الصدفة وحدها كانت وراء اكتشاف هذه الواقعة، التي يرفضها الشرف المهني العلمي، كما يرفضها القانون، حيث اكتشف الفنان التشكيلي والكاتب والشاعر أحمد الجنايني، عن طريق ابنته "هاميس" التي تدرس في كلية التربية النوعية قسم التربية الفنية بجامعة المنصورة، أن كتاب "التشريح" أحد الكتب المقررة عليها في البكالوريوس، والذي أصدره ثلاثة من دكاترة الكلية وهم: ا.د محسن محمد الغندور، ود. محمد الشوربجي، ود. إبراهيم أحمد أحمد السيد، وكتبوا علي غلافه قبل أسمائهم كلمة "إعداد". بدأت وقائع اكتشاف هذه المهزلة العلمية عندما طلبت "هاميس" ابنة الفنان أحمد الجنايني، الطالبة في كلية التربية النوعية بجامعة المنصورة من والدها أن يشرح لها المادة، ففوجئ أن كتابها الذي يحمل عنوان "التشريح"، هو نسخة طبق الأصل من كتاب يحمل عنوان "التشريح للفنانين" تأليف يوجين ولف، وترجمة دكتور محمد عبد الفتاح هدارة، وراجعه أحمد البطراوي، وأصدرته وزارة الثقافة والإرشاد القومي - الإدارة العامة للثقافة، الرسوم الأصلية للإنجليزي جورج تشارلتون، وأعد رسوم الكتاب المترجم الفنانة التشكيلية منحة الله حلمي، وطبع بمكتبة النهضة المصرية عام 1961. قال الجنايني: أثناء قراءتي للكتاب شعرت أنني قرأت نفس الكلام من قبل أكثر من مرة، وأن رسوم العضلات والعظام الموجود في الكتاب هي ما تعلمته ورسمته كثيرا بنفس أشكالها، فبحثت في مكتبتي ووجدت الكتاب الأصلي، وعندما قارنت النسختين وجدت أن حتي كلمة المترجم منقولة بالنص! وباقي الكتاب تم تصويره ضوئيا من كتاب "التشريح للفنانين" دون إضافة، وقد وجدت أخطاء كوميدية تفضح النقل غير الواعي للكتاب، فمثلا عدد الصور في الكتاب "المزور" 82 صورة، ولكن لأنه نقل حرفياً من الكتاب الأصلي، نجد في بعض الفقرات جملة (انظر شكل 163). وأضاف: لم أجد أي إشارة أو تنويه عن صاحب الكتاب الأصلي ولا رقم إيداع، ولا دار نشر والاغرب ان هؤلاء الدكاترة كتبوا علي غلاف الكتاب المنقول "إعداد"، هل الإعداد هو النقل الحرفي والتصوير الضوئي؟! فهذا يعد سرقة علمية ومجهود كل من قاموا به بدءا من المؤلف يوجين ولف إلي المترجم. وقد أضاف هؤلاء الدكاترة صفحات ملونة في آخر الكتاب، ليرسم عليها الطالب أجزاء من العظام كتدريب للتشريح وتسلم هذه الأوراق الملونة الي الدكتور الذي يدرس مادة التشريح حتي يأخذوا عليها درجات أعمال السنة! يعني لابد من شراء نسخة الكتاب للحصول علي الدرجات، والغريب أنني علمت أن الأسماء التي توضع علي غلاف هذا الكتاب تتغير بحسب من يدرس هذه المادة هذا العام، وهذه جريمة أخري تضاف لجريمة النقل الحرفي. وأضاف الجنايني: أطالب بالتحقيق مع هؤلاء الدكاترة، وسوف أتخذ الإجراءات الرسمية التي تحفظ حق الكتاب الأصلي.