أكد هانى برزى رئيس المجلس التصديرى للصناعات الغذائية حرص مستثمرى القطاع على دعم الاقتصاد الوطنى فى ظل ما تواجهه مصر من أزمات حاليا وذلك من خلال الاستمرار فى ضخ استثمارات جديدة لزيادة الطاقة الإنتاجية ومن ثم الصادرات لتوفير المزيد من العملات الصعبة التى يحتاجها الاقتصاد. وقال: إن الأزمة الراهنة لن تثنى القطاع الخاص عن أداء دوره فى تنمية الاقتصاد القومى من خلال زيادة الطاقات الإنتاجية والصادرات لتوفير فرص العمل المستدامة وهو ما نقوم به بالفعل حيث يشهد قطاع الصناعات الغذائية دخول استثمارات كبيرة فى الأشهر الأخيرة رغم كل التحديات، مؤكدا ان مجتمع الأعمال الدولى يترقب استقرار أوضاع الاقتصاد المصرى خاصة تجاوز مشكلة سعر الصرف لضخ استثمارات جديدة بمصر. وكشف عن مشاركة 102 شركة مصرية من قطاعى الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية فى معرض «سيال الدولي» والذى بدأت فعاليته من الأسبوع الجارى بالعاصمة الفرنسية باريس وذلك ضمن خطط وزارة التجارة والصناعة والمجلس التصديرى لمضاعفة صادرات القطاع التى سجلت نحو مليارى دولار. وأكد ان مجلسى تصدير الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية بالتعاون مع هيئة المعارض والمؤتمرات بذلا جهدا كبيرا من أجل تعديل موقع الجناح المصرى لوضعه فى مكان متميز بالمعرض الأهم عالميًا خاصة أن المشاركة تعد الأضخم لمصر فى المعارض الأوروبية وهى تأتى للرد على الشائعات وحملة التشكيك التى تعرضت لها الفراولة المصرية ببعض الأسواق الخارجية. وقال إن أبلغ رد على تلك الحملات هو الارتقاء أكثر بالجودة وتكثيف مشاركتنا بالمعارض الدولية المتخصصة للفوز بالمزيد من الصفقات التصديرية. وأشار إلى ان الجناح المصرى بسيال يمتد على 4 قاعات لإبراز مدى التطور الكبير الذى حققته الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية المصرية، فبالتعاون مع جمعية الطهاة المصريين نخطط لطهى اطعمة بطرق جديدة حديثة تتواكب مع الذوق الأوروبى وباستعمال المنتجات المصرية خاصة زيت الزيتون كما سيتم تقديم الكثير من العصائر التى تشتهر بها مصر. وأضاف ان المجلس رتب مع إدارة المعرض من أجل عرض أفلام تسجيلية فى صالون خاص حيث تبرز هذه الأفلام تطور المصانع المصرية بقطاع الصناعات الغذائية ومدى ما يتمتع به إنتاجها من جودة عالية وهو ما انعكس على صادرات القطاع لتتجاوز المليارى دولار، لافتًا إلى ان المجلس أعد أيضًا كتيبًا عن الصناعات الغذائية المصرية يتضمن جميع البيانات عن الصناعات الغذائية المصرية وتطور صادراتها وذلك لتوزيعه على مستوردى الصناعات الغذائية حيث نخطط لدعوة كبار المتعاملين فى القطاع من أجل الفوز بالعديد من العقود التصديرية خاصة ان سيال عادة ما يوفر جزءًا كبيرًا من التعاقدات التصديرية التى نعمل لتلبيتها على مدار عام. وقال إن مصر تحتاج لسرعة تبنى استراتيجية صناعية جديدة لتعظيم القيمة المضافة لصناعاتنا المختلفة على ان تركز على المزايا النسبية المتوافرة بكل صناعة وأيضا الفرص التصديرية المتاحة بالأسواق المختلفة، لافتا إلى ان قطاعى الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية يسهمان معا بنسبة 22% من إجمالى صادرات مصر السلعية غير البترولية، ومع ذلك فهناك مجال كبير لزيادة صادراتهما مستقبلا. وقال إنه فى ظل عدم توافر إمكانيات كبيرة لدى هيئة المعارض والمؤتمرات فإن المجلس التصديرى تقدم بمقترح للهيئة للتركيز على الاشتراك بالمعارض الدولية المتخصصة والتى تحقق مردودًا كبيرًا ونتائج ايجابية ملموسة للقطاع التصديرى. وطالب صندوق تنمية الصادرات بتفعيل برنامج رد أعباء المصدرين من خلال سرعة صرف مستحقات المصدرين بالصندوق لزيادة تنافسية المنتجات المصرية بالأسواق الخارجية خاصة انها تعانى من اشتداد المنافسة من دول جنوب شرق أسيا وتركيا التى تقدم لمصدريها دعمًا ماليًا بشكل كبير. وحول المشكلات التى تعانى منها الصناعات الغذائية أوضح برزى إنها تتمثل فى الارتفاع المتواصل لأسعار صرف الدولار مما يحد من قدرة شركات القطاع على توفير احتياجاتها من المواد الخام ومستلزمات الانتاج التى يتم استيراد جانب كبير منها، لافتًا إلى انه رغم هذا فإن القطاع حريص على عدم توقف عجلة الانتاج. وأشارت إلى ان قطاع الصناعات الغذائية استطاع رغم كل المعوقات التى واجهت الصناعة المصرية مؤخرًا الحفاظ على قيمة صادراته حيث لم تتراجع بل ارتفعت وان كان ذلك بنسب محدودة، موضحة ان هذا الأداء يبشر بتحقيق القطاع قفزة كبيرة فور استقرار الأوضاع بالأسواق العالمية وحل المشكلات التى تواجه الاقتصاد المصرى مثل ازمة الدولار. وأضافت ان القائمين على قطاع الصناعات الغذائية نجحوا فى الفترة الاخيرة فى تعويض ضياع بعض الاسواق العربية التى تواجه أزمات عنيفة وذلك بأسواق اخرى خاصة فى إفريقيا، مشيرة إلى ان الحرص على المشاركة بمعرض سيال بفرنسا يأتى أيضا لتعزيز هذا الاتجاه باعتبار فرنسا أحد أهم آليات النفاذ إلى السوق الإفريقية.