يحتفل العالم هذا الأسبوع باليوم العالمى للفتاة، والذى أقرته الأممالمتحدة للمرة الأولى فى 11 أكتوبر عام 2012، ويُعد اليوم العالمى للفتاة أو كما يطلق عليه «يوم الفتاة» يوم احتفال يهدف لمناقشة قضايا الفتاة حول العالم وزيادة الوعى بمشكلاتها والتى تشمل عدم المساواة بين الجنسين والمشكلات التى تواجهها الفتاة على أساس الجنس وكذلك رفع وعى الفتاة فى المساواة فى حقوقها مثل حق التعليم، والتغذية السليمة، والحقوق القانونية، والرعاية الطبية، والحماية من التمييز ،والعنف ضد المرأة، والزواج القسري. ومن جانبها قامت ميشيل أوباما بالاحتفال باليوم العالمى للفتاة على طريقتها الخاصة حيث حرصت على التواصل مع الفتيات عبر «سكايب» للحديث حول تحديات التعليم فى حياة الفتاة والصعوبات التى تواجهها الفتاة من أجل حصولها على حقها فى التعليم. وقالت أوباما: «إن الناس عند سماعهم قصص الفتيات اللاتى لا يذهبن إلى مدارس لتلقى التعليم فهم يريدون حقا المساعدة فى حل تلك المشكلة». وأشارت إلى أن هناك أكثر من 62 مليون فتاة حول العالم تواجهن تحديات فى التعليم واعتزمت أوباما أنها ستواصل الحديث عن المشكلات التى تواجهها الفتيات ليس فقط طوال فترة بقائها كسيدة أولى للبيت الأبيض ولكن طوال فترة حياتها. ودعت ميشيل أوباما فتيات العالم من الدول الفقيرة إلى المحاربة من أجل بقائهن فى المدارس. وكانت أوباما قد حرصت على السفر فى جولة إلى إفريقيا فى يونيو الماضى مع ابنتيها ساشا وماليا فى محاولة لتشجيع الفتيات على التعليم لتسليط الضوء على مبادرة «دعوا الفتيات يتعلمن» وهى مبادرة حكومية أمريكية طرحتها السيدة الأولى للبيت الأبيض وقالت وكالة رويترز الأمريكية إن المبادرة تسعى لمعالجة الحواجز التى تمنع أكثر من 62 مليون فتاة من التعليم حول العالم خاصة الفتيات القاصرات. وشاركت الملكة رانيا ملكة الأردن فى نشاط أقامته مبادرة «دعوا الفتيات يتعلمن» بنيويورك ودعت فى كلمتها إلى ضرورة تقديم دعم أكبر للتعليم فى مناطق النزاع وإقامة شراكات بين الفتيات والنساء فى العالم لدعم هذه القضية . وأشارت ملكة الأردن إلى أن التعليم هو الضحية الكبرى للنزاعات وقدمت نماذج على التحديات التى تواجهها الفتيات فى مناطق النزاع فى اليمن والسودان وسوريا بين قصف المدارس والقتل أثناء الدراسة وما يترتب عليه من خوف والهرب نحو مستقبل غير معلوم. كما شارك موقع التواصل الاجتماعى الأشهر «فيس بوك» الفتيات فى اليوم العالمى للفتاة بصورة مظللة للفتيات يتشابكن الأيدى وكتب أسفل الصورة عبارة «إلى كل فتاة حول العالم فكل الفتيات تستحق المساواة فى الحصول على رعاية صحية والتعليم والاحتياجات البشرية الأساسية. فى اليوم العالمى للفتاة يمكنك وضع إطار لصورتك الشخصية لإظهار دعمك للفتيات فى كل مكان». فى مصر وفى ظل التطور الحادث على كثير من المستويات، وفى عصر حصلت فيه المرأة على بعض حقوقها المسلوبة، وفتاة تُقرر الاختيار والحب رغم أنف المجتمع، فما زالت هناك عشرات المعارك التى يجب أن تخوضها الفتاة، عشرات المعارك المنتظر أن تنتصر فيها الفتاة «أم الضفاير»، فالطريق أمام الفتاة المصرية مليء بالمعارك التى يجب أن تخوضها.. المعركة الأولى تبدأ مع التفريق الواضح فى المعاملة بينها وبين أخيها، هذا التميز العنصرى الذى يشق على فتاة فى الصغر فهمه أو على الأقل التعامل معه، مما يكون له تأثير سىء على صحتها النفسية والعصبية، ويجعلها إما تبدأ فى ترجمة هذه التفرقة إلى أفكار عدوانية تجاه المجتمع وأخيها وكل رجل يمر فى حياتها، أو حتى تكتفى بأن تحفظ القهر داخلها، المساواة بين «الولد والبنت» هذه القضية التى فشل مجتمع من المفترض أنه متحضر أن يتعامل معها بطريقة صحيحة. من حق كل فتاة أن تحصل على حقها كاملاً فى التعليم، ويجب ألا يتم تحديد ما تصل إليه من مراحل تعليمية، على عكس الولد الذى من حقه أن يحصل على حقه كاملاً فى كل شىء فى الحياة وفى التعليم والحب وكل شىء. المعركة ذاتها تخوضها الفتاة مع سفرها إلى الخارج لاستكمال المشوار التعليمى الذى بدأته هنا، فلم يكن مسموحاً أن يحدث ذلك وما زال، فهى فقط رهينة لمتطلبات المجتمع ومعتقداته الخاطئة، حيث يجب أن يتوقف حلمها وقت أن يقرر والداها أو أخيها أو زوجها ذلك، مع تناسى حقها فى اتخاذ القرار. قرار العمل، واختيار شريك الحياة، الانفصال عن الزوج، السفر إلى الخارج، عدم إنجاب الأطفال، كل هذه القرارات هى ملك لها فقط، تُقررها بالشكل الذى يناسبها، وليس من حق أحد أن يحددها لها، هذه المعركة أيضاً تحتاج فيها المرأة المصرية أن تنتصر لها، مستقبلها ضمن أهم هذه الأشياء التى يجب ألا تفوتها على نفسها أو تتهاون بها، فإما أن تحقق بها انتصارًا أو تبقى إلى الأبد رهينة إشارة «رجل» مهما كان زوجها أو والدها أو أخيها.