من جانبه أوضح، وزير النقل أنه تم عقد اجتماع مع مسئولى شركة العاصمة الإدارية الجديدة، والجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، بشأن حصر أعداد الموظفين الذين سيتم نقلهم للعمل فى العاصمة الإدارية. وقال: لدينا حصر بعناوين جميع الموظفين الذين سيتم نقلهم للعاصمة، ويتم الآن تحديد خطوط سير النقل الجماعيّ التى سيتم تسييرها، منوهاً، فى سياق حديثه، إلى أنه سيتم التفاوض مع الشركات التى ستقوم بالتشغيل فى غضون الأيام القليلة المقبلة، ولافتاً كذلك إلى أنه سيتم التعاقد قريبا مع الشركات التى ستتولى تنفيذ «المونوريل» من العاصمة الإدارية حتى مدينة نصر، مروراً بالقاهرة الجديدة. وفى هذا الشأن، قدم الدكتور صالح الشيخ من جانبه شرحاً موجزاً عن أعداد الموظفين فى دواوين الوزارات والهيئات المختلفة المُخطط نقلها للعاصمة الإدارية، وكذا تخصصاتهم، ومتوسط أعمارهم من واقع قواعد البيانات التى تم إعدادها. وخلال الاجتماع أيضاً، قدم الدكتور عمرو طلعت، واللواء ياسر أبو مندور عرضاً موجزاً حول الموقف التنفيذى لمشروع ميكنة الوزارات والجهات الحكومية، وما تبقى من أعمال فى هذا المشروع، والتوقيتات الزمنية المقررة للانتهاء منها. وتم التأكيد على أنه تم تجهيز بنية تحتية تكنولوجية حديثة فى العاصمة الإدارية الجديدة تُلبى احتياجات الوزارات والجهات الحكومية وتحقق الترابط بينها، إلى جانب توحيد التطبيقات النمطية وتوفيرها بشكل مركزى يخدم كافة الجهات الحكومية، فضلاً عن تحقيق تكامل للبنية المعلوماتية للدولة؛ لتوفير رؤية شاملة للمشروعات والموارد والبيانات والتحليلات التى تساعد فى دعم واتخاذ القرارات. من ناحيته، استعرض اللواء إيهاب الفار، الموقف التنفيذى لمشروعات العاصمة الإدارية، موضحاً فى هذا الصدد أنه من المقرر الانتهاء من تنفيذ الأعمال الإنشائية الخاصة بالحى الحكومي، الذى يضم 34 مبنى وزارياً، وكذا مجلسى النواب والوزراء، إضافة إلى مبنى الرقابة الإدارية فى نهاية ديسمبر المقبل. وقال اللواء إيهاب الفار: إن عدد العاملين الذين يعملون فى تنفيذ الإنشاءات الخاصة بالمبانى الحكومية يتراوح ما بين 30 – 35 ألف عامل يومياً، بنظام الورديات المتتابعة؛ وذلك بهدف الانتهاء من كافة الأعمال وفق التوقيتات والجداول الزمنية المقررة لها. وأوضح رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أنه من المنتظر الانتهاء، فى آخر يوليو الجاري، من كافة الأعمال الإنشائية الخاصة بالمدينة الرياضية بالعاصمة الإدارية، التى تضم صالة مغطاة تتسع ل7000 مشاهد، وملاعب مكشوفة، وصالة ألعاب قتالية وصالة ذوى الاحتياجات الخاصة، وكذا صالة جمباز، ومبنى للثقافة والتكنولوجيا، ومبنى آخر اجتماعي، بالإضافة إلى منطقة ألعاب للأطفال، ومجمع حمامات سباحة، ومبنى للإسكواش، ومبنى ملعب تنس رئيسي، و 8 ملاعب تنس تدريبية، و3 ملاعب تدريبية أخرى لكرة القدم، بالإضافة إلى الملعب الرئيسى لكرة القدم، و10 ملاعب لكرة القدم الخماسية. وأشار اللواء إيهاب الفار إلى أنه من المنتظر الانتهاء من الأعمال الخاصة بحى المال والأعمال فى 30 ديسمبر 2020، لافتاً فى هذا الصدد إلى أن هذا الحى يضم 11 بنكاً من إجمالى البنوك العاملة فى مصر، إضافة إلى البنك المركزى، ومشيراً فى الوقت نفسه إلى أن نسبة تنفيذ الأعمال الخاصة بالمجلس القومى لأسر الشهداء والمصابين وصلت حتى الآن إلى 88%، ومن المقرر الانتهاء منها تماماً فى نهاية يوليو الجارى. أما فيما يتعلق بمستشفى العاصمة الإدارية الجديدة، التى تضم 191 سريرا، منها 20 سرير عناية مركزة، و8 أسرّة عناية قسطرة، و18 سرير تحضير وإفاقة، و6 أسرّة تحت الملاحظة، و18 حضانة أطفال، و4 أسرّة عناية مركزة نساء وولادة، إضافة إلى 22 كرسى غسيل كلوى، و3 أسرّة عزل، إلى جانب 9 غرف عمليات ، و18 عيادة خارجية، فقد أشار اللواء إيهاب الفار إلى أنه من المُنتظر الانتهاء من كافة الأعمال الخاصة بها فى 31 ديسمبر المقبل.