هناك فى حارة برجوان بشارع المعز كان يقبع هذا المسجد الأثرى منسيا منذ زلزال القاهرة 1992، والذى أصاب حوالى 560 مبنى أثرياً بتصدعات وأضرار شديدة، ومنها مسجد أبو بكر مزهر الذى تم صلبه حينها بالأخشاب وظل على حالته تلك حتى الآن. المسجد فجأة أصبح حديث الجميع، إذ إن النحس لازمه طوال 26 عاما بعد الزلزال، جعله أيضا يتعرض لسرقة أجزاء من الحشوات النحاسية لباب المسجد، وهو ما رآه مسئولو الآثار يمثل خطورة على المسجد من تعرضه للسرقة، فقرروا نقل منبره المملوكى الرائع بعد تفكيكه إلى مخازن الآثار فى القلعة، وذلك كما قالت وزارة الأثار لحمايته وترميمه لحين عرضه فى أحد المتاحف. نقل المنبر أحدث جدلا كبيرا فى الآراء بين مؤيدين ومعارضين للفكرة، لكن ما اتفق عليه الجميع انتقادهم للطريقة التى تم فكه ونقله بها، والتى رأوها لا تليق بأحد أهم المنشآت المعمارية المملوكية، خاصة أن صاحبه لم يكن سلطاناً أو أمير او ما شابه، بل كان قاضيا جليلا وهو ما لم يكن معهودا أن يترك مثله مجموعة معمارية ضخمة مثل مسجد ومدرسة أبو بكر مزهر»فى حارة برجوان . وتاريخيا ينتمى الأثر لدولة المماليك الجراكسة، وصاحبه زين الدين أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مزهر المعروف بابن مزهر، ناظر ديوان الإنشاء (884 - 885 ه، 1479 - 1480م)، ويتوسطه صحن مستطيل مساحته (10 ×8.25)وارتفاعه 9.5 متر، ويغطيه سقف خشبى تتوسطه فتحة مثمنة الشكل شخشيخة طول كل ضلع منها 2.5 متر وارتفاعها 1.7 متر فتح بكل ضلع ثلاثة نوافذ مستطيلة. وفيما كانت أصوات مؤيدى نقل المنبر ضعيفة مقابل الرافضين، كانت الفكرة المطروحة فى شكل سؤال:هل كل منابر المساجد التى يخشى عليها من السرقة سيتم نقلها؟، والإجابة لا بد ان تتضمن أيضا ردا على سؤال أخر هو:كيف تنقلون المنابر وتتركون اشياء أسهل فى السرقة من المنابر؟!