اقتصرت جهود رئيس اتحاد كرة القدم هانى أبوريدة أمام الأزمة الثلاثية المتنازع عليها، ما بينه كطرف أول، بصفته المسئول الأول عن إدارة الكرة فى مصر، والأهلى من جهة ثانية، والزمالك وبيراميدز من جهة ثالثة، على الدعوة لعقد اجتماع أمس السبت، وسط مناشدة عاجلة لوزير الشباب والرياضة دكتور أشرف صبحى بضرورة سرعة التدخل، عبر الاتصالات اللازمة لإنقاذ الموقف الشائك الذى وقف فى طريق مسدود خلال الساعات الماضية، فيما يخص إصرار كل طرف على رسم ملامح وشكل جدول المسابقة الكبرى الخاصة بالدورى الممتاز لكرة القدم موسم 2018/2019، والتى قطعت شوطا كبيرا من مرحلة المنتصف، حيث يتصدر الجدول نادى الزمالك برصيد 45 نقطة، يليه بيراميدز 39 نقطة ثم الأهلى برصيد 33 نقطة وسط كم غير عادى من المؤجلات فى مسابقتى الدورى والكأس. الأزمة تفجرت بسبب حزمة من البيانات الصادرة بين الأطراف المتنازعة، وعلى رأسها مالك نادى بيراميدز تركى أل شيخ والذى تصدر المشهد عبر ثلاث رسائل نارية على حسابه الشخصى «تويتر»، منها واحدة طالب فيها أحمد شوبير نائب رئيس اتحاد الكرة بالصمت، والحديث عندما يكون اللعب فى «منزله» الشخصي، لكن الأمر متعلق بمسابقة دورى فى بلد محترم، ساخرا بشكل واضح من حديث شوبير الإذاعى عندما رفض بيانات بيراميدز الصادرة من «تحت التكييف». الأهلى لم يصمت، وأصدر بيانا شديد اللهجة، وأعلن بدوره رفض ما يحدث وأنه لن يلعب أى مباراة بخلاف ما هو مرسوم ومتفق عليه مسبقا من مباريات وفقا للجدول المعلن حتى نهاية شهر مارس المقبل، مرسلا ذلك عبر خطاب رسمى إلى اتحاد الكرة، صباح أمس الأول الجمعة، ليخطره بأن النادى يتمسك بحقه الكامل دون مساس بأداء مبارياته فى بطولة الدوري، وفقا لجدول المسابقة المعلن رسميا، ومع نفس الأطراف دون تعديل، وحال تأجيل أى مباراة للأهلي، لأسباب لا تخصه من اللقاءات التى تم الإعلان عنها حتى 30 مارس المقبل، فإن الأهلى يعتذر عن عدم مواجهة أى منافس آخر فى موعد المباراة التى تم تأجيلها التزاما بجدول المسابقة وتطبيقا لقواعد الاحتراف. تغيير لهجة الأهلى جاءت على خلفية، مطالبة مالك نادى بيراميدز بعدم خوض أى مباراة فى المسابقة الكبرى وتحديدا فى الدور الثاني، إلا بعد أن يخوض الأهلى جميع مبارياته المؤجلة فى الدور الأول، وعلى رأسها لقاءه أمام الزمالك، وأمام بيراميدز فى دور ال16 بكأس مصر، واتهم تركى بشكل صريح وواضح مسئولو اتحاد الكرة بمجاملة الأهلي، عبر منحة فرصة لالتقاط لاعبيه أنفاسهم، بعد أن تعرض أكثر من نصف الفريق للإصابات المختلفة، وهو ما قد يعصف بالأحمر اذا واجه الزمالك فى الوقت الراهن كونه المتصدر والأجهز والأفضل معنويا وبدنيا وفنيا، لذا يلجأ مسئولو الجبلاية لتأجيل مبارياته بدعوة أنه يشارك فى دورى أبطال أفريقيا، فى حين وقف مسئولو الزمالك متخاذلين دون أى إرادة، واكتفوا بموقف المصفق لأحاديث وبيانات مالك بيراميدز، كما رحب رئيس البيت الأبيض بفكرة الغاء الدورى هذا الموسم، رغم أنه متصدر والأولى به أن يكون أول الرافضين، لكنه انصاع وراء تركي، بدعوى أن الإلغاء يصب فى صالح استعدادات الأمم الإفريقية المقرر انطلاقها فى مصر ما بين 21 يونيو وحتى 19 يوليو. مالك بيراميدز رفع شكوى إلى الاتحاد الإفريقى (كاف) كخطوة أولى قبل مخاطبة الاتحاد الدولى (فيفا) كى يشتكى من ثلاثة أشياء، أولها: غياب مبدأ تكافؤ الفرص فى مسابقة الدورى المصري، وهى خطوة حساسة جدا تراعيها الفيفا، بل وتحاسب وتعاقب عليها، ثانيا: تعرضه لمضايقات إدارية كونه مستثمر أجنبي، وثالثا: تلقيه تصريحات عنصرية، متسلحا بما قاله شوبير فى حقه وحق ناديه، الأمر الذى قد ينذر بعواقب وخيمة. من جانبه لم يجد أبوريدة أمام تفاقم الأزمة، إلا الدعوة لجلسة فى اتحاد الكرة، ومطالبة الوزير أشرف صبحى بالتدخل لدى الأطراف الثلاثة الأهلى وبيراميدز والزمالك، لإيجاد حلول ودية، لما تشهده المسابقة من ورطة كبيرة تفوق احتمالات وقدرات الجميع، فى ظل الظرف الاستثنائى الذى تمر به كرة القدم الإفريقية، بعد خطوة رئيس الكاف أحمد أحمد بتغيير مواعيد مباريات مسابقتى دورى الأبطال والكونفيدرالية، فلم يلبث أن انتهت المسابقتان فى الموسم الماضي، حتى بدأ الموسم الجديد، لرغبته فى تغيير مواعيد البطولة الأفريقية على صعيد الأندية، كما فعل فى بطولة الأمم الإفريقية على صعيد المنتخبات بتغيير البطولة من شهر يناير لترحيلها إلى يونيو، كى تتماشى مع الأجندة الدولية، الأمر الذى زاد من ضغوط جدول المباريات فى الداخل والخارج، فضلا عن مشاركة أربعة أندية دفعة واحدة فى بطولة الأندية العربية، قبل أن يخرج الأهلى والزمالك والإسماعيلى بينما يبقى الاتحاد السكندرى بمفرده فى دائرة المنافسة، الأمر الذى ساهم فى تأجيل عدد كبير من المباريات. وأمام فكرة إلغاء الدوري، رفض الأهلى والزمالك والإسماعيلى قبل أن يخرج المصرى مبكرا من الكونفيدرالية، اقتراح عامر حسين رئيس لجنة المسابقات بالانسحاب هذا الموسم من المسابقتين القارتين، لضمان استمرار مسابقة الدورى المحلى التى شهدت صرف أكثر من نصف مليار جنيه خلال الانتقالات الشتوية فقط، الأمر الذى يحول دون التضحية بها لما شهدته خزائن الأندية من صرف واغداق للأموال، خصوصا فى حالة العناد المتبادلة بين الثلاثى الأهلى من ناحية وبيراميدز الوليد والزمالك بحكم التاريخ بين القطبين، حيث عرض عامر حسين استقالته للمرة الثانية، ورفضها أبوريدة بشكل واضح وصريح، لأن العيب ليس فى شخصه، وأن الأزمة أكبر من الجميع، والحل يمكن فى تفاهم الأطراف المتنازعة، بتمرير الجدول المتفق عليه دون اعتراض على أن يتم استكمال مسابقة الدورى المحلي، بعد نهاية بطولة الأمم الأفريقية، كما كانت تقام البطولة فى شهر يناير، وبناء عليه تنتهى المسابقة فى شهر أغسطس، وهو حل مثال يسمح بتمرير الأزمة، ومن ثم بدأ الموسم المقبل بشيء من الأريحية. حل أبوريدة يتوقف على عدم تزمر مالك بيراميدز ومن وراءه الزمالك من استمرار تأجيل مباريات الأهلي، ولعب المباريات بالشكل المرسوم من قبل عامر حسين، وهو الأمر الغائب على الأفق فى الوقت الحالي، لينذر طلب مالك بيراميدز باستمرار مسابقة الدورى حتى شهر ديسمبر المقبل، حيث يطالب بلعب الأهلى مبارياته المؤجلة أولا، وبعدها يبدأ الجميع فى خوض منافسات الدور الثاني، ليمد طول عمر المسابقة، الأمر الذى سيؤثر على بداية ومرحلة انطلاق الموسم المقبل.