«من هم لهم يا قلبى لا تحزن» هربًا من نار بعض المستشفيات الحكومية بما فيها من إهمال واستهانة بالمرضى وحياتهم، يلجأ المرضى إلى المستشفيات الخاصة أملًا فى إيجاد الرعاية الصحية والاهتمام بها لأنها قائمة على أموال طالبى العلاج بها ليس فقط، بل تصل نفقات العلاج بها إلى أرقام فلكية. الحقيقة أن معظم المستشفيات الخاصة ما هى إلا مشروعات استثمارية قائمة على مص دماء من يلجأ إليها للعلاج، حتى أن كثيرًا من المرضى يفرطون فى ما أدخروه «تحويشة العمر» لسداد نفقات العلاج بها، وقد يصل الأمر إلى الاستدانة من الغريب والقريب، لنجد أنها مشروع ربحى ولا يهتم بصحة المرضى والداخل مفقود والخارج مولود. ضحية اليوم «هدى إبراهيم الشاعر، 32 سنة» لقيت حتفها بسبب عدم قدرة طبيب التخدير تحديد جرعة المخدر «البنج» التى تحتاجها، فلفظت أنفاسها الأخيرة داخل المستشفى بسبب الجرعة الزائدة. وقال الدكتور إسماعيل طه، محافظ كفر الشيخ، أنه فور ورود معلومات تفيد بوجود حالة الوفاة بمستشفى خاص بدسوق ووجود شبهة إهمال طبى، كلف وكيل وزارة الصحة، بالتنسيق مع رئيس مركز ومدينة دسوق، بتشكيل لجنة فنية من المختصين من إدارة العلاج الحر، لمعاينة المستشفى على الطبيعة ومتابعة الإجراءات ومراجعة جاهزية المستشفى لاستقبال مثل تلك الحالات والتحقيق فى الواقعة وملابسات حالة الوفاة، وطبيعة الإجراءات الاحترازية التى يتم اتخاذها قبل إجراء العملية الجراحية وعمل تقرير كامل عن الحالة والمستشفى ومدى استيفاء الشروط والالتزامات الطبية. وقرر المحافظ إحالة المسئولين عن المستشفى إلى النيابة العامة وذلك بعد أن اتضح وفاة الضحية بسبب جرعة بنج زائدة أثناء إجراء جراحة الزائدة الدودية، وغلق وتشميع غرفة العمليات بالمستشفى بالشمع الأحمر، واتخاذ الإجراءات القانونية، لحين الانتهاء من التحقيقات التى تتم بمعرفة النيابة العامة واللجنة الفنية المشكلة من مديرية الشئون الصحية بكفرالشيخ، بالإضافة إلى تحويل الأطباء المسئولين عن حالة الوفاة إلى لجنة آداب المهنة بالنقابة العامة للأطباء، مع استمرار عمل باقى أقسام المستشفى لكونها مستشفى مرخص من وزارة الصحة.