استئناف الرحلات الجوية المباشرة مع المدن المصرية.. قريبًًا

قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، إن المباحثات مع الرئيس السيسى جرت فى جو مكثف وفاعل جدا، مضيفا: «التقينا أول أمس فى جو غير رسمي، وتبادلنا مواضيع عديدة، واستمررنا فى المباحثات حول العلاقات الثنائية والأوضاع فى العالم والشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن الاتفاقيات التى تم الاتفاق عليها ستساهم فى تطوير العلاقات الثنائية.
وقال بوتين فى المؤتمر الصحفى، عقب انتهاء جلسة المباحثات بين الرئيسين، إن العلاقات الروسية المصرية تقوم على علاقات صداقة والاحترام المتبادل، وتضع نصب عينيها المصالح المشتركة، موضحا: «وقعنا مع الرئيس السيسى اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجى وهذه الاتفاقية تنص على تعميق العلاقات الثنائية».
وأشار بوتين إلى أن التركيز فى المباحثات كان على العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية، حيث ازداد التبادل التجارى بين روسيا ومصر 22%، وبلغت قيمته 6.7 مليار دولار، وخلال الأشهر الثمانية من هذا العام ارتفع بنسبة 20%.
وتابع: «روسيا تقدم صادراتها لمصر وبينها القمح، وروسيا ترحب برغبة مصر فى توقيع اتفاقية مع الاتحاد الاقتصادى الأوراسي، وهذه الاتفاقية تفتح مجالا إضافيا لمزيد من التعاون الاقتصادى والتجارى، هذا بالإضافة إلى أنه تمت مناقشة التعاون الثنائى فى مجال الطاقة والمشروع الرئيسى فى هذا المجال هو إنشاء محطة نووية فى مصر، ومن المتوقع أن تنتهى الأعمال التمهيدية نهاية هذا العام، وبعدها يتم توقيع الاتفاق مع الشركات التى ستنفذ المشروع»، مشيرا إلى أنه لديهم أيضًا خبرة فى مجال الغاز، حيث هناك تصديرات روسية لمصر من النفط والغاز المسال.
وفى مجال الصناعة، لفت بوتين إلى اتفاقية بقيمة 1.3 مليار يورو لشراء 1300 عربة قطار لمصر، ومن المتوقع إنشاء منطقة صناعية روسية شرق بورسعيد، والتى تشمل منتجين لمنتجات “صيدلية ومعادن”، حيث تجذب أكثر من 7 مليارات دولار من الاستثمار وتوفر 35 ألف فرصة عمل، ومن المفترض تصدير المنتجات المصنوعة فى هذه المنطقة لسوق الشرق الأوسط وإفريقيا.
وقال: «تم بحث التعاون فى المجال العسكرى والفني، خاصة أن روسيا ومصر تتعاون فى هذين المجالين على مدى العقود، وفى هذه الأيام تجرى فى مصر مناورات تكتيكية لقوات المظلات، ونحن فى روسيا وفى مصر نبدى اهتماما للثقافة والعلاقات الإنسانية وتقاليدنا، ورحبنا بإعلان 2020 عام التبادل الثقافى بين روسيا ومصر».
وتابع الرئيس الروسى: «بحثنا استئناف التبادل السياحى الكامل والرحلات الجوية الكاملة، وفى أبريل الماضى تم استئناف الرحلات بين روسيا والقاهرة، واليوم ناقشنا المسائل المتعلقة باستئناف الرحلات السياحية بين الغردقة وشرم الشيخ، وأشرنا إلى الارتياح بقيام الأصدقاء المصريين ببذل كل ما فى وسعهم لضمان الأمن، وقريبًا استئناف الرحلات الجوية المباشرة مع المدن المصرية».
واستطرد: «المباحثات التى أجريناها أكدت التطابق فى مواقف روسيا ومصر فى بعض المواقف الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن التعاون الروسى المصرى لايزال عنصرًا فاعلًا لضمان الاستقرار والأمن فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».
وأوضح: «أطلعت الرئيس السيسى على الخطوات الروسية بشأن التسوية فى سوريا واتفقنا على استمرار العمل المشترك، واتفقنا على أن نبدى اهتماما خاصا لما يحدث فى منطقة إدلب السورية، والتى لايزال فيها عدد من الإرهابيين وهناك خطورة لنقلهم لمناطق أخرى».
وقال: «تم إطلاع الرئيس السيسى أيضا على مضمون الاتفاقيات بين روسيا وتركيا فى هذا الخصوص، واتفقنا على أن نكثف التعاون والتنسيق فيما يخص المسار السياسى بسوريا، وأود أن أكرر أن الجانب المصرى شجع بعض الأطراف للمشاركة فى الحوار السياسى السورى والأهم تشكيل اللجنة الدستورية فى سوريا، وكذلك علينا أن نبذل جهودًا مشتركة لإعادة بناء سوريا، وإعادة النازحين من سوريا، روسيا ومصر ستواصلان جهودهما لحل الانشقاق فى ليبيا واستعادة الاستقرار والأمن والسيادة للدولة».
وتابع: «روسيا ومصر اتفقتا على تسوية الأزمة الفلسطينية على أساس المرجعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وكذلك ندعو للمباحثات المباشرة بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى لمناقشة كل المسائل العالقة وبينها القدس.
واستطرد: «فى السنة المقبلة 2019، مصر سترأس الاتحاد الافريقى ونتمنى لكل أصدقائنا المصريين النجاح فى هذا العمل ونتمنى أن تسهم رئاسة مصر للاتحاد فى تكثيف التعاون بين مصر والدول الافريقية، وفى النهاية أود أن اشكر الرئيس السيسى على المباحثات الغنية والفعالة».