على بعد خطوات من شارع «الهرم»، زحام الباعة المارة، وسيارات الأجرة التى تقل «الركاب» لمناطق وأحياء الجيزة المختلفة، ينادى «عم حسني»، بصوت تكسوه مسحة من آثار الزمن، على المارة «كل الدرة المشوى». بهيئته البسيطة، ووجهه البشوش، يجلس عم «حسنى» أمام ال»فرش» الخاص به يواصل عمله، فى «شوى الدرة»، ليكسب قوت يومه، لينفق على أسرته، بعد أن ترك مهنته، ك»سائق» بعد أن تقدم به السن ووصل لسن ال«60». عم «حسني»، عمل بالكثير من المهن، ليكسب رزقه بالحلال ويحسن تربية بناته الخمس، ويتمكن من إتمام «تزويجهن»، اثنان فى القاهرة و3 فى محافظة المنيا حيث مسقط رأسه. ابن مدينة «بنى مزار» فى المنيا، جاء للقاهرة باحثا عن فرصة عمل منذ أكثر من 30 عاما، ليعمل فى الكثير من الأماكن مثل «جراج السيارات، وسائق على سيارة أجرة، وحارس عمارات»، وأخيرًا استقر على «شوى الذرة» بناصية شارع العريش بحى الهرم فى الجيزة. «عم حسني».. بدأ حديثه ب»أنا اتمرمطت واتشحطت يا ابنى عشان أكسب لقمة العيش بالحلال، عمرى ما كنت بتكسف إنى اشتغل أى حاجة علشان أعيش وأصرف على أولادي، والحمد لله ربيت بناتى أحسن تربية وزوجتهن ودلوقتى بخلص إجراءات المعاش بتاعي، أنا سائق درجة أولي». ويستكمل: «أنا قاعد فى شقة بالإيجار، وسبت السواقة من فترة لأني زى ما أنت شايف يا ابنى كدا دلوقتى شباب السواقين بقوا عاملين إيه، فأنا احترمت سنى واكتفيت بالشغلانة دي». مكسب «عم حسني» من شوى الدرة يتراوح ما بين 50 : 90 جنيهًا يوميًا، حيث يحضر ما يحتاجه من الدرة كل يوم أو يومين، ويساعده من الحين للآخر ابنتيه.. يحرص «عم حسني» على صلة رحمه بزيارة أقاربه وأهله فى محافظة المنيا فى الأعياد والمناسبات. عندما تجلس بجوار «عم حسني» تشعر بحب البائعين من زملائه له، وإقبال الزبائن على الشراء منه، ممن اعتادوا شراء الدرة منه، خاصة أنه قد يبيع بسعر أرخص بدون فصال مع الزبائن.