أكد د. على جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتى الجمهورية السابق أن قيام البعض بالمجاهرة فى نهار رمضان هو نوع من قلة الحياء حتى وإن كان لديه عذر، وشدد أن هناك أنواعًا لعلاج سرحان المصلى فى صلاتى التراويح والتهجد، كما قدم خلال حواره عن أحكام شهر الصوم أن هناك عددًا من الأخطاء يرتكبها الصائمون عند السحور، وأوضح كيفية الوصول لأعلى درجات الصيام ■ بداية كيف يمكن للمسلم الاستعداد لشهر الصوم؟ - الاستعداد يكون بالصلاة والذكر وقراءة القرآن، فيداوم على الطاعة، وعلينا أن نذكر بعضنا البعض بالطاعة، كما يجوز الفرح برمضان بطرق مختلفة لأن الدين مبنى على فرحة القلوب وتحقيق سعادة الدارين، وعلينا أن نسعد فى الدنيا ونتمنى أن يسعدنا الله فى الآخرة. ■ وما حكم من يقوم بالتوبة فقط كل عام قبل رمضان؟ - هذا نوع من أنواع الغفلة لأمر بسيط لأنه لايوجد إنسان يضمن الدقيقة القادمة ماذا فيها، ومتى ينتهى العمر، والحديث الصحيح يقول: «بادروا بالأعمال وفروا إلى الله» ومن يؤجل التوبة إلى قبل رمضان هو نوع من التسويف وأمر فيه غفلة. ■ وما حكم من لا يلتزم حتى مع قدوم رمضان؟ - من لا تتحجب أو الرجل الذى يؤدى معصية بترك الصلاة لا يعنى أن نقول لهم بترك الصوم، ولكن عليهم الصوم، فالصوم صحيح للإنسان العاصى لأنه بصومه سقطت عنه الفريضة أما القبول فهناك من ليس لصيامه سوى الجوع والعطش.. ومن يرتكب المعصية كأنه يفسد فى الأرض وبه تشبه بما يفعله الكافر من معصية. ■ وما أسباب عدم استشعار المسلم بأهمية قدوم شهر رمضان؟ - هى غفلة أيضا لأن الغفلة درجات وانواع ومداخل مختلفة لأن الغفلة يترتب عليها حجب الشعور، وتجعل الانسان يتحول لأمر مضحك لأن الفرق بين الإنسان والحيوان هو النور الذى يوجده الله فى قلبه، ويتحول لشيء من الترابية. ■ كثير من يرى أن اهتمام الأسر بزيادة الأطعمة فى هذا الشهر، والتوسعة مناف لحكمة الشهر من الشعور بالفقراء ومخالف لحكمة الصوم فما تعليق فضيلتكم؟ - نحن فى الدنيا مطلوب منا السعادة والفرح برمضان وإحضار الأطعمة الخاصة هو جزء من الفرح برمضان، ومع ذلك لابد من تكملة تلك الفرحة بعبادة الله حتى ينال الانسان سعادة الدارين وتأخذ فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة. والله تعالى قال: «وكلوا واشربوا» ولكن أمرنا بعدم الإسراف، ويجوز للإنسان أن يأخذ بأزكى الطعام بدليل أن أصحاب الكهف عندما أرادوا الطعام بعد الاستيقاظ قالوا: «فلينظر أيها أزكى طعامًا» وعلى الناس أن ترضى بما منحه الله. ■ كيف يصلى المسلم إلى أعلى درجة من درجات الصيام؟ - الوصول لأعلى درجة من درجات الصيام يستلزم عدة أمور ينبغى على المسلم اتباعها، وهى أن يتعلق قلبه بالله طوال هذا الشهر الكريم، وفى حال تذكره للطعام والشراب يذكر الله على الفور، وفى حال شعور بدافع الكذب عليه أن يردد عبارة «إنى صائم». والإنسان عندما يتعلق قلبه بالله وقتها سيشعر بلذة العبادة ويظل بعدها متمسكًا بها ويرفض التخلى عنها مهما حدث. ■ ما الأشياء الخاطئة التى قد يرتكبها البعض فى سحور رمضان؟ - أولا يجب على عموم المسلمين بمجرد سماعهم لأذان الفجر فى شهر رمضان أن يمتنعوا عن تناول الأطعمة والمشروبات.، حيث إنه من الأخطاء الشائعة لدى البعض هو الاستمرار فى تناول الأطعمة حتى نطق الشهادة خلال أذان الفجر، لافتا إلى أن هذا الاعتقاد خاطئ خاصة وأن النبى الكريم كان يمتنع عن الطعام والشراب عند سماعه لأذان الفجر. ولقد كان يوجد فى الماضى ما يسمى بمدفع الإمساك وكان يتم وضعه فوق القلعة لتنبيه الناس قبل أذان الفجر بساعة بضرورة تناول الأطعمة، وكان يتم أيضا وضع أعلام حمراء فوق أبينة الأزهر قبل أذان المغرب لكونها مرئية للجميع وبمجرد رؤيتها يقوم الناس بالافطار. ■ وما سبب شدة العقاب فى شهر رمضان حيث إن كفارته مضاعفة؟ - السبب وراء كون العقاب شديدًا فى شهر رمضان عن غيره من الشهور، هو كون هذا الشهر قد أغلقت فيه جميع أبواب الشر كسلسلة الشيطان وغيرها من الأمور التى تدفع الإنسان لفعل الذنوب والمعاصى، وبالتالى فاذا رغبة نفس الانسان فى فعل الشر والمعصية سيكون العقاب والذنب أكبر. كما أن شهر رمضان متميز ومختلف عن باقى الشهور لوجود العديد من الدوافع التى تحث الإنسان على فعل الخير، وسبب هذا التميز هو أن الله جل جلاله أنزل كلامه فى هذا الشهر الكريم. ■ كثير من الناس فى صلاة التراويح والتهجد ينتابه السرحان خلال الصلاة فكيف يتغلب الإنسان على ذلك؟ - فى حال شعور الإنسان بالسرحان خلال قيامه بتأدية فرض من فروض الله، عليه أن يذكر الله وأن يستمع إلى الآيات الكريمة التى يرددها الإمام خلال الصلاة. ويجب أيضا أن يتخيل المصلى خلال الصلاة بأنه أمام الكعبة وأمام الله عز وجل فى الحضرة القدسية، لافتا إلى أنه فى حال اتباع المسلم لهذه الخطوات أو التعليمات خلال الصلاة سيستجيب الله لدعائه. جاء ذلك ردا على سؤال طرح خلال التقرير الذى أجرته كاميرا البرنامج من أحد المواطنين والذى قال فيه: «كيف أتغلب على السرحان خلال صلاة التراويح والتهجد». ■ وما حكم من يجاهر بالفطر فى نهار رمضان؟ - المجاهرة بالإفطار فى رمضان نوع من أنواع الخلل فى السلوك، ودائما يكون مرتبطاً بالمفهوم الخاطئ فى ذهن هذا العاصى، جعله يفعل هذا السلوك من غير أى مانع عنده أو عائق. وقابلية الإنسان لفعل أشياء معينة لا تجعل منه مريضاً بل منحرفًا سلوكياً، مستشهدًا بالحديث الشريف: «إذا لم تستح فاصنع ما شئت». ولذلك فإن من يجاهر بالفطر فى رمضان عديم وقليل الحياء، لأنه إذا كان يملك حياء سيمنعه من المجاهرة بالفطرة.