لا شك بأن الأغانى القديمة والتى تمثل تراث الفن تعتبر مادة خصبة لتقديم اعمال طربية يحبها الجمهور بالفعل. حيث يتناوب المطربون على مر الاجيال بتقديم هذه الأغانى ضمن حفلاتهم فمنهم من ينجح بتقديمها ومنهم من يفشل. مثلما اصبح الفنان مدحت صالح افضل من يغنى «3 سلامات» للراحل محمد قنديل، ومحمد الحلو اشتهرايضا بعدة اغان من التراث واشهرها «لعبة الايام» للراحلة وردة والتى يطالبه بها جمهوره فى كل حفلة. كما قام عددا من الفنانين باعادة تقديم التراث من خلال اغان مرخصة اى انهم يحصلون على موافقة اعادة توزيعها وطرحها بالبوماتهم، بل وكانت تلك الأغانى السبب الاساسى فى شهرتهم ومنهم مجد القاسم الذى بدأ حياته الفنية بمصر من خلال اغنية بتسأل ليه علىَّ للراحلة فايزة احمد، وكذلك الامر خالد عجاج والذى اعاد تقديم «تعب الهوا قلبي» لمحمد فوزي. ورغم أن التراث القديم مباح للجميع طالما تم اتمام الاجراءات القانونية الا ان بعض الفنانات وقعن مؤخرا تحت لائحة القانون سواء بسرقة الالحان او الأغانى كاملة، او بتشويهها بوضع صوتهن عليها بينما لا يتناسبن معها. وكانت دوللى شاهين آخر تلك النجمات والتى تعرضت لنقد وسخرية شديدة فور طرحها لكليب «يا حلو صبح» للراحل محمد قنديل. حيث قامت جمعية المؤلفين والملحنين بمقاضاتها لعدم السير بالاجراءات القانونية المطلوبة. واكدوا انها قامت بتشويه الاغنية وقدمتها باداء لا يليق مع رفاعة اللحن والكلمات مما يسيء لتاريخ التراث الفنى العريق ويعرضها للمساءلة القانونية. وقد هاجمت الجماهير دوللى حتى انها اضطررت لحذف الكليب بعد ايام قليلة من اطلاقه على مواقع الانترنت. ولم تكن دوللى الوحيدة بين هؤلاء الفنانات حيث اثارت الفنانة اليسا ضجة ايضا باستمرارها بسلسلة استخدام اغانى التراث لتعيد تقديمها بالبوماتها، فمنذ ان قدمت اغنية «اول مرة تحب يا قلبي» للعندليب عبد الحليم حافظ، وهى تتعمد ان تستخدم اغنية جديدة بالبوماتها، فقدمت طوال الفترة الماضية اغنية «لولا الملامة » لوردة.. كما قدمت خلال بعض الحفلات اغنية «سلملى عليه « لفيروز . واختتمت السلسله بتقديمها اغنية «وحشتوني» لوردة ايضا. ورغم ان كل تلك الاغنيات يتم تقديمها بشكل قانونى وبتنازلات رسمية، الا ان الجمهور نفسه هو من يرفض تقديمها فاختلفت الآراء بين النقاد والجماهير حول استطاعة اليسا اعادة تقديم هذه الأغانى بصوتها واحساسها,. ولكن ما اجمعوا عليه ان صوتها لن يكون مناسبا لكل الأغانى التى تقدمها. خاصة ان الجمهور يحبها كما هى ولا يتقبلها بتوزيعات اخرى. ونشب منذ سنوات خلافات وقضايا بين الفنانة اللبنانية كارول سماحة وورثة الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، وذلك لاستخدامها المقدمة الموسيقية لاغنية «الف ليلة» التى قدم لحنها للسيدة ام كلثوم. واستخدمتها كارول بصحبة فريق عمل الاغنية واقتبست منها مطلعها لتقديم لحن «وحشانى بلدي» . وقدم الملحن لوضع الحان اخرى مما تسبب فى تخريب اللحن الاساسي. وقام وقتها ورثة عبد الوهاب برفع دعوى قضائية عليها وايضا جمعية المؤلفين والملحنين والذين اصدروا بيانا ضد الاغنية مؤكدين ان اسرة الاغنية لم تحصل منهم على موافقة رسمية لاستخدام اللحن بهذا الشكل مشيرين الى ان كارول قامت بتشويه لحن الاغنية، ولو كانت قدمت الاغنية بلحنها وكلماتها المعهودة مع اختلاف التوزيع لما كان بالامر مشكلة. وبنت المطربة اللبنانية مروى شهرتها الاساسية على اغنية مسروقة ايضا. وهى اغنية «اما نعيمة» للفنانة المعتزلة ليلى نظمي، والتى قدمتها بفيديو كليب اعتبره البعض جريئا وقدم شكلا سيئا للاغنية الخاصة بالمطربة الشعبية. وعلقت نظمى وقتها بانها فوجئت بعرض الكليب على الفضائيات وانها لا تعلم من اين حصلت مروى على حق اعدتها لتقديم الاغنية بالشكل الذى وصفته بالمهين. وزاد من غضب ليلى تقديم مروة لاغنية «مشربش الشاي» الشعبية الشهيرة، والتى قامت بتصويرها ايضا بشكل جريء، خاصة انها تعتمد فى كليباتها على الاثارة. وقامت نظمى بعدها برفع دعوى قضائية لم يعرف مصيرها حتى الان. وكان ايضا للافلام نصيبا من القضايا بسبب اساءتهم للالحان والأغانى التراثية القديمة، ومنها فيلم «اللمبي» والذى انطلق به الفنان محمد سعد على باب البطولة المطلقة. وقدم فى نهاية الفيلم اغنية «حب ايه» لكوكب الشرق ام كلثوم، وكانت تتسم بالسخرية وتم ادخالها على الحان شعبية حيث إن اللمبى كان يقدمها خلال فرحه بالفيلم وبطريقته التى تتسم بالقليل من التوهان والخلل. وتسببت هذه الاغنية فى ضجة كبيرة وقت عرضها بالسينمات حيث شن الموسيقيون هجوما عنيفا على سعد وصناع الفيلم وقتها لاساءتهم لاغنية الست الشهيرة. واتهموه بانحدار الذوق العام وانه لا يصح اذاعتها. بينما ضرب بآرائهم وانتقادهم عرض الحائط واستمر التشويه بالافلام. ومن اكثر الأغانى ايضا التى احدثت بلبلة فى الافلام كانت للمطرب الشعبى ريكو فى فيلم «حاحا وتفاحة» والذى قدم توزيعا جديدا لاغنيتى «مغرور» وجبار للعندليب. وتم اضافة كلمات والحان عليها بما يتناسب مع التيمة الشعبية الهابطة التى كان يعكسها الفيلم. وتميزت السنوات العشر الأخيرة بكثرة تشويه الالحان القديمة من خلال استخدامها بالافلام الشعبية ذات الفكرة الواحدة (راقصة وافيه). حيث تم استخدام اغنية «اللى تعبنا سنين فى هواه» من الحان سيد مكاوى وغناء ليلى جمال. وعلى رمش عيونها للراحل وديع الصافى وغيرها. وقالت الفنانة كارول سماحة وقت وقوع الازمة انها قد حصلت على جميع التصاريح وانها لم تتلق اية دعوى من اسرة الموسيقار الكبير. مضيفة ان تقديم اى عمل كهذا يعد شرفا لاى فنان وان اغلب الاوراق تسير بشكل قانوني. ورغم ان اغلب الفنانين قاموا بالدفاع عن انفسهم والادعاء بالحصول على تصريح من احد ورثة الملحنين او الشعراء على استخدام هذه الأغانى ، الا ان كان لجمعية النقاد والفنانين رأى آخر حيث قال الشاعر فوزى ابراهيم امين صندوق الجمعية، انهم لن يتركوا كل من يرغب بتشويه التراث او العبث به يفعل ما يحلو له، مؤكدا ان الحصول على تصريح التصرف من احد الورثة ليس الحل لان القانون يحتم موافقة كل ورثة الشاعر والملحن قبل استخدام الأغانى بدون حساب.