من مبدأ أن الخطوة الأولى فى طريق التغيير تبدأ من المرأة انطلقت المبادرة المجتمعية «مشروع المرأة الفاضلة» التى تحلم بالنهوض بالنساء الريفيات على كافة المستويات من أجل محاربة ظواهر تنتهك حقوقهن مثل الزواج المبكر، الختان وزواج القاصرات وإيماناً بأن التعليم والتوعية قادران على كسر الكثير من الحواجز التى تعيق حل تلك المشكلات. المشروع لم تطلقه إحدى الجمعيات المهتمة بالشأن النسائى إنما قائم على فكرة لشاب فى بداية العشرينيات من عمره يدرس بالفرقة الرابعة فى كلية الحقوق جامعة عين شمس «مصطفى جمال» هو أحد مؤسسى المبادرة الذى يحمل بداخله هموم المرأة الريفية ويدرك خطورة التهميش الذى يحاصرها على مر السنوات ويؤمن بأهمية تنمية النساء الريفيات ومدى النفع الذى سيعود على أسرهن ومجتمعهن. ثلاثة برامج «التوعية ،التعليم والتدريب «هى الأعمدة التى يرتكز عليها مشروع المرأة الفاضلة الذى انطلق فى شهر اغسطس الماضى ويقول «مصطفى جمال»: إنه يعتمد على التمويل الذاتى إلى جانب الدعم المقدم لهم من المجلس الثقافى البريطانى ومؤسسة فاضيليا ويضم عددًا من المتطوعين الذين يحصلون على تدريبات متخصصة من أجل التواصل الفعال مع النساء الريفيات. الخطوات الأولى للمشروع جاءت فى إطار التوعية الصحية تحديدًا فيما يخص سرطان الثدى وذلك بالتعاون مع اتحاد الأطباء العرب بعد تلقى مجموعة من المتطوعين دورات تدريبية خاصة بالتوعية بمرض السكر وبأهمية الكشف المبكر لسرطان الثدى وطرق الفحص الذاتى وتم عقد ندوات توعوية بمحافظة القليوبية ،سوهاج وبنى سويف والمحطة التالية ستكون قنا وذلك من بين 12محافظة يستهدفها المشروع. وعلى رغم أن الختان عادة وموروث غير قابل للنقاش فى بعض القرى إلا أن شباب المبادرة لم يخشوا تناول الآثار السلبية سواء النفسية أو الجسدية التى يعانى منها الفتيات المختنات وذلك عند تقديم إحدى الندوات التوعوية بمحافظة سوهاج وهو ما أثار حفيظة الأهالى فى بادئ الأمر ولكنهم تجابوا فيما بعد مع الحديث عن هذه الظاهرة غير الحميدة. وأوضح مصطفى أن البرنامج الثانى الخاص بالتعليم يندرج حالياً فى مرحلة الإعداد من خلال التواصل مع الجمعيات الأهلية بالمناطق الريفية لتوفير أماكن من أجل عقد فصول محو أمية وتوزيع كتب بالمجان على فتيات الريف تحت إشراف من وزارة التربية والتعليم من خلال الإدارات التعليمية بكل محافظة والمحور الثالث للمشروع يهتم بالتدريب من أجل التشغيل عن طريق تعليم حرف إنتاجية بسيطة مثل المشغولات اليدوية وصناعة الخزف لتكون مورد دخل للنساء الريفيات على أن يتم عمل معرض دورى لهن بالقاهرة ويخصص العائد لهن.