استمرارا لأحداث القمع التي تشهدها سوريا من قبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد قالت مصادر سورية إن قوات الأمن والجيش السوريين يحاصران بلدة القورية بمحافظة دير الزور تمهيدا لاقتحامها، في وقت ارتفع فيه عدد قتلي الاحتجاجات خلال ال24 ساعة الماضية إلي 15 مدنيا، واعتقل عشرات الناشطين بحي الرمل في اللاذقية. ووفقا لما نقلته قناة الجزيرة الفضائية عن المصادر فقد قتل شخصان عند محاولتهما الفرار من مخيم الرمل الجنوبي في اللاذقية باتجاه الحدود السورية - التركية. وقد قتل 12 آخرون في مدينة الرستن ومنطقة الزعفرانية في حمص بينهم عسكريون منشقون ، كما قتل شخص واحد في بلدة الحراك بمحافظة درعا. كان ذلك أثناء قيام بعثة الأممالمتحدة لتقييم الأوضاع الإنسانية في سوريا بزيارة لبعض المناطق التي عانت جراء المواجهات خلال الفترة الماضية.وذكرت مصادر صحفية سورية اليوم أن البعثة قامت بزيارة بلدات الزبداني وداريا ومعضمية الشام في ريف دمشق أمس الأول وأجرت لقاءات مع بعض الأهالي تناولت أوضاع بلدتهم والظروف التي تعيشها وقال مساعد المتحدث باسم الأممالمتحدة للصحفيين فرحان حق إن وضعا احتجاجيا تطور في حمص خلال زيارة الفريق ونصحت السلطات السورية البعثة بالرحيل لأسباب أمنية كما أشار إلي أن البعثة لم تتعرض لإطلاق النار. وجاءت ردود الأفعال علي الأوضاع في سوريا متباينة فقد استبعد سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي أي تدخل عسكري لحسم الصراع السياسي علي السلطة في سوريا. وانتقد لافروف الدعوات التي تحث الرئيس السوري بشار الاسد علي التنحي وقال إن الأسد أعلن نيته في إجراء العديد من الاصلاحات الديمقراطية في بلاده ودعا المعارضة للدخول في حوار بشأن مستقبل النظام السياسي في سوريا.. فيما أفادت معلومات منسوبة الي مصادر رئاسة الوزراء التركية بأن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خلال مكالمة هاتفية مع رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي أكد ضرورة العمل المشترك فيما يتعلق بالتطورات الجارية في سوريا وتشكيل مجموعة وساطة لتوجيه الرئيس السوري بشار الاسد علي الطريق الصحيح. وأكد احمدي نجاد أن "نوايا تلك الدول واضحة ومعلومة لدي الجميع وهي ليست ترسيخًا للديمقراطية والحرية في سوريا حسب ادعاءاتهم وانما اثارة الفوضي والاضطرابات". بينما انتقد اردوغان موقف الرئيس السوري ضد ابناء شعبه ، فيما قدم نجاد الدعم لرئيس الوزراء اردوغان الذي لم يرد علي مقترح الرئيس الايراني وانما اكد ضرورة ألا يضيع الرئيس بشار الأسد الوقت. وقد أكد أكمل الدين إحسان أمين منظمة التعاون الإسلامي أوغلو أن وقف عضوية سورية في منظمة التعاون الإسلامي يعد من اختصاص مجلس وزراء الدول الإسلامية وهو الهيئة الوحيدة التي من شأنها اقتراح واعتماد مثل هذا النوع من العقوبات، وأرجو ألا تصل الأمور إلي نقطة اللاعودة لأي طرف من الأطراف، مناشدا في الوقت نفسه القيادة السورية بضبط النفس ووقف استخدام القوة ضد المتظاهرين المدنيين. بينما عقد مجلس حقوق الإنسان بالأممالمتحدة جلسة استثنائية لتشديد الضغط علي دمشق وكشف حقيقة "الفظائع" التي ارتكبتها قوات الامن السورية والتي "قد ترقي الي مستوي جرائم ضد الإنسانية"وقالت نافي بيلاي المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة أن حصيلة "ضحايا القمع" في سوريا ارتفعت إلي 2200 قتيل.. وأكد هيثم المالع - شيخ الحقوقيين السوريين - أن ما يحدث في سوريا هو حرب بمعني الكلمة يشنها النظام ضد شعبه في محاولة لتركيعه وهذا ما يؤكد أن هذا النظام فاشل لأنه لم يدرك بعد أن هناك حراكا سياسيا في سوريا يطالب بإسقاطه.. مرجعا هذا الأسلوب الوحشي إلي سنوات القمع الطويل للشعب الذي اعتقد أنها خلقت حالة من التصحر لدي الناس وهو ما أثبت الشعب السوري عكسه مطالبا المعارضة بنبذ خلافاتها وتركيز جهودها حول إسقاط النظام.. فيما أكد محيي الدين اللاذقاني أن حديث بشار عن الإصلاح سخافة وأن الحديث عن تشرذم المعارضة تضخيم من النظام السوري كاشفا عن مبادرة للوحدة الوطنية ستعقد اجتماعها الأول في القاهرة التي من مصلحتها أن تنجح الثورة السورية.