أكد د. محمد حافظ دياب أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق أن فشل التجارب التنموية في المنطقة العربية واخفاق النخب في التعامل مع تجارب التحديث الغربية، وعجز التيارات القومية واليسارية عن تقديم مشروع متطور، هي أبرز العوامل التي ساعدت علي ظهور حركات الاسلام السياسي، مشيرا إلي أن تفعيل دور الأزهر الشريف، وتجديد الخطاب الديني، يعد أهم خطوات مواجهة خطر هذه التنظيمات علي المجتمع، بالاضافة إلي اقامة تجربة تنموية حقيقية، وتفعيل مبدأ سيادة القانون. جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذي أقيم ضمن الفعاليات الثقافية بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب أمس الأول، تحت عنوان "الحركات السياسية والإسلام" حيث استعرض دياب في كلمته أمثلة تبلور علاقة السياسة بالدين في التاريخ الإسلامي مستشهدا بالدولة الأموية والحركة الوهابية، حيث حاولت كل منهما الجمع بين الصبغة السياسية والصبغة الدينية، كذلك تقديم كل طرف باعتباره رديفا للمشروع الآخر. من جهته شدد د. محمود عزب استاذ الحضارة الاسلامية بجامعة السوربون علي اهمية الدور الذي لعبه الأزهر الشريف في اللحظات الفارقة في تاريخ مصر، بداية بالثورة التي قام بها الأزهريون علي نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية علي مصر، مرورا بالدور الوطني البارز في ثورة 1919 وتلاحمه مع الكنيسة ورفع شعار اتحاد الهلال والصليب، كذلك أثناء العدوان الثلاثي علي مصر عندما اعتلي الزعيم جمال عبد الناصر منبر الأزهر ودعا الشعب للقتال، وانتهاء بالدور البارز للأزهر أثناء ثورة "25 يناير".