وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 أي مرت عشر سنوات علي انهيار برجي "نيويورك" بضربة جوية مدنية، من طائرات انتحارية، قامت بها مجموعة منظمة قيل عنهم بإنهم إرهابيون وهذه (حقيقة) ولكن قيل عنهم بإنهم إسلاميون، تحركت بأوامر وتخطيط من القاعدة التي أسسها "أسامة بن لادن" في " أفغانستان" وتطورت الأحداث منذ ذلك التاريخ، كما نعلمها جميعاً، ولكن الأهم اليوم ونحن نحتفل بالتاريخ ولا ننسي الترحم علي من اغتالتهم الآلة الإرهابية في "نيويورك" والمصابين، وكذلك أن نترحم علي سمعة "الإسلام الحنيف"، الذي يحاول المجتهدون في أرجاء العالم الإسلامي من إثبات العكس، أي أن هذا الحادث الإرهابي قد صعَّبَ علينا الحياة، سواء في بلادنا أو بلاد الأجانب، حيث المسيطر علي الفكر الإنساني منذ ذلك الحدث بأن "المسلمين" قتلي وإرهابيون وهذا ما نحاول ويحاول المجتهدون من إثبات عكسه. ومع ذلك يأتي هذا التاريخ 11 سبتمبر 2011، ويمر العالم العربي بوتقة العالم الإسلامي بحركة تغيير عظيمة دفعنا فيها دماء من الشهداء سواء في "تونس" أو "مصر" أو "ليبيا" أو "سوريا" وما زلنا ندفع الدماء لتحرير الإرادة العربية وبالتالي الإرادة الإسلامية من طغاة (أزادوا الطين بلة) بتمسكهم بالسلطة الزائلة وقد زالت بإرادة الشعوب . إلا أننا أمام خروج أيضاً عن المهدوف حيث يتسلط أيضاً علي تلك الثورات بعض أصحاب اللحي والعقول الضيقة، ولست ممن يريدون أو يغلبون روح الإقصاء للبعض، إلا أننا أمام جهاد داخلي نحتاج لتكاتفنا لكي نري ما هو الصحيح من الخطأ . نريد أن نصحح في أوضاع بلادنا وفي سمعة ديننا الحنيف، ونبعد عنه سمات التشدد والتخلف. لن تستطيع قوي العالم جميعها أن تقوض إيماننا بديننا ولا أن تقوض إيماننا بمفاهيمنا عن الإسلام . ولكن الأكيد أن القوي السياسية الملتحفة بشعارات دينية بيننا هي القادرة علي تقويض روح الإسلام الحنيف، بتشددهم، وبخلفيتهم، ورجعيتهم غير المسنودة بالقرآن الكريم ولا بسنة "محمد" "صلي الله عليه وسلم ". أمام أمتنا جهاد أكبر، هو جهاد النفس لكي نرشد أنفسنا إلي الطريق السليم، وإلي أن نصحح من أوضاعنا ونضع نصب أعيننا أننا بلد عظيم ونستحق أن نقيم الحضارة مرة أخري ونقودها، دون خوف، ودون تردد من قبولنا في خارج حدودنا !. وهذا لن يتأتي إلا بمفهوم واحد، هو أننا دعاة للإنسانية وللسلام وللحب وللمصالح المتبادلة، وأن نحافظ علي كرامة الفرد وكرامة المرأة، وأن نحيط أنفسنا دائماً بالثقة فيما نقوم به وما نزاوله من أعمال. إن حق بلادنا علينا حق ثابت ومستمر، فنحن ورثنا بلاداً عظيمة ويجب أن نزيد من عظمتها لتسليمها إلي أولادنا وأحفادنا أكثر عظمة، ولتكن راية الإسلام والعروبة هي المرفوعة في سماء الحرية والعدالة والمساواة في العالم !!