يظل الفنان أحمد آدم حالة فنية فى جيل من الكوميديانات سواء اتفقت أو اختلفت مع أعماله، يؤمن أن المعادلة الصعبة فى الضحك مطلوبة وأن خلف البسمة التى يحاول أن يرسمها على شفاه الجمهور لابد أن يحمل معها رسالة ومضمونا وليس الضحك من أجل الضحك. مؤخرا عاد آدم للسينما مع «القرموطى فى خط النار» ليجد نفسه فى مرمى تنظيم داعش، ورغم أن الشخصية ليست جديدة على الجمهور لكنه راهن عليها وعلى رصيدها لدى الناس. عن ردود الأفعال والهجوم الذى تعرض له الفيلم والشخصية التى يتمنى تقديمها ورأيه فى مسرح الفضائيات والبرامج الساخرة تحدث آدم فى هذا الحوار.. ■ شخصية القرموطى من الكاركترات التى تعلق بها الناس.. حدثنا عن أصول هذا الشخصية؟ - هذا الرجل تعود جذوره لأيام الجامعة عندما كنت أقوم بالتقليد أى شخصية تستهوينى سواء كان الأصدقاء أو المدرسين، وفى هذه الفترة قابلت رجلاً يشبه القرموطى فى فشره وكدبه المقنع الذى يجعل المحيطين به يصدقونه حتى لو كان يلبس الحق بالباطل فتعلق فى ذهنى هذا الرجل وكنت أستدعيه فى كل موقف ساخر وأخترع له حواديت يكون هو بطلها، وفى أثناء مشاركتى مع الأستاذ محمد صبحى فى مسلسل «سنبل» كنا وقتها نصور فى منطقة نويبع ونقيم قعدات سمر بالليل أقوم خلالها بتقليد القرموطى، فأعجب بها المخرج أحمد بدر الدين، وعرض على تقديمها فى البرنامج الزراعى الشهير «سر الأرض» وكنت مضايق وقتها لأنى أردت تقديمها فى مسلسل وليس برنامجا زراعيا، ومع هذا علقت مع الناس ونجح القرموطى وأصبح الناس ينادونى به. ■ هل نجاح القرموطى هو الذى دفعك لتقديمه فى فيلم «القرموطى فى خط النار»؟ - أنا لم أستغل نجاح القرموطى فى استنساخ أعمال هو بطلها إلا عندما يكون هناك مناسبة بدليل أننى قدمت أفلاما مثل «شجيع السيما» و«صباحو كدب» و«شعبان الفارس»، وفى المسرح قدمت «حودة كرامة»، وغيرها من الشخصيات التى ليس لها علاقة بالقرموطى، ومع هذا كنت كل ما أقابل الناس يطالبونى أن تعود شخصية القرموطى لذلك قدمتها فى مسلسل «القرموطى فى مهمة سرية» و«معلش إحنا بنتبهدل» وأخيرا فى فيلم «القرموطى فى خط النار»، والثلاثة أعمال كان هناك سبب فى عودة القرموطى سواء فى حرب العراق أو انتشار الإرهاب وتنظيم داعش. ■ حدثنا عن عودة القرموطى فى «أرض النار» وكيف جاءت تناول فكرة داعش؟ - مر على فيلم «معلش إحنا بتبهدل» 12 عامًا وخلال هذه السنوات كان الناس يطالبونى أن القرموطى يعود، وبالفعل عام 2010 تعاقدت مع المنتج أحمد السبكى على فيلم بطله القرموطى وكتبه مهدى يوسف والفكرة الأساسية فى الفيلم كانت هى السخرية من عملية توريث الحكم، لكن قامت ثورة يناير وحدثت هزة فى المجتمع المصرى وشكل الضحك اتغير فوجدنا أن موضوع التوريث أصبح قديما، وهناك أحداث جدت على الشارع فمثلا كنت أرى القرموطى كيف سيتصرف مثلا فى الانفلات الأمنى والبلطجة وغيرها، لكن كانت كلها لا تتعدى كونها مجرد اسكتشات إلى أن جاء موضوع داعش وأصبح حديث الشارع وكيف صنعته أمريكا من أجل إرهاب العالم العربى، ففكرت أنى أقدم هذا الموضوع بشكل ساخر خاصة أن طبيعة المصريين إذا أرادوا مواجهة أى قوى استعمارية يسخرون منه فكلمت المؤلفين محمد نبوى وعلاء حسن واشتغلنا على الفكرة وتناقشنا فى كل التفاصيل. ■ هل واجهت صعوبات فى الفيلم سواء من الناحية الرقابية أو أماكن التصوير؟ - العقبات كلها انحصرت فى استخراج التصاريخ الخاصة بالتصوير حيث صورنا فى الواحات والساحل الشمالى والعين السخنة وكان حرس الحدود باستمرار مرافقنا لأن الذى لا يعرف أننا نصور فيلمًا سيظن أننا من تنظيم داعش فى ظل وجود أعلامهم وملابس شبهم. ■ «القرموطى فى خط النار» تعرض لحملة شرسة من البرلمان الذى وجه للفيلم تهمة الإساءة لأهل مطروح.. فكيف تعاملتهم مع هذه الحملة؟ - من البداية نعلم أن هناك حالة من التصيد للفيلم منذ طرح البرومو فأعضاء البرلمان الذين اتهمونا بالإساءة لأهل مطروح من مجرد برومو لم يغيروا رأيهم بعد مشاهدة الفيلم فى عرض خاص أقيم لهم قبل طرح الفيلم فى السينمات بجانب مشاهدته من جانب الجهات السيادية التى أشادت به لأنهم كانوا يهاجموننا لمجرد الهجوم وهم يعلمون أن الفيلم لم يسئ لأهل مطروح فى أى شىء وتأكدوا من ذلك بعد مشاهدة الفيلم، فالقرموطى عندما تم خطفه ظن أنه مازال فى مطروح وليس فى مدينة سرت بليبيا وهذا واضح خلال الأحداث علاوة على أنهم خصوا الإساءة لمطروح وكأنها إقليم مستقل عن مصر، وما يثير الدهشة أن البرلمان بدل ما يساندنى وأنا أقدم فيلما يناقش خطر الإرهاب يهاجموننى ولم يقف لهم نائب مثل المخرج خالد يوسف وهو فنان يمثلنى فى مجلس الشعب، لذلك طالبناهم باعتذار لأنهم أساءوا للفيلم وكان من الممكن أن أقاضى من هاجمونى لأنهم قدموا بلاغا للنائب العام وتم حفظه، وأفعل معهم مثلما فعلت فى أزمة حلب بعد أن تم تلفيق لى كلام لم أقله فى برنامج بنى آدم شو. ■ هل من الممكن أن نرى شخصية القرموطى فى عمل قادم؟ - بداية لا أرى عيبًا فى تقديم شخصية ناجحة الناس بتحبها فى أكثر من عمل فنى بدليل أن فنانًا بتاريخ شارلى شابلن قدم سلسلة من الأفلام بنفس الشخصية التى اشتهر بها ولم يتم اتهامه بالإفلاس، أما بالنسبة للقرموطى فهناك فكرة لتقديمها فى مسلسل وكان هناك موضوع مكتوب له من أيام انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، لكن نقوم ببعض التعديلات عليه وسيكون على هيئة حلقات متصلة منفصلة، وفى كل حلقة نناقش موضوعا جديدا. ■ المسرح يمثل مرحلة مهمة فى مشوارك الفنى ومع هذا مبتعد عنه.. فما السبب؟ - بالتأكيد المسرح هو عشقى الأول لكن مشكلته فى الوقت الحالى هو الإعلانات والدعاية فهناك أعمال مسرحية موجودة على الساحة والناس لا تشعر بها بسبب عدم وجود دعاية جيدة لها. ■ ما رأيك فى فكرة مسرح الفضائيات الذى أصبح موضة هذه الأيام؟ - لا أحب مسرح التليفزيون لأنى فى الأساس ضد تصوير المسرحيات وعرضها فى التليفزيون فالمسرح قواعده لن تتغير فهناك متعة فى أن الفنان يقف على المسرح كل ليلة ويظل يعرض المسرحية لعدة مواسم والجمهور يأتى من كل العالم ليشاهده، وفى كل ليلة يعرض الفنان المسرحية يضيف لها ويتمكن من أدائه أما أنه يعرضها أسبوعًا وبعدها يبحث عن غيرها فهذه مجرد اسكتشات نجحت مع مجموعة معينة وتقليدها خطر لذلك أحاول الآن العودة للمسرح الذى أعتدنا عليه. ■ خرج من عباءة «بنى آدم شو» عدد من البرامج الساخرة.. فكيف تقيم أعمال مثل «أبله فاهيتا وأبوحفيظة»؟ - عندما قدمت بنى آدم شو كان أول ستاند أب كوميدى مصرى بمعناه المعروف لكن البرامج التى جاءت بعدى ليست ستاند اب كوميدى التى تقوم على شخص يقف يتكلم ساعة ومعه جمهور فى الاستديو، لكن أعتبرها أشبه ببرامج توك شو وهى لا تضحكنى فمثلا لا أحبذ فكرة أقعد اتفرج على دمية لكن ممكن أمثل معاها. ■ ما الشخصية التى تتمنى تقديمها فى أعمال قادمة بعيدا عن القرموطى؟ - ستتعجبين عندما تعلمى أننى أريد العودة للأدوار الجادة التى سبق وقدمتها فى مسلسل «حياة الجوهرى»، فأنا بداياتى لم تكن ككوميديان وأول عمل قدمته على المسرح، وأنا طالب كان عن مأساة مدرسة بحر البقر الشهيرة أيام حرب الاستنزاف، لذلك أتمنى أن أجد شخصية مكتوبة حلو وتناسب سنى وتقدم رسالة للناس. ■ هل انتهت فكرة تجسيدك لشخصية الدكتور مصطفى محمود بعد توقفه؟ - كانت هناك شخصيات تعرض على لتقديمها مثل الريحانى لكن ظل تجسيد حياة العالم الكبير دكتور مصطفى محمود أمنية عزيزة على قلبى فهو الذى أثرى حياتنا بعلمه، وكان بالفعل المسلسل دخل حيز التنفيذ وعملت بروفات على الشكل لكن وجدت العمل ليس مكتوبًا بشكل يرضينى علاوة على إنه يحتاج لميزانية كبيرة لا تقدر عليها سوى الدولة. ■ أخيرا هل إعلانك آرائك السياسية أثر على أعمالك الفنية بشكل سلبى؟ - علينا أن نفرق بين الاعلان عن الرأى فى أوضاع البلد قبل وبعد 2011 فأنا طول عمرى مهموم بقضايا بلدى وأقدم مسرحيات لها صلة بالواقع وبالسياسة وأمزج بين الضحك والرسالة فى أعمالى وحاولت تقديم المعادلة الصعبة، وعندما اختارونى لتقديم بنى آدم شو كان بسبب آرائى السياسية فمهمة الفنان أنه يكون شعلة نور يضيء للناس وظل البرنامج على مدار سبع سنوات مستمرًا، وبعد أن تركت قناة الحياة جاءت لى عروض لإعادة تقديمه، وبالتالى فرأيى السياسى لم يضرنى فى شىء علاوة على أننى لا أفكر هل ستتأثر العروض الفنية برأيى أم لا فالرزق فى النهاية على الله.