نقيب الأشراف من المناصب الدينية المهمة ليس في مصر وحدها وإنما في العالم الإسلامي اجمع حيث يحمل علي عاتقه مهمة قيادة ابناء أطهر نسب في العالمين وهم الأشراف المنتمون لنسل الرسول صلي الله عليه وسلم، ويتولي منصب نقيب الأشراف حاليا السيد محمود الشريف الذي استطاع في فترة وجيزة إبراز عمل نقابة الأشراف ومحاولة إخراجها من المحلية إلي العالمية. ولقد كان ل" روزاليوسف" لقاء من نقيب الأشراف للتعرف منه علي رؤيته في العديد من القضايا لا سيما مع حلول شهر رمضان المبارك، وكذلك القاء الضوء علي حياته خلال الشهر الكريم، وهو ما يتضمن الحوار التالي: في البداية كيف تري رمضان بعد الثورة؟ - رمضان هو رمضان شهر سماحة، ولكن ما نرجوه في هذا الشهر الفضيل بعد الثورة أن تتوحد الصفوف ونجعله فرصة للانطلاق نحو تقدم مصر اقتصاديا، وما يألمني هو استمرار ارتفاع الاسعار واطالب ثوار التحرير ان يتبنوا مشروعًا لمساعدة الفقراء، خاصة ان هناك زيادة كبيرة في الأسعار واناشد التجار. وهل اختلف رمضان في حياة نقيب الأشراف بين الماضي والحاضر؟ - لقد استمتعت بطفولتي برمضان اكثر من الآن وذلك راجع الي انني لم احمل المسئوليات التي أحملها اليوم، فعندما كنا أطفالاً في بلادنا كان طعم رمضان اكثر سعادة، وكان والدي حريصًا علي السؤال عن الجار وعمل موائد لإفطار الفقراء، وكانت والدتي اخر من يفطر وكانت تفطر في صلاة العشاء بعد ان تكون اطمأنت علي جميع من يفطر. أما رمضان اليوم فأعيشه في عمل في الصباح وبعد الافطار نتجمع لصلاة العشاء والتراويح حيث تكون في أماكن مختلفة ثم نقضي الليل في قراءة الكريم، ولكن رمضان ما زال هو شهر المودة والتواصل، كما تكون هناك جلسات لبعض المشايخ والمحبين، كما يكون هناك افطار جماعي مع مشايخ الصوفية واقوم بتخصيص يوم للسفر لسوهاج، حيث إنني حريص علي زيارة صديقي المسيحي الانبا باخوم مطران سوهاج في رمضان، واقوم بالافطار معه في وجود اصدقاء مسيحيين. وما الجديد الذي تقوم به نقابة الأشراف في رمضان حاليا؟ - في رمضان هناك اقتراحان ستقوم النقابة بتنفيذهما الاقتراح الأول تكريم اسر الشهداء، اما الاقتراح الثاني فهو توزيع أموال علي الجمعيات الخيرية. تكريم أسر الشهداء ما الذي تحاول نقابة الأشراف تقديمه لمصر بعد ثورة 25 يناير؟ - نقابة الأشراف هي جزء من المجتمع وتحاول العمل علي المساهمة في النهوض بمصر، ولقد قامت النقابة في هذا الإطار بدعوة أبناء الأشراف في السعودية والدول العربية إلي زيارة مصر بلد الأمن والأمان، وزيادة حجم الاستثمارات فيها، فالدول العربية والإسلامية إذا كثفت من تواجدها الاستثماري في مصر فسوف تعود فائدة هذه الاستثمارات علي العالم الإسلامي كله. إن مرحلة ما بعد 25 يناير هي انطلاقة كبيرة للتعاون ما بين الشعوب العربية والإسلامية التي تبني علي المصلحة المشتركة لخدمة القضايا القومية، والشعوب الإسلامية لن تقبل في هذه المرحلة إلا مزيداً من العدل والإنتاج والترابط لدعم وحدة هذه الأمة وتطبيق قوله تعالي "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا" قولاً وعملاً. وما الهدف الرئيسي لعمل النقابة؟ - نقابة الأشراف نقابة ليست وليدة اليوم ولكن هي وليدة تاريخ كبير جدا فعمرها ما يقرب من 1200 عام والهدف منها هو تجميع أنساب آل بيت الحبيب المصطفي وكان لها اهداف ولا زالت اولها الدعوة الإسلامية والمنهج فيها الوسطية والاعتدال وعدم التطرف وتوصيل رسالة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم بالرحمة والحب. ولنا هدف آخر وهو الهدف المجتمعي لتواصل أبناء الأشراف مع ابناء المجتمع بصفة عامة، ويكونون قدوة للآخرين، بالإضافة إلي خدمة أبناء السيرة النبوية في حل مشاكلهم وموضوعاتهم والاهتمام بهم . إذا انتقلنا إلي نقطة اخري وهي عضوية النقابة، هل توجد شروط بعينها لتلك العضوية مع إثبات النسب؟ - عدد أبناء الأشراف في مصر يصل إلي 7 ملايين تقريبا ويضم بينهم كل الفئات المختلفة، والتيارات والمذاهب المختلفة ولا نبحث عن مذهب من ينضم أو فكره لأن النسب الشريف عندما يتم تأصيله لا نعترض علي عضوية صاحبه بالنقابة تبعا لمذهبه، حيث إن النسب الشريف يحمل صاحبه مسئولية الاقتداء بالحبيب صلي الله عليه وسلم. ولا يوجد رفض لأي شخص سواء كان شيعيا أو سنيا، فلا ننظر في المذهبية ولكن ننظر في النسب مع الأخذ في الاعتبار أن القاعدة الأساسية المبني عليها عمل نقابة الأشراف هو احترام صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم، واحترام أمهات المؤمنين. كيانات غير شرعية في الفترة الحالية سمعنا عن وجود كيانات تظهر لتكون موازية لنقابة الأشراف مع أن النقابة لا تمنع انضمام أحد إليها، فما تحليلك لذلك؟ - علي مدي العصور تحاول بعض الجهات إنشاء كيانات أخري ولا نرفض أي كيان طالما أنه شرعي والجهة الوحيدة التي ينبغي أن يحافظ عليها أبناء الأشراف هي نقابة الأشراف، لأنها المرجع الوحيد علي مستوي العالم في إثبات نسب ابناء الأسرة النبوية، يرجع لها أبناء الأشراف علي مستوي انحاء العالم في إثبات النسب الشريف. ولا نحارب احدًا، ولكن دائما وأبدا نطالب الحفاظ علي تلك الأسرة وقيمتها ووجود أي كيان للنسب الشريف معترف به بشكل شرعي لا نعترض عليه ونرحب به، ولكن نقابة الأشراف في مصر تجب أي كيانات اخري تظهر في مصر لأبناء الأشراف. وأضاف أنه لو قام أحد أعضاء النقابة بالانضمام لكيان غير شرعي يحاول أن يوازي نقابة الأشراف في مصر فإن اقصي إجراء يتم اتخاذه هو عدم توليه أي منصب بالنقابة، ولكن لا يتم شطب عضويته. ماذا عن تدويل عمل نقابة الأشراف في مصر؟ - نحن الآن بتنسيق كامل مع جيمع أبناء الأسرة النبوية في أغلب دول العالم أنشأنا لجنة عليا لتحقيق الأنساب تضم نسابة تلك الدول ليكون لهم مرجع أساسي ونطلعهم علي الشجرات الأساسية للنسب في النقابة حتي لا يتم التدليس عليهم في تحقيق النسب الشريف وهذا الأمر تم التنسيق حوله مع نسابة مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمغرب والأردن واليمن، كما يوجد اتصال بعض اخواننا في اندونيسيا وماليزيا من الأشراف من أجل إنشاء لجنة عليا ترجع إلي جميع الأنساب والمخطوطات التي تملكها نقابة الأشراف ويتم التنسيق لعقد اجتماعات دورية لمناقشة أي مشكلات تتعلق بالنسب الشريف، فنسير علي أساس علمي. ومع اتصالنا مع المراكز المختصة بالأنساب بدأ يتدفق علينا من يريد تحقيق نسبه من كل دول العالم، ولدينا قسم لجميع روابط السادة الأشراف حول العالم ونبحث حاليًا من خلال شرعية كل دولة نحاول فتح فروع للنقابة في انحاء العالم وهناك بعض الدول تقوم الآن بالتنسيق معنا لتحقيق عالمية تحقيق الأنساب وتوحيدها، مؤكدا انه لا دخل لنقابة الأشراف بسياسة أي دولة. كان في الماضي تثار العديد من الشكاوي من صحة أنساب بعض المنتمين للأشراف، فما حقيقة الوضع حاليا؟ - لقد أنشأنا مركزًا علميا متطورًا لمواجهة أي خطأ في مسألة النسب وعندما يكون هناك اعتراض من اي شخص في نسب أي عضو بالنقابة نتحقق من الشكوي وندقق فيها بشكل كامل لإبداء الرد في الشكوي بشكل علمي ودقيق، لافتا إلي أن عدد الشكاوي اليوم في عدم تحقق نسب بعض الأعضاء لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.