يشهد القطاع المصرفى تغييرات كبيرة ومتلاحقة لقيادات البنوك فى الشهور الأخيرة، وخلال الأسبوع الماضى تقدم محمد عباس فايد الرئيس التنفيذى لبنك عودة مصر باستقالته من منصبه، كما تقدم ياسر إسماعيل حسن باستقالته من رئاسة بنك الكويت الوطنى مصر. ويأتى ذلك تزامنًا مع الإعلان عن إدارة جديدة لبنك مصر إيران للتنمية، حيث تم تعيين عمرو الجارحى رئيسًا غير تنفيذى للبنك، فيما تم تعيين محمود السقا عضوًا منتدبًا ورئيسًا تنفيذيًا. وكان بنك الإسكندرية قد أعلن قبل أيام قليلة عن تعيين زياد بهاء الدين رئيسًا غير تنفيذى.. وقبلها بأسابيع تم الإعلان عن اختيار أحمد اسماعيل حسن ليشغل منصب الرئيس التنفيذى والمدير الإقليمى للبنك العربى مصر، وذلك بعد انتقال رئيسه شريف علوى ليتولى رئاسة البنك العربى الإفريقى قبل أشهر خلفًا للمصرفى الكبير حسن عبدالله. وطبقًا للمصادر فإن حركة التغييرات فى الجهاز المصرفى لم تنته، وسوف يتم الإعلان خلال الأيام المقبلة عن تغييرات جديدة فى بنوك كبيرة بالسوق، وعزت المصادر التغييرات إلى عدد من الأمور من بينها اقتراب إقرار قانون البنوك الجديد الذى يفرض الفصل بين منصب رئيس مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية، حيث سيتحتم على جميع البنوك بالسوق أن يكون هناك رؤساء مجالس إدارة غير تنفيذيين إلى جانب الإدارة التنفيذية، ويأتى ذلك فى ظل الحرص على الاستفادة من خبرات المصرفيين الكبار، وفى الوقت نفسه تدعيم الإدارات التنفيذية بالوجوه الشابة القادرة على إحداث طفرات فى أعمال البنوك. وذكرت المصادر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية اتجهت بعد الأزمة المالية العالمية فى 2008 إلى إعادة رؤساء البنوك أصحاب الخبرات الكبيرة ليتولوا مناصب رؤساء مجالس الإدارات إلى جانب الإدارات التنفيذية لخلق حالة من الإتزان وإيقاف الطيش لدى القيادات التنفيذية. ولفتت المصادر إلى أن التغييرات التى تحدث فى الوقت الراهن لها أسباب أخرى أيضًا مثل البحث عن إدارات أكثر كفاءة فى بعض البنوك من تلك التى تدير الأمور ولم تحقق النجاح المطلوب. وفيما يتعلق بتفاصيل حركة التغييرات فقد أعلن ياسر إسماعيل حسن، الرئيس التنفيذى لبنك الكويت الوطنى، أنه تقدم باستقالته من منصبه للجمعية العمومية للبنك، موضحًا أنه سيبقى فى منصبه حتى منتصف مايو وبعدها ستدخل استقالته حيز التنفيذ. وترددت أنباء عن ترشيح ياسر اسماعيل حسن لتولى منصب رئيس البنك الأهلى لندن بعد ترك منصبه ببنك الكويت الوطني، ونفى «حسن» معرفته بمن سيخلفه فى المنصب، قائلاً: إن ذلك متوقف على اختيار الجمعية العمومية للبنك. وإلى جانب ياسر إسماعيل حسن فقد تقدم محمد عباس فايد الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لبنك العودة، باستقالته للإدارة العليا، ليرحل عن البنك بشكل تام فى أواخر شهر إبريل المقبل. وبمجرد إعلان «فايد» استقالته، تلقى العديد من العروض المقدمة له من بنوك أخرى، ولم يستقر البنك إلى الآن على الاسم الذى سيخلف «فايد» على منصب الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب. الجدير بالذكر أن «فايد» التحق ببنك عودة منذ أكتوبر 2014، بمنصب نائب رئيس مجلس الإدارة، وحقق «فايد» أرباحًا تتجاوز المليار جنيه خلال عام 2018. فى السياق نفسه أصدر البنك المركزى قراراً بإعادة تشكيل مجلس إدارة بنك مصر إيران وتعيين عمر الجارحى وزير المالية الأسبق رئيس مجلس إدارة غير تنفيذى للبنك. وشمل القرار تعيين محمود السقا رئيس قطاع الشركات والمؤسسات بالبنك العربى الإفريقى الدولى عضواً منتدباً وصدقّت الجمعية العمومية للبنك على القرار تمهيداً لاعتماده رسمياً فى أول اجتماع لمجلس الإدارة الجديد.