أصبح الإعلام إحدى الأدوات الرئيسية للسياسة، بهدف خدمة أغراض سياسية ودينية وطائفية واقتصادية، فليس كل ما تعرضه وسائل الإعلام هو بالضرورة موجهًا لخدمة المواطن والأوطان، فبعض ما توجهه هذه الأبواق يكون على اختلافه نوعًا من إشعال وإذكاء نار الفتن وإحماء الصراعات وأحيانا زرعها، فوسائل الإعلام هى أذرع لتطبيق سياسيات معينة تخدم مصالح القائمين عليها. وفى هذا الإطار جاء اعتماد قطر بشكل خفى على وسائل الإعلام فى سعيها الدءوب نحو وضع قدم راسخة لها على الساحة السياسية الإقليمية والدولية، وكان ذلك من خلال شبكة قناة الجزيرة فى البداية، ثم من خلال صحف ومواقع إلكترونية ووسائل إعلام أخرى عربية موجودة داخل الدول العربية أو منتشرة حول العالم تسعى من خلالها إلى تأييد سياساتها أو الهجوم على من يخالفها ويعاديها، أو للترويج لحلفائها. وقد سعت قطر لبسط نفوذها بصورة مباشرة أو غير مباشرة وبشكل علنى أحيانا وخفى فى أحيان أخرى وعلى الكثير من وسائل الإعلام ممثلة فى صحف وقنوات ومواقع إلكترونية، ومنها ما قامت السعودية والإمارات ومصر مؤخرًا بحجبها، فضلًا عن شراء قطر لصحف فى إنجلترا، وأمريكا واستئجار عدد من الكُتَّاب فى هذه الدول، وآخرين فى دول عربية ومصر، إضافة إلى عدد كبير من المواقع الإلكترونية التى تعمل لصالحها من الباطن فى العديد من البلدان. ليس هذا فحسب، فهناك عدد كبير من الكتائب الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى، وهى أكثر قوة من الصحف والقنوات الفضائية، لما لها من تأثير خاصة على الشباب من غيرها. خصائص أذرع الإعلام القطرى فى ضوء الإقرار بوجود شواهد كاملة مدعومة بثوابت مادية حول استخدام قطر لإعلام مستتر داخل الدول المختلفة لتحقيق أغراضها السياسية بما يسمى «إعلام الظل» فقد أصبح من الضرورى التعرف على شكل وأسلوب هذا التوجه، واستبيان أبرز ملامحه، وأهدافه التى تتلخص فى: دعم توجهاتها الخارجية والترويج لسياساتها إزاء القضايا المختلفة بالإضافة إلى استخدامه كمنصات إعلامية للهجوم على الدول والأفراد التى تستهدفهم ومحاولة خلق صورة لدولة قطر لتتعدى حدود دولتها الصغيرة، لتخلق منها دولة ذات بعد إقليمى وتكون حاضرة فى أى ترتيبات إقليمية فى المنطقة. بالاضافة الي استخدام ما يعرف ب «إعلام الظل» الذى استخدمته قطر فى توجهاتها هو بديل لشبكة الجزيزة وكنموالتي تلجأ من خلاله إلى استقطاب الفارين من بلدانهم والمناوئين لسياسات أوطانهم، وتقدم الدعم المالى والمسكن والتنقل لهم، مع تأمين إمدادهم بجميع المعلومات والخطط الإعلامية اللازمة ليسيروا عليها. كما أنه يتم الاستعانة بالكُتَّاب والصحفيين الأجانب للتعبير عن السياسات القطرية المختلفة سواء إقليميًا أو دوليًا- ويكون هدفها الرئيسى نشر الشائعات المختلفة وخلق الأكاذيب فى أحيان عديدة وتلفيق الحقائق، هى أبرز سماتها. القنوات الإعلامية الموجهة ضد الخليج ■ موقع ميدل إيست آى هو موقع صادر باللغة الإنجليزية ومقره لندن، وهو إحدى المنصات والذى يتفق محتواه مع توجهات جماعة الإخوان ويرأس إدارته جمال بسيسو الذى يحمل الجنسية الهولندية، والذى يعتبر مسئولاً تنفيذياً في قناة الجزيرة علماً بأن ابنه أيوب بيسيو الذى يعمل الآن في شركة نون للابتكارات المرئية التى تقوم بالإنتاج لعدة جهات منها قناة الحوار ومكملين المواليتان للإخوان المسلمين وتركيا ، كما أن الموقع «ميديل إيست آي» اشتهر بالسياسة الممنهجة لإعداد تقارير مناهضة لدول الإمارات العربية والسعودية بشكل خاص. ■ موقع هافينجتون بوست عربى اسسه الإعلامى الفلسطينى والمدير العام السابق ل«الجزيرة» وضاح خنفر ويرأس تحريره الصحفى أنس فودة، وهو أحد مؤسسى موقع «العربية نت» ويعرف بمساندة جماعة الإخوان، ويعد هذا الموقع من أكبر المنصات التى تكثف تقاريرها ضد عدد من الدول العربية وأبرزها الإمارات ومصر والسعودية حيث يصل محتوى الموقع من الأخبار المعادية له ما يزيد على إجمالى الأخبار التى تغطى الأحداث فى الشرق الأوسط ولدى الموقع نسبة كبيرة من العاملين وأقسام خاصة يرصد كل ما يحدث فى هذه البلاد تحديداً. ■ موقع ميدل إيست مونيتور موقع بريطانى، اشتهر بنشر أخبار مثيرة للجدل نقلا عن مصادر مجهولة وتحديدًا حول الجهات السيادية الإماراتية والمصرية، وفى الفترة الماضية ركز هذا الموقع على التقارير التى تستهدف العلاقات المصرية - الخليجية وإصدار عدة أخبار مجهولة المصدر بهدف زعزعة أمن واستقرار هذه الدول، ويعمل به مراسلون وكُتَّاب بريطانيون وأمريكيون من أجل إضفاء شرعية قانونية أكبر عليها فى بريطانيا ومنحها ثقة لدى القارئ العربى. القنوات الإعلامية الموجهة ضد مصر بوابة القاهرة يتناول بشكل خاص الشأن المحلى، وهو أحد المواقع التى تم حظرها من قبل السلطات المصرية خلال شهر مايو 2017 وتظهر توجهاتها من خلال ما ينقله من أخبار وتحقيقات من المواقع الأخرى المعارضة للشأن المصرى والإماراتى . مدى مصر تم حجبه فى مصر ويرأس تحريره لينا عطا الله، ينشر باللغتين الإنجليزية والعربية وقد دأب على الهجوم على القيادة المصرية بالرغم من ادعائه أنه لا ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين ولا يتعاطف معها. موقع مصر العربية يختص بأخبار مصر، ويعمل على الهجوم عليها وتناولها بشكل سلبى، بالإضافة إلى سياسات دول الخليج خاصة دولة الإمارات والسعودية . موقع المصريون يرأسه الكاتب جمال سلطان المحسوب على التيار الإسلامى، والمعروف بهجومه الدائم على مصر وسياستها شبكة رصد تم إنشاؤها عام 2010 فى مصر لتغطية انتخابات البرلمان المصرى، واستمرت على نهجها فى متابعة الشأن المصرى، وظهر اتباعها للإخوان المسلمين، ومؤخرًا تم حظرها ضمن المواقع ال 21 التى حظرتها السلطات المصرية. قناة مكملين تعد أشهر القنوات الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين وتبث من تركيا عبر أقمار نايل سات، عرب سات ، هوت بيرد، سهيل سات، وكانت أول قناة تبث تسريبات مزعومة للرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى. قناة الشرق تتبع تيار الإخوان المسلمين، وتبث من تركيا وتهاجم بشكل خاص مصر منذ قيام ثورة 30 يونيو 2013 وبعد أزمة التصريحات الأخيرة ظهر توجهها للدفاع عن قطر بشكل حاسم وسريع. قناة وطن تسير على نفس درب قناتى مكملين والشرق من حيث معارضتها لمصر وحلافائها خاصة الخليج واختصت بالدفاع عن قطر وسياستها.