شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس، الاحتفال بعيد العلم، وذلك بحضور رئيس مجلس النواب، والسيد رئيس مجلس الوزراء، والإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين، فضلاً عن عدد من كبار العلماء ورؤساء الجامعات والمعاهد البحثية والشخصيات العامة وشباب الباحثين والمتفوقين. وفِى كلمته توجه الرئيس لعلماء مصر برسالة تقدير وأمل فى عيد العلم، وقال إن التقدير لعطائكم وجهدكم وإخلاصكم فى تعلُّم وتعليم المعرفة والعلم، وأمّا الأمل ففيما تنتظره منكم بلادكم من مزيد من الجهد والعمل والإبداع، لسد الفجوة بين قصور الواقع وطموح الآمال. رسائل الرئيس وفند الرئيس فى كلمته مجموعة من الرسائل التى تعكس حرص القيادة السياسية والدولة على الاهتمام بالعلم والمبتكرين هى: أولا: عندما توليت المسئولية حرصتُ على الفور على الالتقاء بشباب المبتكرين، ثم بأعضاء أكاديمية الشباب المصرية للعلوم، ثم عقدنا عيد العلم بعد توقف، واستمرت لقاءاتى بصفة مستمرة بالقائمين على البحث العلمى وقياداته وعلماء مصر فى الداخل والخارج، للاستماع لهم، والاهتداء بآرائهم ونتائج أبحاثهم فى كيفية تطوير هذا الوطن، وتحقيق تطلعات شعبه العظيم، وفى كل ما سبق، فإن الرسالة كانت دائماً أن الدولة تعى تماماً دور العلم والعلماء. ثانياً: إننا نؤمن بأن العلم والتكنولوجيا والإنتاج هى مكونات أساسية فى عملية التنمية الشاملة، فالعلم هو أساس التكنولوجيا، والتكنولوجيا هى الركيزة الأهم للإنتاج، والإنتاج هو عصب التنمية وجوهرها، ولا يمكن لأمة تطمح فى مستقبل أفضل إلا أن تضع العلم الحديث فى مكانه المُستحَّق، إيماناً بأن هذا هو الطريق الأكثر فاعلية لتحقيق ما نصبو إليه من نمو اقتصادى مستدام، وتنمية اجتماعية شاملة. ثالثاً: إن الدستور مهّد الطريق أمامكم، شباب مصر وعلمائها، فجعل التعليم حقاً للجميع، وكفل حرية البحث العلمى، وألزم الدولة برعاية الباحثين والمخترعين، وضمن حقوق الملكية الفكرية، وقد قامت السلطة التنفيذية، وتقوم، بدعم جهود وأنشطة البحث العلمى باستمرار، ففى السنوات الثلاث الأخيرة، زاد حجم الإنفاق الحكومى على البحث والتطوير من 11.8 مليار جنيه، إلى 17.5 مليار جنيه بزيادة قدرها47 %، وذلك بخلاف الدعم المباشر الموجه لبعض المشروعات القومية التى تدعم منظومة البحث العلمى فى مصر، مثل مشروع بنك المعرفة، ومشروع مدينة زويل، والجامعة المصرية اليابانية. رابعاً: إن المجتمع المصرى فى أمسّ الحاجة لمخرجات علمية وتكنولوجية جديدة ومتطورة، فى مجالات الصحة والدواء، والزراعة والغذاء، والبتروكيماويات، والفضاء والسيارات والطاقة البديلة بجميع أنواعها، ومعالجة المياه وتحليتها، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ولذلك فإن مصر تنتظر الكثير من مؤسسات المجتمع المدنى والقطاع الخاص ورجال الاستثمار والأعمال، لتوجيه مزيد من الاستثمارات فى مجالات البحث العلمى والتكنولوجى. قرارات مهمة وأضاف الرئيس: «إن مصر وهى تكرم علماءها، فإنها تقدم النموذج والقدوة لشباب الباحثين والمبتكرين، وتطالبهم بأن يدركوا أن الغد أشد بأساً من الأمس، وأن شعبهم ينظر إليهم نظرة إجلال وأمل، للتفاعل مع أدوات العصر والتمكن منها، وتطويعها لصناعة مستقبل أفضل لهذا الوطن. ولذلك، فإننى أطالب الحكومة، بمضاعفة الجهود والتفانى فى تقديم كل العون لعلماء مصر الأجلاء وشبابها المبدع.. وفى هذا السياق، فقد قررت ما يلى: أولاً: قيام وزارة التعليم العالى والبحث العلمى بإنشاء صندوق لرعاية المبتكرين والنوابغ من الشباب والنشء، يشارك فيه القطاع الخاص والمجتمع المدنى بجزء من موازنتهم المخصصة للمسئولية المجتمعية، على أن يتولى هذا الصندوق أيضاً دعم إنشاء المدينة المصرية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار بالعاصمة الإدارية الجديدة. ثانياً: قيام وزير التعليم العالى والبحث العلمى باتخاذ الإجراءات اللازمة لزيادة عدد الجوائز التى تمنحها الدولة فى المجالات كافة، ومضاعفة قيمتها المالية. ثالثاً: إنشاء أربع جوائز جديدة للابتكار فى مجالات الزراعة والغذاء، والصحة والدواء، والطاقة والمياه والصناعة، تخصص لشباب المبتكرين، على أن تكون قيمة الجائزة 250 ألف جنيه، وأن يتم بدء العمل بذلك اعتباراً من إعلان جوائز هذا العام.