انشئ مستشفى «ناصر العام» بمدينة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية عام 1971 وبدأ العمل به فى أحداث حرب أكتوبر 1973، وتم إحلاله وتجديده عام 2013. الدولة نجحت من خلال تطوير المستشفى لتحويله من مبنى عشوائى إلى صرح طبى عملاق يقدم خدماته الصحية للأهالى جميعا بعد دعمه بكل الأجهزة، والأدوية والتخصصات الطبية، الأمر الذى مكنه من إجراء أدق وأخطر العمليات الجراحية للمرضى بل أنقذهم من اللجوء إلى المستشفيات الخاصة التى تقصم تكاليفها ظهر المعافى قبل المريض. وبلغت مراحل تطوير المستشفى نحو 163 مليون جنيه، ويتكون من 3 مبان على مساحة 22 ألف متر مربع، ويحتوى على 123 سريرا, ويشمل 14 قسما للتخصصات المختلفة, و15 حضانة أطفال مبسترين، و6 غرف عمليات، و28 ماكينة غسيل كلى، بالإضافة إلى 15 جهاز تنفس صناعى رعاية مركزة، و10 أجهزة تنفس صناعى حضانات, وجهازين غازات الدم. ويضم «ناصر العام» أيضا 6 عيون ثلاجة حفظ الموت، و8 غرف إفاقة، و12 غرفة ملاحظة استقبال، إلى جانب 30 عيادة خارجية تشمل جميع التخصصات العامة والدقيقة، كاملة التجهيزات الطبية، ويضم نحو 198 طبيبَا، و300 ممرض، إضافة إلى قسم المعامل الذى يشمل معامل «أمراض الدم التحاليل الكيميائية الطفيليات الميكروبايولوجى والمناعة الطوارئ» وبنكًا للدم. أجهزة وكوادر طبية كما يحتوى المستشفى على قسم للعناية المركزة، عبارة عن 3 قاعات كبرى، تشمل 28 سريرًا، و15 جهازًا للتنفس الصناعى، و3 أجهزة غسيل كلوى جاف، و28 مونيتور مراقبة مريض، وجهاز تحليل غازات دم وأجهزة صدمات وأجهزة رسم قلب، فضلًا عن تواجد قسم للأشعة يشتمل على وحدة أشعة مقطعية حديثة وجهازى أشعة سينية ثابتة وجهاز موجات فوق صوتية على القلب وجهاز موجات فوق صوتية و2 أشعة متحركة. وتخفيفا للأعباء المالية عن المرضى، تجد هناك حرصا شديدا على توفير جميع الأدوية، بالإضافة إلى تكليفات وتعليمات مشددة للأطباء، بعدم كتابة اى أدوية من خارج المستشفى، حيث يتم التعاون مع قسم الصيدلة التابع لمديرية الصحة، وما لم يتم توفيره تقوم إدارة المستشفى بشرائه من الميزانية الخاصة به. «أميرة على» 27 سنة، ومقيمة بشبرا الخيمة، حضرت برفقة نجلتها «جنة» التى لم تتجاوز شهرين، أول طفلة لها، حيث تعانى نزلة شعبية «التهابات شديدة بالرئتين» ما جعلها مستمرة فى البكاء ليل نهار، ورغم أنها ذهبت بها إلى أكثر من طبيب بالعيادات الخاصة إلا أنها لم تتماثل للشفاء، الأمر الذى دفعها للذهاب إلى مستشفى «ناصر العام» وبعد توقيع الكشف على نجلتها، قرر الأطباء حجزها بقسم الأطفال نحو 10 أيام، وكان يتم عمل 7 جلسات لها يوميا حتى تحسنت صحتها كثيرا مقارنة بقبل توافدها للمستشفى. خدمات مميزة والدة «جنة» أكدت قيامها بعمل تحاليل وأشعة على الصدر بمبالغ عالية، ونظرا لعدم قدرتها على استكمال العلاج لنجلتها ذهبت بها إلى مستشفى «ناصر العام»، خاصة أن الخدمة الجيدة وانخفاض ثمن الأشعة، مقارنة بأسعار الخاصة.. وفى قسم النساء والتوليد، تقول نورا حمدى، 33 سنة: إنها تقوم بالمتابعة لدى طبيب نساء وتوليد، لكن شعرت بألم الولادة فى الساعة الخامسة والنصف فجرا، فذهبت إلى المستشفى، وفى السادسة صباحا دخلت غرفة العمليات وأنجبت طفلا كان بحاجة إلى الاحتجاز فى حضانة، وبالفعل تم احتجازه بقسم الحضانات داخل المستشفى. علما بأن تكلفة الولادة فى المستشفيات الخاصة، مرتفعة للغاية، وفقا لما أفصحت عنه «نورا»، حيث أوضحت أنها كانت ستحمل الأسرة نفقة عالية مقابل حجز المولود بقسم الحضانات، قائلة: «ربنا عالم بظروفنا كان ابنى هيموت لو وضعته فى مركز متخصص لإنى مش كنت هقدر أدخله حضانة خاصة». وفى قسم العظام، يقول محمود نصر، 28 سنة، ويعمل سائقا ومقيم بالقناطر الخيرية: إنه تعرض لحادث سير فى القناطر وتم تحويله إلى مستشفى قليوب، ولعدم وجود إمكانات به تم تحويله إلى مستشفى «ناصر العام»، وتم إجراء عملية جراحية بالوجه والفكين، وكسر بالقدم، مؤكدا أن المستشفى أنقذ حياته بعد أن فقدت أسرته الأمل فى شفائه بسبب حالته الخطرة وتعرضه لإصابات بالغة إثر الحادث، مشيدا بوجود كوادر طبية بالمستشفى وجميع الأدوية. ملائكة الرحمة لم يختلف الوضع بالنسبة لقسم عناية القلب، حيث توضح فاطمة حامد، 54 سنة، من مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، أنه تم احتجازها منذ 8 أيام، حيث كانت فى حالة خطر، مؤكدة أن حالتها فى تحسن بفضل الخدمة الطبية الجيدة من الأطباء والتمريض، منوهة إلى أن المستشفى أصبح يوفر لها الأدوية التى كانت تضطر إلى شرائها من الخارج، وأصبحت تتناولها فى مواعيدها بعدما كانت تأخذ الجرعات فى أوقات متأخرة نظرا لظروفها المعيشية الصعبة. «أمانى السيد» 38 سنة، كانت تعانى من صداع مزمن، منذ أكثر من عام، يتسبب فى فقدها للوعى، وذهبت لأطباء فى تخصصات المخ والأعصاب والقلب، وأنف وأذن وحنجرة، وقامت بإجراء أشعة وعمل تحاليل دم على نفقتها الخاصة، لكنها لم تكشف عن سبب مرضها، لكن فى نهاية المطاف توجهت إلى مستشفى «ناصر العام» وقامت بإجراء الأشعة المطلوبة للمخ والقلب، وتم تشخيص حالتها الطبية بشكل صحيح وتناولت الأدوية الصحيحة لحالتها، فتحسنت على أثرها وتخلصت من آلامها. الأمر الذى جعل «أماني» تشيد بالخدمة المقدمة والأجهزة والمعدات الطبية والكوادر الطبية التى كانت سببا فى شفائها بعد فترة طويلة من عدم القدرة على تحمل الآلام، فضلا عن استنزافها ماديًا فى مراكز الأشعة والتحاليل الخاصة لعمل الفحوصات مقارنة بالمستشفى. أما قسم المعامل، فتقول نجلاء جمال، 28 سنة، ومقيمة بمسطرد: إنها قامت بإجراء تحاليل لنجلها، حيث يعانى من أنيميا الفول وقامت بإجراء تحاليل بمراكز متخصصة بمبالغ عالية تصل نحو 1500 جنيه، لكن بعد 6 أشهر وتكرار التحاليل لم تتكلف 500 جنيه بالمستشفى، مؤكدة أنها حصلت عليها خلال ساعات فى الوقت الذى انتظرت فيه المراكز المتخصصة أسبوعا. تسكين آلام الفقراء إلى ذلك قال الدكتور محمد ناجى، مدير مستشفى ناصر العام: إن الإمكانات الطبية والأجهزة الحديثة جعلت مستشفى «ناصر العام» ينجح فى إجراء 650 عملية جراحية خلال شهر يناير الماضى، حيث بلغ عدد المترددين بالعيادات الخارجية نحو 23 ألفا و441 مريضا، وعلى قسم الاستقبال بلغ 17 ألفا و760 مريضا بمحافظة القليوبية والمناطق المجاورة لها، منوها إلى أن المستشفى استقبل أجهزة حديثة، بينها: جهازا كيمياء أتوماتيك، وجهاز تحليل المخدرات، وهما جهازان نادرا ما تجدهما فى مستشفى مركزى وذلك لتقديم خدمة جيدة. وكشف الدكتور بهاء الدين كمال، تخصص أمراض روماتيزم القلب ب»ناصر العام»، عن أن المستشفى نظم «برنامجا قوميا للقضاء على روماتيزم القلب» برئاسته، وتحت إشراف الدكتور علاء الغمراوى، مدير عام البرنامج بوزارة الصحة، للكشف المبكر والمسح الشامل عن مرض روماتيزم القلب لأبناء محافظة القليوبية، بدءا من سن 4 سنوات حتى 25 سنة، حيث تعتبر تلك المدة الأكثر تعرضا للإصابة بروماتيزم القلب، وذلك من خلال عمل أشعة تليفزيونية على القلب «إيكو» للطلبة، والتوعية بالمرض وخطورته وطرق انتقاله وكيفيه الوقاية منه. وأضاف: يتم الفحص بعيادة المستشفى، وأيضا توجه فريق طبى من المستشفى للمرور بالمدارس، وعمل قوافل صحية بالقرى والمراكز، حيث تم فحص 385 حالة، بينها 31 حالة إيجابية من إجمالى 31 مدرسة بنسبة 8%، بينما بلغ عدد الحالات التى تم فحصها بالمركز الدائم بعيادة المستشفى 560 حالة، من بينها 145 حالة إيجابية، وفى قافلة بقرية سنهور تم فحص 51 حالة بينهم 3 حالات إيجابية، موضحا أن روماتيزم القلب هو زيادة فى ضربات القلب مع الشعور بالأرق فى أقل مجهود، أما روماتيزم المفاصل فهو التهاب متنقل بالمفصل الكبرى مع تورم واحمرار. جميع التحاليل وقالت الدكتورة سها عبدالكريم، مدير المعامل بالمستشفى: إن معامل تحاليل بالمستشفى تحظى رضاء المرضى، حيث تتم بأرخص الأسعار، وبأحدث الأجهزة المتطورة، مع توافر الدقة والسرعة فى استخراج النتائج، وذلك على مدار 24 ساعة، وتشمل التحاليل «الكبد الكلى - أنزيمات القلب الدهون الثلاثية الكوليسترول السكر الكالسيوم الفسفور الماغنسيوم - الفيروسات بى وسى إيدز الهرمونات الغدة الدرقية مزارع الدم والبول البصاق ودلالات الأورام لسرطان الكبد أبحاث الدم صور الدم السيولة جرثوم المعدة السموم المخدرات الطفيليات الميكروب السبحى - سرعة الترسيب - الروماتويد». وأكد الدكتور خالد رزق، وكيل «ناصر العام»، وجود جميع الأجهزة الحديثة، لكن ينقص المستشفى «ترصيص وحدة قسطرة قلب»، مطالبا بتجهيز وحدة لتوفر على المريض الخروج من المستشفى لعمل قسطرة والعودة له مرة أخرى، خاصة أنه يوجد طبيبان تخصص لتشغيل القسطرة ويوجد مقر لها، لكن ينقصه وحدة القسطرة، حيث يوجد 10 أسرة عناية قلب وذلك رفقة بالمرضى. حلم طال انتظاره وكشف الدكتور حمدى الطباخ، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، عن أن المستشفى صرح طبى عملاق، ومن حظ مدينة شبرا الخيمة أن هذا المستشفى على أرضه، قائلا: «دلوقتى القليوبية فيها نهضة صحية متكاملة بعد ما كنت تذهب المستشفى ما تلاقيش علاج»، مؤكدا أن «ناصر العام» لن يكون مجرد مستشفى تقليدى، حيث يقدّم خدمة عالية، ويعالج الحالات الحرجة من جميع المناطق والمدن المجاورة والقاهرة. وقال الطباخ: إن وصول المستشفى إلى هذا المستوى كان حلما، وها هو الآن يتحقق هذا الحلم للمحافظة، كما أنه يعد صرحا طبيا تم تطبيقه، وتم تحقيقه بمجهود كل المسئولين، مكلفا الأطباء وطاقم التمريض بضرورة التواجد والاهتمام بالمرضى، مؤكدا ضرورة نظافة المستشفى والتعامل مع أى حالات طارئة، قائلا: «لا مكان للمقصرين.. ونتعامل بكل حزم ونحيل المخالفين للتحقيق». حقن المفاصل ينهى ألم «فرماوى» «هويدا فرماوى» 45 سنة، من شبرا الخيمة، تم حجزها بالمستشفى، حيث كانت تعانى التهابات شديدة فى القدم وكان يتم علاجها ب «الحقن» فى المفاصل، وفور وصولها المستشفى، تم إجراء الفحوصات الطبية والأشعة اللازمة التى كشفت عن وجود اشتباه بالإصابة بأورام فى قدمها، مشيدة بوجود خدمة طبية وتوفير الأدوية لها وحضور التمريض فى مواعيد الدواء. بعد انتظار نحو أكثر من 8 سنوات، جاء أول مولود ل»السيد عبدالخالق»، 43 سنة، ومقيم بشبرا الخيمة، وذلك بعد إجراء عملية حقن مجهرى، لكن فور الولادة وتوقيع الكشف الطبى على الجنين وجد أنه بحاجة إلى حضانة أطفال، فتوجه به إلى مستشفى «ناصر العام» حيث انخفاض التكاليف والاهتمام بنجله.
