لم تكد تفيق كرة القدم المصرية من أزمة خطاب تحذير الاتحاد الدولى (فيفا) من التدخل الحكومى، حتى دخلت فى حسابات الصراعات الخاصة لرئيس الاتحاد المهندس هانى أبوريدة الذى قرر عدم الاستسلام، وأقدم على خطوة ربط جميع مصالح اتحاد الكرة الاقتصادية بمستقبله ومصيره فى مقعد رئاسة الجبلاية، مستثمرا صداقته الشخصية بثنائى القوة المالية فى السوق حاليا رجل الأعمال الشهير أحمد أبوهشيمة، ورئيس شركة «برزنتيشن» محمد كامل الراعى الرسمى لاتحاد الكرة، وبدأ أبوريدة فى التحرك الفعلي، عقب تأهل المنتخب الوطنى إلى كأس العالم المقبل بروسيا 2018، حيث فاجأ الجميع بالتراجع عن وعوده السابقة، ورفض طلب قائد الفريق عصام الحضرى المحترف بصفوف التعاون السعودي، والخاص برفع قيمة مكافآت اللاعبين بعد التأهل رسميا، وأكد أنه ملتزم فقط بما تقره اللائحة المالية وأنه لا يعرف قيمتها تحديداً واقسم على ذلك، وأوضح أبوريدة أن ميزانية الاتحاد لا تتحمل صرف مكافآت مثل الاتحاد السعودى الذى حصل لاعبوه على 5 ملايين ريال سعودي، مما سبب صدمة للاعبين الذين انشغلوا وقتها بمقابلة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، ومن بعده السفر والتوجه مباشرة إلى أنديتهم المحترفة، دون أن يستوعب أحد أسباب موقف أبوريدة المغاير، لكن مصدر داخل اتحاد الكرة كشف ل«روز اليوسف» وفسر الموقف قائلا «أبوريدة ينوى الاستحواذ على المنتخب الوطنى الأول، لدرجة أنه لا يمانع فى تكوين رابطة الأندية المحترفة التى ستخطف من الاتحاد تنظيم المسابقة الكبرى الدورى العام، بل قام بنفسه وبادر بالاتصال برئيس الاتحاد السابق جمال علام كنوع من أنواع الترضية على مجهوده لإقناعه بالدخول فى لجنة الأندية، كما أنه بارك اجتماعا تم فى منزل رئيس اتحاد الكرة الأسبق سمير زاهر، المرشح لرئاسة الرابطة، من أجل وضع النقاط الأخيرة للائحة وموعد الانتخابات، وسط حضور ممثلين للأندية، فضلا عن قطعه لذراع عضوى المجلس مجدى عبد الغنى وحازم إمام، على خلفية عدم رضاهما عن أداء المدير الفنى للمنتخب هيكتور كوبر، بل طلب منهما عدم التدخل نهائيا فى أمر المنتخب فى وجوده، بدعوى شكوى كوبر منهما، ومن تصريحاتهما الإعلامية ضده، أما باقى الأعضاء فهم فى المتناول بالنسبة لأبوريدة». ويعد من بين أدوار رابطة الأندية التى يعتبرها الكثيرون حلا مثاليا وصحيحاً للكرة المصرية، التفرغ لإدارة المسابقات المحلية، مع محاولة خلق مسابقات أخرى بخلاف الدوري، حال توافر الوقت لذلك، فالرابطة عبارة عن مجلس إدارة، يتولى تسويق الدوري، وتوزيع نسب الأندية، ويمتلك لجان تحكيم خاصة بفض المنازعات، وكل ما يخص لعبة الكرة، عدا عنصر التحكيم فهو تابع لاتحاد الكرة، وكذلك شئون اللاعبين، ولكن قيد اللاعبين يكون بالاتفاق مع الرابطة، سواء الأجانب أو المصريين، على أن يتفرغ اتحاد الكرة لإدارة شئون المنتخبات الوطنية المختلفة ورأسها الفريق الوطنى الأول، بعد ضمان التأهل إلى المونديال، وهو ما يرغب فيه بقوة أبوريدة، كون المنتخب محط الأنظار والاهتمام فى الفترة المقبلة من ناحية، ومصدر الدخل الاقتصادى فى الجبلاية من ناحية أخري، الأمر الذى دفعه لتأجيل تفعيل عقد الرعاية الجديد، بدعوى الانتظار إلى التأهل الروسي، وعاد مجددا للتأجيل بدعوى انشغاله بخطاب الفيفا، وتشمل قيمة العقد الجديد المتفق عليه شفهيا ما بين أبوريدة وكامل 450 مليون جنيه، كما تم الاتفاق مع الشركة الراعية على تخصيص 45 مليون جنيه مكافآت للمنتخب فى حال التأهل للمونديال، بعد الفوز بحقوق رعاية الجبلاية حتى 2022، وسوف يتم تفعيل عقد رعاية الجبلاية مع الشركة الراعية فى الوقت الذى يحدده أبوريدة، دون أى ممانعة من كامل، كما تنتظر خزينة اتحاد الكرة 100 مليون جنيه من قيمة العقد المتفق عليه مبدئيا خلال خمس سنوات المقبلة بواقع 90 مليون جنيه فى الموسم، فضلا عن سداد قيمة خطاب الضمان الذى يقدر ب20 مليون جنيه، كلها ملايين تنتظر إشارة أبوريدة، الذى تحكم أيضا وعطل مكافآت أبوهشيمة للاعبى المنتخب. لم ينجح أبوريدة فى تعطيل أموال شركة الملابس «أديداس» لرعاية قمصان الفراعنة، لأن الاتفاق خارج عن سيطرته، حيث سبق وأبرم العقد نائب رئيس اتحاد الكرة السابق حسن فريد بمقر الشركة فى ألمانيا، والذى يقضى بالحصول على 700 ألف يورو أى ما يوازى 16 مليون جنيه، وفقا للعقد، حال التأهل للمونديال، و300 ألف يورو عند التأهل لدور ال16، و500 ألف يورو حال التأهل لربع النهائي، و700 ألف يورو فى حالة التأهل لنصف النهائي، ومليون يورو حال التأهل للنهائي، و2 مليون يورو فى حال الفوز بكأس العالم، وسبق وحصل اتحاد الكرة على 300 ألف يورو مكافأة صعود المنتخب لنهائى كأس الأمم الإفريقية فى الجابون، فضلا عن مضاعفة اللائحة المالية الخاصة بالمونديال من قبل الفيفا، بعد أن كانت 1,5 مليون دولار لكل منتخب فى مونديال البرازيل الأخير 2014، ليتم إقرار الزيادة ب3 ملايين دولار حتى يتمكن كل فريق من الاستعداد بشكل جيد كما سيحصل الفريق الذى يخرج من دور المجموعات على ثمانية ملايين دولار، حتى رحلة الإمارات المقبلة والتى تسبق مباراة غانا فى ختام مشوار التصفيات المؤهلة إلى المونديال، جاءت بقرار من الدولة كنوع من التكريم فى البلد الشقيق على انجاز التأهل، وليست بمساعى من أبوريدة، ليبقى مصدر قوته النهائى فيما يملكه كامل وأبوهشمية من أموال وعلاقات، ومن بين تلك الاستثمارات تخصيص حزمة مباريات ودية، ومعسكرات خارجية مكلفة جدا، استعدادا للمونديال، وجاءت الاتفاقية الأولى بناء على الاتصالات المبدئية الاستقرار على ما يزيد عن 10 مباريات حتى الآن بقيمة تتجاوز ال13 مليون جنيه ستحصل عليها الجبلاية، وجار زيادة عدد المباريات وتحديد أسماء المنتخبات، بعد إعلان القرعة النهائية المنتظر اقامتها فى الأول من ديسمبر بقصر الكرملين. عملية الاستحواذ من جانب أبوريدة هدفها امتلاك أوراق ضغط جماهيرية واقتصادية أمام وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبد العزيز، بعد أن تمسك الأخير بإجراء انتخابات مبكرة فى اتحاد الكرة كغيره من باقى الاتحادات والأندية فى 30 نوفمبر المقبل، ووصل الأمر إلى الفيفا عبر مندوبه الدائم فى القاهرة، والذى صور المشهد على أنه صدام بين اتحاد الكرة والدولة المصرية، حيث يحق لمجلس أبوريدة الاستمرار حتى 2020، لينذر كعادته الفيفا بخطاب شديد اللهجة مساندا فيه نظيره الاتحاد المصرى للعبة، ولوح باتخاذ عقوبات قوية تصل إلى تجميد النشاط، وتبخر حلم اللعب فى مونديال روسيا فى حال ثبوت وجود أى تدخل حكومى فى شئون الاتحاد.