أكد الدكتور شوقى علام – مفتى الجمهورية – أنه لا يجوز لمن لم يتأهل للإفتاء أن يفتى الناس، لأن الفتوى تحتاج إلى علم وإلى رصيد من الخبرات والتدريب على الإفتاء، ودار الإفتاء والأزهر لديهما رصيد متراكم من الخبرات يؤهلهما لهذه المسئولية. وأضاف أن على الناس أن يسألوا أهل الذكر فى الإفتاء وهم دار الإفتاء والأزهر الشريف لما لهما من تاريخ كبير فى هذا الأمر ورصيد متراكم يؤهلهما لبيان الحكم الشرعى للناس، محذرًا أى شخص يقدم على هذا الأمر دون علم فيجر على نفسه وعلى الناس ما لا يحمد عقباه. وفيما يخص قضية التعايش أكد مفتى الجمهورية أن الأزهر الشريف على مدار 1060عامًا من تاريخه اعتمد على منهجية منضبطة، تقوم على ثلاثة أعمدة، أسست للتعايش الحقيقى بين أبناء المجتمعات، وهى لا إقصاء لا تكفير بجانب تهذيب النفس الإنسانية مع العلوم الشرعية.. مضيفًا أنه لا بد من تهذيب الجانب الأخلاقى الخاص بتهذيب النفوس باعتباره مكونًا أساسيًّا من المنهجية الأزهرية المنضبة التى لم تقصِ أحدًا ولم تكفر أحدًا. وأوضح مفتى الجمهورية أن المذهب الأشعرى – وهو مذهب الأزهر الشريف - لا يكفر أحدًا ينطق بكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، مؤكدًا أن منهج الأزهر هذا يخالف منهج الإرهابيين الذين يكفرون الناس، وبالتالى فالمنهجية القائمة على المذهب الأشعرى تساهم فى استقرار المجتمعات. وتابع مفتى الجمهورية إن الإرهابيين يتبنون فكرة التكفير التى تبرر لهم القتل، وهذه نابعة من مناهج تخالف منهجية الأزهر الشريف تمامًا الذى لا يكفر من قال لا إله إلا الله. وقال مفتى الجمهورية :إن كون الإرهابيين لا يكفرون لأنهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله لا يعفهم من العقاب بالقانون لأنهم يخالفون القانون وعقابهم له شرعية قانونية، فلا بد من توقيع العقوبة على كل مخالف وفقًا للقانون، لذلك فالجيش المصرى لديه شرعية قانونية فى حربه ضد الإرهابيين لأنهم خارجون عن القانون. وحول تعدد المذاهب الفقهية وقبول ما يساهم منها فى استقرار المجتمعات أكد مفتى الجمهورية أننا فى دار الإفتاء نتبنى وجهات نظر بعض أصحاب المذاهب الفقهية التى ربما تكون قد اندثرت لأنها تفيد الأمة، وضرب مثلاً على ذلك بمذهب الإمام الليث بن سعد قاضى مصر عبد الله بن لهيعة. مؤكدًا على أن التعددية المذهبية لأئمة المذاهب الفقهية فى الأزهر ساهمت فى تأسيس فكرة قبول التعايش والتعدد فى المجتمع الواحد. وقال مفتى الجمهورية :إن الغرب استشعروا قضية خطر الإرهاب بعد انضمام الشباب الأوروبى لداعش لذلك تواصلوا مع المؤسسات الدينية فى مصر لحل الأمر، وأيقنوا احتياج القائمين على أمر الدعوة فى الغرب لمناهج منضبطة للتعايش مع المجتمع فى الغرب، موضحًا أن الجيل الثالث فى الغرب لديه مشكلة فى التعايش بين مجتمعه وبين جذوره الإسلامية.