لم يعرف اتحاد الكرة خلال الأيام القليلة الماضية، إلا لغة الدولارات لحل ثلاث قضايا محورية ومصيرية فرضت عليه، كانت أبرزها وأولها الطائرة الخاصة التى ستقل المنتخب الوطنى إلى سوازيلاند، حيث كاد يسقط رجال الجبلاية فى أول اختبار خارجى لمطالب نجم الكرة المصرية محمد صلاح المحترف بصفوف ليفربول الإنجليزى، بعدما ألمح عضو مجلس الإدارة مجدى عبد الغنى إلى صعوبة السفر عبر طائرة خاصة؛ بسبب التكاليف المالية الباهظة على خلفية فارق سعر الدولار. الأمر الذى انذر بتصاعد الأزمة مجددا جماهيرا فى المستقبل القريب، إلا أن الاتصالات المستمرة خلال الساعات الماضية مع الشركة الوطنية «مصر للطيران»، سهل من الأمر كثيرا، بالحصول على موافقة بتخفيض قيمة السفر عبر طائرة خاصة من 260 ألف دولار إلى 170 ألف دولار. كما تم الحجز رسميا للمحترفين على درجة «بيزنس كلاس» بدلا من الدرجة الاقتصادية التى سبق واشتكى منها اللاعبون، تمهيدا للانضمام للمعسكر المقبل، وجاء الحجز رغم عدم وصول موافقة رسمية بذلك من جانب وزارة الشباب والرياضة التى وجهت بدورها انذار للجبلاية، بسبب نفس التصرف بالحجز على الدرجة عالية القيمة ماليا قبل مباراة النيجر الأخيرة، وهو ما يخالف نصوص ولوائح الوزارة التى تلزم البعثات الرياضية عموما بالسفر على الدرجة الاقتصادية، بينما رؤساء البعثات هم أصحاب حق السفر على درجة فئة كبار رجال الأعمال أو «بيزنس كلاس»، وأى مخالفة فى ذلك يعرض الاتحاد لتهمة تبديد المال العام، نظرا للفارق الشاسع بين الدرجتين، الأمر الذى دفع رئيس اتحاد الكرة هانى أبوريدة لتحمل فارق التكلفة فى رحلة الاستدعاء لمباراة النيجر. تبقى مباراة سوازيلاند عنق زجاجة جديد، حيث اقترب وصول صلاح والمحترفين للانضمام لمعسكر 8 أكتوبر الجارى، لكن ليس للعب داخل مصر فقط هذه المرة، إذ يخوض «الفراعنة» مباراتى ذهاب وإياب ضمن التصفيات المؤهلة إلى أمم أفريقيا بالكاميرون 2019، أمام سوازيلاند فى الجولة الثالثة بالقاهرة يوم 12 أكتوبر، ثم يتجه الفريق فى بعثة رسمية بعدها مباشرة، وفى ليلة المباراة إلى مواجهة الجولة الرابعة بالبلد الأفريقى الواقع فى الجزء الجنوبى الشرقى من القارة السمراء يوم 16 من نفس الشهر، الأمر الذى يتطلب رحلة طيران طويلة وشاقة، وهو ما يضع مسئولو الجبلاية فى اختبار رسمى لطلب صلاح الخاص برحلات الطيران، عبر فئة كبار رجال الأعمال، وسط وعود باحتواء الموقف من ناحية وترقب وحذر شديد من وكيل أعماله رامى عباس الذى تصدر المشهد بجدارة من ناحية أخرى، وبات شبه رقيب على تصرفات اتحاد الكرة مع قرب ظهور صلاح بقميص الفراعنة. وأعلن المكسيكى خافيير أجيرى المدير الفنى للمنتخب الوطنى قائمة المحترفين لمعسكر مباراة سوازيلاند ليضم أحمد المحمدى (أستون فيلا) وأحمد حجازى (وست بروميتش) ومحمد الننى (أرسنال) ومحمد صلاح (ليفربول) وأحمد حسن كوكا (أوليمبياكوس اليوناني) وعلى غزال (فانكوفر الكندي) ومحمود حسن تريزيجيه (قاسم باشا التركي) وعمرو وردة (باوك اليوناني) وعمرو طارق (أورلاندو سيتى الأمريكي) وسام مرسى (ويجان أتليتك) ومحمد عواد (الوحدة السعودي) وحسين الشحات (العين الإماراتى) على أن يتم إعلان قائمة اللاعبين المحليين الخميس المقبل تمهيدا لدخول المعسكر لمواجهتى سوازيلاند، بينما تم الاتفاق على ضم لاعبان فقط من الوجوه الجديدة من المحليين هما محمود علاء مدافع الزمالك، وأحمد على مهاجم المقاولون العرب، بعد تألقهما، بينما يظل نجم الأهلى وليد سليمان محل اهتمام كبير. وفى شأن آخر، انتهى اتحاد الكرة من وضع الشروط الخاصة بالتعاقد الجديد المنتظر مع شركة الملابس لمدة أربع سنوات حتى مونديال 2022، حيث ينتهى عقد شركة الملابس الحالية «أديداس» مع نهاية العام الجارى، وتقرر أن تكون الشروط المالية لهذا العام مع الشركة الحالية هى نفس الشروط فى أول موسم للتعاقد الجديد، حيث سبق وأبرم العقد نائب رئيس اتحاد الكرة السابق حسن فريد بمقر الشركة فى ألمانيا، والذى يقضى بالحصول على 700 ألف يورو أى ما يوازى 16 مليون جنيه، وفقا للعقد، حال التأهل للمونديال، و300 ألف يورو عند التأهل لدور ال16، و500 ألف يورو حال التأهل لربع النهائي، و700 ألف يورو فى حالة التأهل لنصف النهائى، ومليون يورو حال التأهل للنهائى، و2 مليون يورو فى حال الفوز بكأس العالم، وسبق وحصل اتحاد الكرة على 300 ألف يورو مكافأة صعود المنتخب لنهائى كأس الأمم الإفريقية فى الجابون، وحصل اتحاد الكرة من الشركة الحالية على 350 ألف دولار خلال العام الجارى، وهو أعلى قسط من بين المواسم الأربعة مدة العقد، بجانب ملابس بقيمة مليون و900 ألف دولار، وهو نفس الرقم الذى حدده مسئولو الجبلاية فى السنة الأولى للتعاقد مع الشركة الجديدة التى لم يكشف عن هوايتها حتى الآن، ومن بين المرشحين الشركة الراعية لملابس ليفربول الإنجليزى، والتى اشترطت لدخول المزايدة العلنية لرعاية قميص «الفراعنة» فى الأربع سنوات المقبلة، إقامة منفذ بيع للشركة فى أحد الملاعب أو الاستادات الكبرى فى القاهرة، ووضع 6 لوحات إعلانية للشركة فى مباريات المنتخب الودية والرسمية، ووضع شعار الشركة على حسابات اتحاد الكرة على جميع مواقع التواصل الاجتماعى والموقع الرسمى لاتحاد الكرة بمساحة بارزة وجميع الصور والأخبار المتعلقة بأخبار المنتخبات الوطنية. وفى شأن ثالث، طالب أبوريدة من أجيرى ضرورة حسم موقف ميشيل سالجادو، فيما يخص معاونته له داخل الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى بجانب المدرب الوطنى هانى رمزى، بهدف عدم إثارة الرأى العام وصنع جدل بلا داعي، حيث ظهر سالجادو فى بداية توقيع أجيرى فى القاهرة كوكيل لاعبين، وتردد أنه وكيل أجيرى وحضر معه بهذه الصفة، قبل أن يعود مجددا للظهور فى معسكر الفريق وداخل الملعب كمساعد فنى لأجيرى مقابل 5 آلاف دولار فى الرحلة الواحدة، وجاء هذا بالاتفاق بينه وبين أجيرى المتعاقد مع اتحاد الكرة فى الأصل مقابل 120 ألف دولار على أن يتولى المدرب المكسيكى مهمة جلب معاونيه الأجانب بمعرفته على أن يسدد لهم رواتبهم بمعرفته الشخصية، إلا أن سفر أجيرى إلى لندن مؤخرا لحضور حفل «ذى بيست» لمؤازرة محمد صلاح خلال حفل توزيع جوائز أفضل لاعب فى العالم، صنع فجوة لغياب المدير الفنى للمنتخب فترة طويلة غير متفق عليها فى أجندة الإجازات فى الوقت الذى لم يعلن فيه القائمة مبكرا بحسب المتفق عليه لإنهاء التأشيرات فى سوازيلاند عن طريق اتحاد الكرة هناك، بسبب غياب التمثيل الدبلوماسى بين البلدين وهو ما يحتاج إلى وقت لاستخراج تأشيرات مجمعة، فى الوقت يغيب فيه أجيرى ومن المفترض معاونة سالجادو الذى قد يدفع مسئولو اتحاد الكرة راتبه 5 آلاف دولار، على أن يحصل مثلهم من أجيرى، حال الاتفاق على استقراره فى مصر، بدلا من العمل بالقطعة.
