تخطو الدولة خطى ثابتة نحو تنمية الثروة السمكية، والنهوض بالإنتاج السمكى، لتوفير البروتين الغذائى للشعب المصرى، حيث تم البدء فى بناء استراتيجية لتنمية الثروة السمكية تقوم على البحث عن فرص جديدة للصيد البحرى، والاهتمام بالبحيرات المصرية، والتوسع فى عمليات الاستزراع البحرى. قال الدكتور أشرف يوسف الدكر، عميد كلية الاستزراع المائى والمصايد البحرية بجامعة العريش: إن هناك قطاعا كبيرا من المصايد الطبيعية المتاحة لنا فى مصر لا يتم استغلالها نتيجة سوء التعامل معه، وكان لا بد من دراسة استغلال المياه الاقتصادية، حيث إن قانون الصيد الدولى يعطينا الحق فى استغلال المسطحات البحرية الموجودة حتى مسافة 200 ميل بحري، إلا أننا لا نستغل سوى مسافة 12 ميلا بحريا منها، ونترك 188 ميلا فى مياه البحر دون أى استغلال أو استفادة. وأضاف: من هنا بدأ التفكير فى بناء استراتيجية تنمية الثروة السمكية، وأنه علاوة على الاهتمام بالبحيرات الشمالية، قد تم عمل مشروع لإنقاذ البحيرات تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، والبدء ببحيرتى المنزلة والبرلس وإزالة التعديات عليهما، إلى جانب توسيع البواغيز وإزالة رواسب الإطماءات وعمل قنوات شعاعية لتجديد حركة المياه، وبالتالى زيادة إنتاجيتها من الأسماك لتوفير البروتين الحيوانى لخدمة الطبقات محدودة الدخل. ولفت الدكر إلى أن الاستراتيجية تعتمد على التوسع فى الاستزراع البحرى باستغلال المثلث الذهبى الذى يعتمد على المياه المالحة والغذاء والطاقة، وذلك بإنتاج الأسماك التى تمثل البروتين الحيوانى، واستغلال المحلول الملحى شديد الملوحة فى تربية حيوان الأرتيميا، كما يمكن عمل تحلية للمياه بعد استخدامها فى الاستزراع السمكى بما يسمح بزراعة المحاصيل النباتية لوجود مياه مسمدة بها مادة عضوية تفيد النبات بزيادة إنتاجية الفدان بما يعادل 18%. وتابع: أما الطاقة فتوجد مساحات كبيرة من السبخات والسياحات التى يمكن تربية الطحالب بها، التى تحتوى على نسبة الزيت بنحو 40% لإنتاج الوقود الحيوى، وبالتالى يمكن إنتاج مسحوق السمك من الطحالب بما يوفر 65% من الأعلاف السمكية بدلا من استيراده، منوها إلى أن هناك مشروعا على قناة السويس على مساحة 6000 كم2، حيث افتتح الرئيس السيسى المرحلة الثانية منه أواخر عام 2017، ويجرى العمل فى المرحلة الثالثة, وكذلك مشروع غليون، ومشروع سهل الطينة بمنطقة شرق التفريعة الذى يعتمد على الأحواض السمكية والأقفاص البحرية ب100 قفص لتربية ونمو 150 نوعا من الأسماك الاقتصادية والمطلوبة عالميا مثل الدنيس والقاروض، فبرغم انخفاض أسعارها إلا أنها تحقق عائدا. وأشار إلى أنه يمكن كذلك تربية الجمبرى لتوفير نحو 50% من الكميات المستوردة التى تصل إلى 400 ألف طن سنويا، علاوة على تربية أنواع أخرى من الأسماك رخيصة الثمن لتوفير البروتين الحيوانى لمحدودى الدخل، وأهمها: السيجان والبلطى الأحمر والأزرق, وذلك بالاعتماد على الموارد البشرية المتوافرة فى مصر لتحقيق ملامح الاستراتيجية التى تسعى إليها الدولة التى تلقى اهتماما مباشرا من رئيس الجمهورية. وعلى صعيد متصل تستعد محافظة كفرالشيخ، لافتتاح 288 منفذا جديدا فى مختلف مراكز ومدن وقرى المحافظة خلال الأيام المقبلة، لاستقبال وبيع منتجات مزرعة بركة غليون من الأسماك بأقل من الأسعار الحالية بالأسواق بنسبة 20%، علاوة على أنه سيتم بيع أسماك البركة لأبناء المحافظة بنسبة أقل من 10% من الأسعار التى سيتم البيع بها فى المحافظات الأخرى. وقال اللواء السيد نصر، محافظ كفرالشيخ: إنه سيتم ضخ كميات كبيرة من أسماك بركة غليون بأنواعها المختلفة منها: البلطي، والجمبري، والفيليه، والبوري، والوقار، والدنيس، والقاروص، داخل المنافذ التى سيتم افتتاحها داخل المحافظة، مشيرا إلى أن منتجات مزرعة بركة غليون من الأسماك سترفع إنتاج المحافظة من الثروة السمكية إلى 75%، الأمر الذى يؤدى إلى انخفاض الاستيراد الخارجى من الأسماك كل عام.